عادت إشكالية فوضى سيارات الأجرة من الصنف الثاني (الصغيرة) أمام محطات القطار بالدار البيضاء (الدار البيضاء المسافرين، والوازيس، والدار البيضاء الميناء) للواجهة مجددا، في ظل حديث المواطنين بالعاصمة الاقتصادية هاته الأيام عن تواصل معاناتهم مع بعض السائقين، بالرغم من مناشدتهم في وقت سابق للسلطات من أجل التدخل في الموضوع.
وعبر مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في منشورات لهم مرفوقة بفيديوهات عن تذمرهم من تصرفات بعض سائقي “الطاكسيات” الذين يفرضون عليهم تسعيرة اعتبروها مبالغ فيها مقارنة مع استعمال عداد سيارة الأجرة (الكونتور)، إلى جانب وجود تسابق بين هذه المركبات للحصول على الزبائن بشكل يهدد حياة المواطنين على الطريق.
واضافوا أن سائقي سيارات الأجرة يرفضون أحيانا نقلهم إلى أماكن معينة، كما يفضلون الركاب الذين يكونون بمفردهم، مشيرين إلى أنه في حالات عديدة يرغمون زبائنهم على الانتظار في “الطاكسي” إلى حين امتلائه بثلاثة أفراد، ولا يلون اهتماما بتأخر الراكب عن عمله أو مواعيده.
♦ رأي ممثلي المهنيين في تجاوزات السائقين
قال محمد الحراق، الكاتب العام للنقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة، إن الفوضى الكبيرة للأسف التي يخلقها مجموعة من السائقين أمام محطات القطار بالدار البيضاء باتت منذ سنوات أمر مألوفا ولا يمكن إخفاؤها، وذلك بالرغم من مجهودات النقابات بالقطاع وكذا السلطات المحلية ووزارة الداخلية.
وأوضح أنه رغم وجود القرارات العاملية المنظمة لعمل سيارات الأجرة بالدار البيضاء إلا أن بعض السائقين يصرون على عدم الالتزام بها، مبرزا أنه هؤلاء لم يدركوا بعض أنه من خلال أفعالهم المشينة وعدم الالتزام بالقوانين، يهددون أنفسهم بالزوال، في ظل وجود منافسة غير قانونية ولا شريفة مع “النقل السري الذي يعتمد على التطبيقات الذكية”.
تقرير حكومي يرصد تفشي الفساد في مأذونيات سيارات الأجرة.. فمن يتحمل المسؤولية وأين يكمن الحل؟
وتابع أن قطاع سيارات الأجرة قد يتجه للزوال في حالة عدم تطوير المهنيين لآليات اشتغالهم وتوفير خدمة أفضل من كافة الجوانب للزبائن، مشيرا إلى أن سيارات النقل عبر التطبيقات غير القانونية تستحوذ اليوم على 40 % من رقم المعاملات في السوق، موضحا أنها في توسع يوم عن آخر؛ بسبب نفور بعض المواطنين من السلوكيات المشينة لبعض سائقي “الطاكسيات”.
ولفت إلى أن القانون واضح فيما يرتبط بضرورة احترام سائقي سيارات الأجرة لتراتبية تنظيم مراكزهم في المحطات ونقاط انتظار الزبائن، وكذا ما يتعلق باعتماد العداد لتحديد السعر، وأمر نقل الركاب إلى الوجهة التي يريدون لا المكان الذي يرغب فيه السائق، مشيرا إلى عدم قبوله لمثل هاته الممارسات التي من شأنها تعقيد الأزمة التي يعيشها القطاع في ظل غياب قوانين منظمة له.
♦ الحلول ومستقبل القطاع
يشير الحراق إلى وجود تنسيق مع السلطات لإيجاد حلول ناجعة والقطع مع الفوضى التي يقع فيها السائقين بنقاط محددة مثلما هو الأمر مع محطات القطار والمطارات على الصعيد الوطني، مبرزا أنه سيتم وضع شبابيك موحدة في مثل هاته المناطق، والتي ستتوسط بين الزبائن وسيارات الأجرة، حيث يؤدي الزبون مبلغ الخدمة لها؛ والذي يشتمل على 6 دراهم إضافية، ويستلم سائق “الطاكسي” أتعابه أيضا منها.
وتابع أن هذا الأمر سيجنب السائقين مع بعضهم البعض أو مع الزبائن الدخول أو الوقوع في إشكاليات لا يستفيد منها أي طرف، مشددا على أن السبب الرئيسي في عدم تأطير المهنيين بالشكل الكافي في هذا الجانب هو تعدد التمثيليات المهنية وبحث عدد كبير من القادة على إبراز ذاته وتحقيق غايات معينة، داعيا لضرورة توحد الجميع تحت راية وهدف واحد.
احتقان وغضب في صفوف مهنيي سيارات الأجرة بالدار البيضاء بسبب الاختلالات التي يعرفها القطاع
وأبرز أنه أجرى اتصالا بوالي جهة الدار البيضاء – سطات لمناقشة الإشكاليات التي يعيشها القطاع وإيجاد حلول لها؛ في إطار المقاربة التشاركية بين السلطات والمهنيين، لكن وجود أكثر من 40 تمثيلية نقابية لسيارات الأجرة بالعاصمة الاقتصادية صعب كثيرا من هذه المهمة، باعتبار أن هذا المسؤول يصعب عليه إيجاد الوقت لكل هاته الأطراف، والتي لكل منها ملف وموضوع معين يختلف عن غيره.
ودعا المهنيين لضرورة الوحدة والاتفاق حول النهوض بالقطاع والابتعاد عن السلوكيات المشينة التي تؤثر سلبا في علاقة سائق سيارة الأجرة بالزبائن، مطالبا القيادات والأطر النقابية بالمجال لتطوير آليات اشتغالها، وعملها على المساهمة في تأطير المنتسبين لها من المهنيين.
وشدد على وجوب تدخل السلطات بالدار البيضاء تحت قيادة الوالي محمد مهيدية مثلما هو معروف عليه لضبط بعض السلوكيات والمخالفات التي يقدمها عليها عدد من سائقي سيارات الأجرة، داعيا لضرورة التنسيق بين جميع المتدخلين في قطاع “الطاكسيات” للقطع مع الفوضى الموجودة وتنظيم المجال بالشكل المطلوب، لاسيما مع اقتراب تنظيم بلادنا لتظاهرات رياضية كبرى، والتي تستدعي تظافر جهود الكل لإنجاحها.