سبتة

عبر حزب التقدم والاشتراكية عن قلقه العميق من المشاهد الصادمة لمحاولات القيام بهجرة جماعية انطلاقاً من مدينة الفنيدق عبر معبر سبتة المحتلة، من طرف آلاف الشباب والقاصرين، مغاربة ومن جنسياتٍ أخرى، وذلك تفاعلاً منهم مع نداءاتٍ مجهولة المصدر والخلفية.

لا زالت واقعة الهجرة الجماعية بطريقة غير نظامية لعدد من الشباب، الذين رغبوا في العبور نحو سبتة انطلاقا من الفنيدق تلقي بظلالها على المشهد المغربي، حيث ترجح فئات عريضة من المواطنين والخبراء السبب وراء ما حدث في جزء منه إلى عدم قدرة السياسات الحكومية على توفير التعليم والتكوين والشغل لمن أقدم على هذه الخطوة، وهو ما يطرح عديد التساؤلات عن مكامن الخلل في هذا الجانب، والآليات التي بإمكانها معالجة هاته الإشكاليات المطروحة.

أثارت ظاهرة هجرة الشباب والقاصرين الجماعية نحو مدينة سبتة خلال الأيام الماضية، تساؤلات عديدة حول الأسباب الكامنة وراء إقدام هذه الفئة على المغامرة بحياتها وعدم الاكتراث بالمخاطر المرتبطة بهذه الخطوة، وإن جاءت نتيجة لانعدام الثقة في الحكومة والأحزاب السياسية والنقابات ومسؤولي الشأن العام، وحول الحلول الممكنة أو المطروحة للتعامل مع هذا الأمر.

استكر حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي باستمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبانهيار القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة من الجماهير الشعبية بسبب الغلاء الفاحش، وعجز الحكومة عن معالجة مرضية لمخلفات زلزال الحوز رغم مرور سنة على وقوعه، مع انعدام أي مخطط لمواجهة تداعيات الجفاف على ساكنة البوادي، وقد انضافت لفشل الحكومة أزمة فيضانات الجنوب الشرقي والتي عرت عن هشاشة البنية التحتية.

أحبطت السلطات المغربية الأحد محاولة مئات المهاجرين غير الشرعيين العبور نحو مدينة سبتة، والتي تعتبر إلى جانب بوابتين رئيسيتين لموجات المهاجرين الحالمين بحياة أفضل في أوروبا أو الفارين من النزاعات وغيرها من دوافع الهجرة في القارة الأفريقية.