خلفت التساقطات المطرية الأخيرة ارتياحا كبيرا في نفوس الفلاحين ومربي المواشي على مستوى مختلف أقاليم المملكة، مستبشرين بذلك خيرا في الموسم الفلاحي الحالي.
وفي هذا الصدد قال محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة والمتخصص في الهندسة البيئية، في تصريح لجريدة “شفاف”، أن المغرب شهد خلال الأيام القليلة الماضية أمطار جد مهمة، كان لديها الوقع الإيجابي لا على مستوى الفرشة المائية أو حقينة السدود إلى حدود صبيحة اليوم الاثنين.
وكشف بنعبو، أن حقينة السدود في المغرب بلغت 31 في المئة، أي حوالي 5 مليار متر مكعب، خصوصا أن المملكة سجلت في الأسابيع الماضية فقط 23,5 في المئة من حقينة السدود، يعني أقل من 4 مليار متر مكعب، وبالتالي هناك تحسن تدريجي وجد إيجابي بالنسبة للفرشة المائية وحقينة السدود.
واعتبر الخبير في المناخ والتنمية المستدامة والمتخصص في الهندسة البيئية، أن هذه الأمطار حققت أمال الفلاحين وأنعشت طموحهم، إذ اليوم إلى حدود الساعة هناك 60 في المئة من الأراضي الفلاحية التي تمت زراعتها بالنسبة لبرنامج الزراعة الخريفية والبورية. إذ يطمح الفلاحون للوصول إلى مئة في المئة بحوالي 4 مليون هكتار، الذي يتنظر المغرب أن يتم زراعتها خلال الموسم الفلاحي الحالي.
ويعرف المغرب حسب المتحدث ذاته، إلى حدود اليوم زراعة 2 مليون هكتار، خصوصا أن الكل كان ينتظر الأمطار وكانوا متخوفين من تأخرها، والتساقطات المطرية الأخيرة أنعشت المجال الفلاحي، وكذلك قطاع المواشي، الذي عرف ندرة في مادة الحليب في الأسواق الوطنية مؤخرا.
وهذه التساقطات حسب بنعبو، ستأثر على قطاع المواشي على الأقل بوجود الكلاء الطبيعي لها، وبهذا ستتوفر مادة الحليب في الأسواق الوطنية، بالإضافة هناك انتعاشة على المستوى الاقتصادي، إذ القطاع الفلاحي اليوم يشغل الثلثين من اليد العاملة الناشطة وبالتالي سيكون له آثار إيجابية على المجال الاجتماعي والاقتصادي كذلك.
وأكد الخبير في المناخ والتنمية المستدامة والمتخصص في الهندسة البيئية، أن الأثار الحالية للتساقطات تبقى إيجابية، لكن غير كافية، إذا تم مقارنتها مع السنة الماضية فقط، إذ سجلت 34 في المئة من الحقينة المائية للسدود، واليوم بلغت حدود 31 في المئة، أي ما زال هناك نسبيا نوع من العجز.
ومقارنة بسنة 2018 يقول المتحدث، أن سدود المغرب سجلت عجزا كبيرا، خصوصا أن اليوم يتوفر عل 149 سد كبير ومن المفروض على المملكة أن يكون لديها 23 مليار أو 20 مليار متر مكعب مخزنة، لكن مخزونها المائي الحالي محدود في 5 مليار متر مكعب، وبالتالي هناك عجز بسبب مجموعة من الإكراهات التي تتعلق بالخمس أو الست سنوات المتعلقة بالجفاف التي تم تسجيلها في المغرب مؤخرا.
وأضاف بنعبو، أن هذه الأمطار ستنعش الفرشة المائية وكذلك المجال الفلاحي وستسجل الوقع الإجابي لا على ندرة المياه أو حتى على التزود بالماء الصالح للشرب، إذ نتكلم هنا على شبح العطش في مجموعة من المدن خصوصا الكبرى.
وفي السياق ذاته، أورد المتحدث ذاته، أن حيقنة السدود في حد ذاتها تؤكد أن المغرب لم يخرج من مرحلة الخطر، واليوم نجدها وصلت فقط سوى 30 في المئة ولم تصل لمرحلة التي تطمئن، خصوصا أن المملكة تتوفر على نسبة سكانية في حدود 40 مليون نسمة.
وأبان الخبير في المناخ والتنمية المستدامة والمتخصص في الهندسة البيئية، أن القطاع الفلاحي يستهلك حوالي 87 في المئة من المياه المجمعة، إذن هناك طلب كبير على هذه المادة الحيوية، وبهذا لايمكن القول أن المغرب خرج من منطقة الخطر حتى تصل المملكة إلى نسبة ملء جد مهمة ونرى الفرشة المائية التي تراجعت بشكل خطير في السنوات الماضية بسبب الاستنزاف التي عرفتها على مستوى مجموعة من الأقاليم للمملكة التي تراجعت بنسبة من 3 إلى 5 متر وهذا في حد ذاته مؤشر جد خطير.
وبهذا حسب الخبير البيئي، أن ننتظر المختبرات الوطنية بخصوص نتائج الفرشة المائية هل فعلا استرجعت الحيوية الخاصة بها ووقتها يمكن القول أن المغرب تجاوز مرحلة الخطر .