الصحراء المغربية

ظهور المعارض الجزائري رشيد نكاز في مراكش منتصف رمضان 1446، كشف للمغاربة وجها آخر من أوجه العدوان الجزائري المستمر ضد المغرب منذ نصف قرن. فقد عمد الملياردير الجزائري المقيم بفرنسا عبر فيديو بثه من أمام مسجد الكتبية الشهير، إلى مهاجمة الوحدة الترابية للمملكة ووصف المغاربة بالمحتلين للصحراء، وتطاول على تاريخنا من خلال الترويج لخطاب القرصنة والسطو على التراث المغربي الذي أصبح سياسة رسمية للنظام الجزائري في السنوات الأخيرة.

في ظل التحولات الدبلوماسية المتسارعة بين الرباط وواشنطن، التقى سفير المغرب لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، أمس الإثنين، بمدير مكتب الشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية، تيم ليندركينغ، في لقاء وصفته الخارجية الأمريكية بـ”الثنائي المثمر”، حيث أكد الجانبان، عبر بيان نشر على حساب “إكس” الرسمي لمكتب الشؤون الشرق الأدنى، على قوة التعاون بين البلدين في مواجهة القضايا الإقليمية والالتزام بالأهداف المشتركة، حيث يمهد هذا اللقاء الطريق لاجتماع تاريخي مرتقب بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، وهو الأول من نوعه، في ظل تطورات سياسية بارزة تشهدها العلاقات الثنائية.

قال عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب، إنه لابد من استلهام هذه الروح الانتصارية التي يتميز بها رمضان، لكي تسري فينا وبيننا كمغاربة على طول السنة، حتى نحقق لامتنا ودولتنا ما تصبو اليه من مراتب الشموخ والتقدم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والحقوقية والديمقراطية، مهما كانت الصعاب داخليا وخارجيا.

أبرز رشيد حموني، أنه كان له عظيم الشرف في أن يساهم، كرئيسٍ لفريق التقدم والاشتراكية، في مهمة ديبلوماسية برلمانية إلى المكسيك، ضمن وفدٍ ترأَّسَهُ بكفاءةٍ عالية راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب.

في خطوة دبلوماسية لافتة تؤكد تحول باريس نحو دعم واضح وثابت لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، اختتم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشيه، زيارته الرسمية للمملكة المغربية يومه الأربعاء، والتي شملت محطة بارزة تجلت في حلوله بمدينة العيون بالصحراء المغربية، ما يحمل رسائل ودلالات عديدة ستشكل لا محالة أوجه ومستقبل العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا.

جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والإدماج الإقليمي بجمهورية الرأس الأخضر، خوسيه فيلومينو دي كارفالهو دياس مونتيرو، اليوم الثلاثاء بالرباط، التأكيد على موقف بلاده الثابت، الداعم للوحدة الترابية ولسيادة المغرب على كامل أراضيه، بما في ذلك منطقة الصحراء.

في خطوة أثارت نقاشًا واسعًا، قررت السلطات المغربية، يوم أمس الخميس، ترحيل أربعة نواب من البرلمان الأوروبي واثنين من مرافقيهم بعد محاولتهم دخول مدينة العيون بطريقة غير قانونية ودون تفويض من البرلمان الأوروبي، في تحرك وُصف بالاستفزازي ومثّل محاولة لانتهاك السيادة الوطنية للمملكة، حيث سعت هذه المجموعة لخدمة أجندات انفصالية، وهو ما يتزامن مع مرحلة دينامية إيجابية في العلاقات بين الرباط وبروكسيل، ما يطرح تساؤلات ملحة حول دوافع هؤلاء النواب الموالين لجبهة “البوليساريو”، ومدى تأثير هذه الواقعة على التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

شهدت الانتخابات الأخيرة لمفوضية الاتحاد الإفريقي نتائج مثيرة للنقاش، حيث تبوأت جيبوتي، الحليف الوفي للمغرب، منصب الرئاسة في شخص  الدبلوماسي المخضرم محمود علي يوسف، فيما حصلت الجزائر على نائب الرئاسة؛ عبر الدبلوماسية الجزائرية سلمى مليكة حدادي، مما يعيد إشعال فتيل التنافس التاريخي بين الرباط والجزائر على نفوذ المنطقة.