كشف بيدرو سانشيز رئيس الوزراء في إسبانيا، في رسالة نشرها على منصة “إكس”، أنه “يفكر” في إمكانية تقديم استقالته بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضد زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد.
وقال سانشيز “أحتاج إلى التوقف والتفكير” لاتخاذ قرار “بشأن ما إذا كنت سأستمر في منصب رئيس الحكومة أو إذا كان عليّ أن أتخلى عن هذا الشرف”، مضيفا أنه سيعلن قراره الإثنين للصحافة، بينما يعلق أنشطته حتى ذلك الوقت.
♦اتهامات زائفة؟
وتعليقا على الموضوع أكد مشيج القرقري، المسؤول عن العلاقات الخارجية بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الحملة الشرسة التي يتعرض لها بيدرو سانشيز هي نتيجة مواقفه بخصوص مجموعة من القضايا المهمة على المستوى الدولي والداخل الإسباني، ومن بينها قضية الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية بالإضافة إلى عفوه على الانفصالي ين الكاطلان.
وأفاد المسؤول عن العلاقات الخارجية بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تصريح لجريدة “شفاف”، أن هذه المناورة التي استعملتها الأحزاب اليمينية واليمينة المتطرفة ليست بالجديدة حيث هذه الأخيرة دائما ما تحاول مناكفة الأغلبية وعرقلة عملها ومهامها، وأنها دائما تستغل الإعلام والجمعيات من أجل تمرير مغالطات غير موجودة وذلك للتأثير على الرأي العام رغبة منها في بلوغ السلطة.
واستبعد الفاعل السياسي، أن يقوم سانشيز أو زوجته باستغلال النفوذ من أجل تحقيق مصلحة ما، مبينا على أن الرئيس الإسباني معروف بالصرامة وعدم التسامح، خصوصا أنه لم يتسامح مع صديقه luis abalos الذي وجد نفسه خارج الحزب بسبب تهمة فساد.
ويعتبر القرقري، أن الإنجازات التي حققها سانشيز وتصحيحه لمسار العلاقات مع المغرب دائما ما كان يتعارض مع المواقف اليمينة واليمينة المتطرفة في إسبانيا خصوصا بعد تزايد شعبية تلك الأحزاب المتطرفة على مستوى أوروبا، مضيفا على أن نجاحه على المستوى الاقتصادي والسياسي سواء داخليا أو خارجيا دائما ما كان يجعله تحت ضغط المعارضة، مبرزا لن يكون هذا التشويش هو الأخير بل سيكون عرضة لأفعال أخرى مستقبلا للتشويش على سمعته لدى الرأي العام الإسباني.
وأوضح مشيج القرقري رغم أن المدعي العام الإسباني دعا إلى إغلاق تلك التحقيقات في حق زوجة رئيس الوزراء الإسباني ونفى تلك الاتهامات التي وجهت لها، لكن الأخير رغم ما يتعرض له من ضغط خاطب الرأي العام الإسباني وأحاطهم بالاحتمالات التي قد تحدد مصير عمله ومسار الحكومة في المرحلة المقبلة والمتمثلة إما في الاستقالة أو القيام بانتخابات مبكرة أو الاستمرار في الحكومة، أو عبر تجديد الثقة فيه عبر البرلمان، حيث حدد يوم الإثنين المقبل للإعلان عن ذلك.
وتابع المتحدث رغم أن رسالة بيدرو سانشيز للرأي العام الإسباني حول الهجوم الذي يتعرض له من اليمين المتطرف واستهداف زوجته بتهم استغلال النفوذ واستعمال القضاء بقبول شكاية منظمة يمينية متطرفة (الأيادي النظيفة) …. تبين أنها بدون أساس وبدون إثبات وبُنيت على تقارير صحفية مغلوطة روج لها الإعلام الموالي لليمين المتطرف.
♦علاقات متينة
وكشف المسؤول عن العلاقات الخارجية بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في حالة ما قرر سانشيز الاستقالة وهو أمر مستبعد ووصل اليمين المتطرف للحكم في إسبانيا، فإن هذا الأمر لن يغير شيئا في العلاقات الإسبانية المغربية، مبينا على أن العلاقات بين البلدان لا تبنى بالأشخاص أو الصداقات وإنما بالمصالح المشتركة.
وأورد أن مدريد اليوم لها مصالح مشتركة مع المملكة ولن يكون لها القدرة على الإخلال بالاتفاق الجديد الذي ذهب نحو تسوية الخلاف الديبلوماسي بين البلدين عام 2022، مبينا على أن إسبانيا سبق لها أن جربت الأثر السلبي لانقطاع العلاقات بين مدريد والرباط على اقتصادها وعلى مكانتها على المستوى الجيوسياسي الدولي.
وفي الأخير طمأن القرقري الرأي العام المغربي أن ما يجري حاليا في إسبانيا أمر عاد، فهو معهود فيما يخص العلاقات الإسبانية-المغربية، فالأخيرة بحكم التحديات المشتركة تكون دائما موضع نقاش القوى السياسية الداخلية بإسبانيا.