في خطوة دبلوماسية لافتة تؤكد تحول باريس نحو دعم واضح وثابت لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، اختتم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشيه، زيارته الرسمية للمملكة المغربية يومه الأربعاء، والتي شملت محطة بارزة تجلت في حلوله بمدينة العيون بالصحراء المغربية، ما يحمل رسائل ودلالات عديدة ستشكل لا محالة أوجه ومستقبل العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا.
البوليساريو
في خطوة أثارت نقاشًا واسعًا، قررت السلطات المغربية، يوم أمس الخميس، ترحيل أربعة نواب من البرلمان الأوروبي واثنين من مرافقيهم بعد محاولتهم دخول مدينة العيون بطريقة غير قانونية ودون تفويض من البرلمان الأوروبي، في تحرك وُصف بالاستفزازي ومثّل محاولة لانتهاك السيادة الوطنية للمملكة، حيث سعت هذه المجموعة لخدمة أجندات انفصالية، وهو ما يتزامن مع مرحلة دينامية إيجابية في العلاقات بين الرباط وبروكسيل، ما يطرح تساؤلات ملحة حول دوافع هؤلاء النواب الموالين لجبهة “البوليساريو”، ومدى تأثير هذه الواقعة على التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
شهدت الانتخابات الأخيرة لمفوضية الاتحاد الإفريقي نتائج مثيرة للنقاش، حيث تبوأت جيبوتي، الحليف الوفي للمغرب، منصب الرئاسة في شخص الدبلوماسي المخضرم محمود علي يوسف، فيما حصلت الجزائر على نائب الرئاسة؛ عبر الدبلوماسية الجزائرية سلمى مليكة حدادي، مما يعيد إشعال فتيل التنافس التاريخي بين الرباط والجزائر على نفوذ المنطقة.
لم تتمكن الجزائر من الفوز بمقعد في مجلس السلم والأمن (CPS) التابع للاتحاد الإفريقي خلال الانتخابات التي جرت على هامش القمة العادية للاتحاد في أديس أبابا.…
في خطوة تعكس تحولا نوعيا في مسار العلاقات المغربية السورية، يستعد وزير الخارجية ناصر بوريطة، للقيام بزيارة مرتقبة إلى دمشق، والتي تعد هي الأولى من نوعها لمسؤول مغربي بهذا المستوى منذ سنوات، والتي تأتي في ظل مستجدات إقليمية ودولية حساسة، تمثل محطة مهمة لإعادة بناء جسور التواصل بين الرباط ودمشق بعد فترة طويلة من الجمود الدبلوماسي.
شهدت المملكة المغربية خطوة نوعية جديدة في مسار تعزيز منظومتها الدفاعية من خلال تسلم منظومة الدفاع الجوي المتطورة “باراك إم إكس” (Barak MX)، التي تعد واحدة من أقوى أنظمة الدفاع الجوي على مستوى العالم، وهو ما يأتي في إطار استراتيجية المملكة لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، خاصة التهديدات الناشئة عن استخدام الطائرات المسيرة المسلحة.
طالبت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، من الحكومة العمل بشكل جدي على هذا الملف عبر القيام بمؤتمرات وندوات دولية من أجل التأكيد على أحقية الدولة المغرب وعلى الدور الهام الذي ستلعبه من خلال تمثيليتها لإفريقيا بمجلس الأمن الدولي بصفة دائمة.
منذ استقباله زعيم جبهة البوليساريو في تونس سنة 2022، لا زال الرئيس التونسي قيس سعيد يخلق الجدل بدعمه لهذه الحركة، وذلك بعد فتحه أبواب الجامعات التونسية لفعاليات مرتبطة بالجبهة، حيث احتضنت مدينة الحمامات التونسية ملتقى بعنوان “المقاومة والصمود.. مقاربات متعددة”، والذي نظم نهاية الأسبوع الماضي من طرف مركز بحثي جزائري في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية والإنسانية بشراكة مع جامعة المنستير بتونس، بمشاركة باحثين من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، إضافة إلى آخرين من مخيمات تندوف، والذين قاموا بإلقاء محاضرات تحتفي بالانفصال في الصحراء المغربية، وهذا التوجه يمثل تغييرًا ملحوظًا في السياسة الخارجية التونسية التي كانت تقليديًا تلتزم الحياد في قضية الوحدة الترابية.
يثير تصاعد منسوب الاستفزازات الجزائرية تجاه المغرب تساؤلات حول مدى استمرار الرباط في تبني سياسة ضبط النفس أو احتمال اتخاذها لقرارات قوية ردًا على ما يوصف بالخطوات العدائية من الجارة الشرقية، والتي تمثل آخرها في تنظيم الجزائر لما أسمته “الدورة الأولى لأيام الريف”، بمشاركة ما يقل إنهم نشطاء يروجون لـ”استقلال جمهورية الريف”، ويأتي ذلك في وقت لطالما رفضت المملكة دعم الحركات الانفصالية، مثل حركة تقرير مصير منطقة القبائل (الماك)، مؤكدة التزامها الدائم بمبادئ حسن الجوار.
أقدمت الجزائر يوم السبت الماضي على خطوة عدائية ومستفزة جديدة تجاه المغرب، تتمثل في تنظيم ما سمي بـ”الدورة الأولى لأيام الريف” بمشاركة ما يقال إنهم نشطاء يدعون إلى “استقلال جمهورية الريف” عن المملكة المغربية، وهو ما يأتي في ظل المستجدات والتطورات التي تشهدها اليوم قضية الوحدة الوطنية، والتي تؤكد بشكل ملموس قرب إنهاء النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية.