تستعد قضية الصحراء المغربية لدخول مرحلة دقيقة مع اقتراب موعد جلسة مجلس الأمن في أكتوبر المقبل، والتي سيعرض خلالها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، تقريره حول آخر تطورات الملف، وزيارة المسؤول الأممي (دي ميستورا) الثلاثاء الماضي إلى الجزائر ولقاؤه بوزير خارجيتها أحمد عطاف أعادا إلى الواجهة التباين الواضح بين الخطاب الجزائري المتمسك بمقولات “تصفية الاستعمار”، وبين المقاربة الدولية التي باتت تنحو بشكل متزايد نحو اعتبار مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 الحل الواقعي والعملي الوحيد لإنهاء هذا النزاع؛ خاصة في ظل الدعم المتجدد من قوى كبرى كالولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، فضلاً عن عواصم أوروبية وإفريقية وازنة.
الجزائر
أدانت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان ما وصفته بـ”التناقض” في مواقف الجزائر بشأن النزاع حول الصحراء المغربية، وذلك عقب لقاء جمع وزير الخارجية الجزائري بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا.
في خطوة دبلوماسية تحمل رسائل سياسية بالغة الدلالة؛ ظهر السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتيي، في مقطع مصوَّر وهو يقف أمام خريطة كاملة للمملكة المغربية تشمل أقاليم الصحراء، وهذا الظهور لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل جاء ليجسد بوضوح الموقف الفرنسي الجديد الداعم لسيادة المغرب ووحدته الترابية، ويؤكد مسار التحول الذي انخرطت فيه باريس منذ إعلانها دعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل، وأثارت هذه الخطوة جدلاً واسعًا في الأوساط الجزائرية، حيث اعتُبرت رسالة مباشرة من باريس بعدم التراجع عن موقفها، وبداية مرحلة جديدة في العلاقات المغربية ـ الفرنسية.
في خطوة دبلوماسية تحمل دلالات سياسية قوية، ظهر السفير الفرنسي لدى المغرب، كريستوف لوكورتيي، في فيديو نشرته سفارة بلاده على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يقف أمام خريطة كاملة للمملكة المغربية، تشمل أقاليم الصحراء.
تتجه الأنظار إلى نيويورك، حيث يتهيأ مجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية الصحراء المغربية في أكتوبر المقبل، وسط معطيات جديدة نشرتها صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، تفيد باحتمال استبدال بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) ببعثة جديدة تحمل اسم “المنساسو”؛ مهمتها الأساسية مواكبة المفاوضات حول الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهي خطوة وُصفت بأنها قد تشكل منعطفًا حاسمًا، إذ تنقل الملف من سردية الاستفتاء المؤجل منذ عقود إلى الحل السياسي الواقعي؛ الذي يجد في المبادرة المغربية أرضية مرجعية أكثر مصداقية وواقعية.
أشارت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إلى احتمال حدوث تحول كبير في قضية الصحراء المغربية، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر عقده نهاية أكتوبر المقبل.
عاد سباق التسلح بين المغرب والجزائر إلى واجهة الاهتمام الإقليمي، بعدما كشفت معطيات حديثة عن اقتراب الجزائر من تسلم أول قاذفة تكتيكية من طراز “سو-34” فئة “فولباك” ضمن صفقة أعلن عنها قبل نحو تسع سنوات، بالتوازي مع مؤشرات عن حصولها على نسخة التصدير من الطائرات السوخوي المقاتلة من الجيل الخامس “سو-57E”، حيث يأتي هذا التطور في وقت يمضي فيه المغرب في تنفيذ برنامج تحديث نوعي لسلاحه الجوي، من خلال استلام أولى مروحيات الهجوم الأمريكية “الأباتشي” طراز “AH-64Eّ”، إلى جانب عقود لاقتناء 25 مقاتلة “F-16” فئة “بلوك 72” وترقية أسطوله الحالي إلى معيار “F-16V”، مدعوما بأنظمة تسليح متطورة تؤهله لرفع الجاهزية العملياتية ضمن بيئة قيادة وسيطرة متكاملة.
دخلت العلاقات الجزائرية الفرنسية مرحلة جديدة من التصعيد الحاد، عقب توجيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعليماته للحكومة بضرورة التعامل بـ”مزيد من الحزم والتصميم” تجاه الجزائر، في تطور لافت يعكس عمق التباينات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، وضمن هذا المسار المتوتر، بادرت باريس إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة شملت تعليق اتفاقية 2013 الخاصة بالإعفاءات القنصلية، وتفعيل مقتضيات قانون الهجرة الجديد في وجه الجزائريين، فضلاً عن التلويح بإعادة النظر في ملفات التعاون الثنائي الحساسة، وذلك على خلفية قضايا تتعلق بحرية التعبير والهجرة والممارسات الدبلوماسية.
وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حكومته بضرورة التحرك “بمزيد من الحزم والتصميم” تجاه الجزائر، وذلك على خلفية توترات دبلوماسية متزايدة وقضايا معلقة بين البلدين، وجاء هذا التوجيه في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، ونشرتها صحيفة “لوفيغارو”.
في واقعة مأساوية جديدة تُضاف إلى سلسلة من الانتهاكات المسجلة على الشريط الحدودي البحري بين المغرب والجزائر، لقي الشاب المغربي أسامة همهام، اللاعب السابق بفريق الأمل الرياضي العروي، مصرعه برصاص البحرية الجزائرية، بعدما اعترضت دورية مسلحة قاربًا كان على متنه في محاولة للهجرة غير النظامية انطلقت من شاطئ السعيدية، وهذه الحادثة التي أثارت صدمة واسعة في أوساط الرأي العام الوطني؛ جاءت لتعيد إلى الواجهة مشاهد القتل المباشر دون سابق إنذار، والتي سبق أن وثقتها تقارير وطنية ودولية في حالات مماثلة؛ أبرزها مقتل مغربيين على متن دراجة بحرية سنة 2023، واحتجاز جثمان لاعب آخر على السواحل الجزائرية، فيما يشبه منهجية ممنهجة تعتمد الرصاص بديلاً عن القانون.
