خرج مجموعة من الفنانين والممثلين المغاربة في الآونة الأخيرة عن صمتهم، بعد الإقصاء الذي اشتكى منه العديد منهم، لاسيما فئة الرواد الذين طالهم النسيان والتهميش من طرف شركات الانتاج .
واشتكى عدد من الفنانيين من العطالة الفنية بسبب احتكار أسماء بعينها لجل الأعمال والانتاجات الدرامية التي تعرض على القنوات العمومية في مقابل تهميش باقي الفنانين وفتح المجال على مصراعيه للمؤثرين لولوج التمثيل على حساب ممثلين مقتدرين أفنوا زهرة شبابهم على خشبات المسرح .
وتعليقا على الموضوع، صرح الممثل والمخرج سعيد الناصيري بأن فيصل العرايشي رئيس الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية هو من يقف وراء إقصاء وجوه معينة من الممثلين والفنانين والمنتجين ويمنعهم من الظهور على القنوات العمومية المغربية ، مؤكدا على أن هذا الإقصاء يسهر عليه مجموعة من أصدقائه ومقربيه الذين عمل على تعيينهم في مناصب المسؤولية.
وكشف سعيد الناصري في تصريح لجريدة “شفاف”، أن ما يحدث من إقصاء حاليا لعدد من الوجوه الفنية والمنتجين سبق وأن نبه بخصوصه مصطفى الخلفي الذي كان ساعتها وزيرا للإعلام والاتصال وأكد له أنه ارتكب خطأ كبيرا حيث سمح لبعض الأشخاص ومن بينهم فيصل العرايشي في الاختباء وراء الصفقات ودفاتر التحملات الخاصة بالشركة الوطنية للإذاعة والتافزو المغربية دون حساب ولارقيب .
وأكد الناصيري أن منطق طلبات العروض ودفاتر التحملات التي جاء بها الخلفي لايمكن تنزيله على المجال الفني لأنه يقوم على الإبداع و والجودة والمصداقية، خصوصا أن مجال الفن لايعد مقاولة أو شركة للبناء كي تفتح فيه طلبات للعروض، مبينا على أن هذا الوضع أعطى الفرصة لمجموعة من الأشخاص للاختباء وراء تلك طلبات العروض واختيار شركات بعينها للاستفادة من تلك الصفقات.
وشدد المتحدث على أن ما يحدث حاليا داخل دواليب الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يقف وراءه فيصل العرايشي وهو المسؤول الأول وبشكل مباشر وغير مباشر على الإقصاء التي يتعرض لها عدد من الفنانيين والمنتجين والشركات الصغرى، مضيفا أن الأخير وضف مجموعة من أصدقائه في مناصب المسؤولية وجعلهم يتحكمون في هذا القطاع وهذا نتج عنه تفضيل بعض الشركات المقربة منه على حساب أخرى وجعلهم يستفيدون من عروض دفتر التحملات والدفع نحو إقصاء شركات أخرى، مؤكدا أن من يجب أن يحاسب على هذا العبث هو الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وتابع المتحدث على أن هذا الوضع المأساوي الذي خلقه فصيل لعرايشي وأدى إلى استحواذ عدد قليل من شركات الإنتاج القريبة منه والتي كانت تشتغل معه سابقا على صفقات الإنتاج التي تصل في بعض الأحيان إلى 5 مليار سنتيم في السنة وهو مايجعلها تفضل الاشتغال مع أسماء بعينها من الممثلين في مقابل إقصاء البقية .
واستطرد مخرج فيلم “نايضة” على أنه نبه كذلك العرايشي بخصوص السياسة التي يتبعها في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لكن الأخير لم يتقبل ذلك الأمر الذي جعله ينتقم منه ويقرر منعه من الظهور على الشاشة، مؤكدا على أن كل من رفض او احتج على طريقة تسيير العرايشي للشرطة الوطينة يكون مصيره الإقصاء والمنع من الظهور على القنوات العمومية التي تمول من جيوب دافعي الضرائب.
وأورد الناصيري أن أن وزير الثقافة مهدي بنسعيد مطالب بالتدخل لدفع العرايشي لتصحيح الوضع ، مضيفا على أن الوزير يمكنه بحكم السلطة التي لديه أن يغير بعض النصوص في دفاتر التحملات وبالتالي يمكنه أن يفرض على كل شركة مدة معينة من الاشتغال وتترك بعدها المجال لشركات أخرى لكي تستفيد بدورها، فضلا عن إضافة شروط أخرى لدفتر التحملات وعلى رأسها الجودة والإبداع .