تنظم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الحملة الوطنية الثانية لمكافحة وصم الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعقلية، خلال الفترة الممتدة ما بين 17 و27 أكتوبر 2022، تحت شعار“ الاضطرابات النفسية حالة طبية… الكرامة والحقوق ليك وليا”.
وتهدف الحملة حسب وزارة الصحة إلى تعزيز الحقوق الأساسية لهذه الفئة، وإلى التحسيس وإذكاء الوعي بين الأفراد والأسر والمجتمعات بشأن مشاكل التمييز التي تواجهها، وكذا الحد من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالصحة النفسية.
وتقول وزارة الصحة، إن تنظيم هذه الحملة هو فرصة لتحسيس العائلات والأقارب وكذا مهنيي الصحة وعامة الناس بأهمية توفير الدعم العاطفي لهؤلاء الأشخاص، ومواكبتهم من أجل الوصول إلى التعافي، وكذا كسر الطابوهات المرتبطة بالأمراض النفسية باعتبارها حالة طبية ذات خصوصية، إضافة إلى تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات وتقليل حدوثها، وذلك من خلال العمل على تجنب عوامل الاختطار التي تهدد الصحة العقلية للأفراد قبل ظهورها.
وفي السياق ذاته، كشفت وزارة الصحة، عن تأثير المواقف الاجتماعية السلبية تجاه الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية في كثير من الأحيان، حيث يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، منبوذين ومهمشين من طرف المجتمع بسبب وصفهم بالأشخاص العنيفين، العاجزين، عديمي التحفيز. وهو ما يؤثر على حياتهم اليومية وعلاقاتهم العائلية والاجتماعية، ويشكل عائقا حقيقيا لاندماجهم الاجتماعي، حيث يعد الوصم أكثر وقعا على هؤلاء الأشخاص عندما يصدر من الأقارب وأفراد العائلة، في حين يعتبر الدعم العاطفي الذي يوفره الوسط العائلي ركيزة أساسية لتيسير التعافي.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن 76٪ إلى 85٪ من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة، أو من ذوي الإعاقات المرتبطة بهذه الاضطرابات؛ لا يستفيدون من العلاج، خاصة بالبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كما أن خطر تعرض هؤلاء الأشخاص للعنف الجسدي يزداد بنسبة 11 إلى 13 مرة.