ارتفعت أسعار الدواجن مجددا في الآونة الأخير، لتتجاوز حاجز 20 درهما للكيلو غرام الواحد في أغلب المحلات والأسواق بمختلف مناطق المملكة، وهو ما خلف حالة من الامتعاض لدى المواطنين، الذين باتوا يكتوون بلهيب غلاء أسعار اللحوم البيضاء.
وفي وقت يرجع فيه صغار المهنيين السبب وراء هذه الارتفاعات إلى غلاء أسعار الأعلاف، رغم تراجع أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية، فضلا عن الخروقات والتجاوزات غير القانونية المتعلقة بفائض إنتاج الكتاكيت، وكذا بطريقة تسويقه عن طريق السوق السوداء فإن الوزارة المسؤولة تفضل رسم صورة وردية عن واقع قطاع تربية الدواجن .
وفي هذا الصدد قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد الصديقي، إن قطاع الدواجن في المغرب من القطاعات الأحسن تنظيما ويلعب دورا مهما في تموين السوق الداخلية.
وأبرز محمد الصديقي، في تصريح لجريد “شفاف” على هامش افتتاحه للدورة الرابعة والعشرين لمعرض “دواجن 2023 ” بالدار البيضاء أن قطاع الدواجن منذ أكثر من ثلاث سنوات وهو يعيش ظرفية صعبة بسبب التضخم، وهذا الأمر لايقتصر على مربي ومنتجي الدواجن لوحدهم.
وأفاد المسؤول الوزاري، أنه في ظل التضخم الذي يعرفه المغرب والعالم، فإن الوزارة التي يرأسها تولي أهمية بالغة لصغار المربين وتمنحهم الوزارة الأولوية الكبرى فيما يخص التحفيز والدعم.
مضيفا على أن هناك توازن في هذه السلسة من خلال التنظيم الموجود في الفيدرالية والتي تتعامل مع الوزارة كي يتم التعاون على حل كافة الإشكاليات التي تظهر من حين إلى آخر.
وفي السياق ذاته، أرجع يوسف العلوي، رئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب (FISA)، ورئيس كونفدرالية الهيئات الإفريقية لتنمية قطاع الدواجن، سبب ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء إلى تكلفة الإنتاج التي تستمر في التصاعد، مبرزا أن 70 % من ذلك يعود إلى العلف، حيث يتم استيراد الذرة والصوجا (الصويا) من الخارج.
من جديد.. أسعار الدجاج تصل لمستويات قياسية ومهنيون يعددون أسباب الغلاء
وأضاف العلوي في تصريح لجريدة “شفاف” أن مربي الدواجن بالمغرب مرتبطين بأسعار هاتين المادتين اللتين تخضعان لتقلبات السوق الدولية عبر بورصة شيكاغو التجارية الأمريكية، والتي يتحدد وفق تداولاتها الثمن لكل من الصوجا والذرة، مشيرا إلى أنهما تعدان ضمن التركيبة الأساسية لعلف الدجاج وغيره من الطيور.
وأبرز أن المغرب لا ينتج كل من الصوجا والذرة، وأنه يتم الاعتماد على استيرادهما من الخارج، موضحا أن كل دجاجة تستهلك 4 كلغ من العلف خلال مرحلة تربيتها وتسمينها قبل بلوغها الحجم الكافي وإعدادها للاستهلاك، خلال مدة قد تصل لشهر ونصف، لافتا إلى أن تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من اللحم الأبيض تكلِّف مربي الدواجن ما بين 15 و16 درهما.
وتابع رئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، أن مربي الدواجن يبيعون الكيلوغرام الواحد لتجار الجملة بحوالي 17 درهما، لافتا إلى أنه مع وجود مصاريف إضافية بالنسبة للبائعين بالتقسيط، المرتبطة بالنقل والعمال وغيرها، فإن بلوغ سعر الدجاج لـ 20 درهما أو تجاوزه بدرهم أو إثنين في عدد من المناطق يبقى عاديا.
ولفت المتحدث ذاته، إلى أن أسعار الدجاج تعرف ارتفاع في كافة بلدان العالم وليس في المغرب وحده، بما فيها كبرى الدول المنتجة للحوم البيضاء كالبرازيل وفرنسا، موضحا أن الكيلوغرام الواحد في هذه الأخيرة يتراوح اليوم ما بين 30 و40 درهما.