احتفل المغرب أمس الأحد 16 أكتوبر 2022، باليوم العالمي للمسنين، للتوعية بشأن إساءة معاملتهم داخل المجتمع والقضايا التي يواجهونها.
وفي الصدد ذاته، نظمت جمعية العمر الذهبي للمسنين، بالرباط، 16 أكتوبر من الشهر الجاري، ندوة تحسيسية بعنوان”الصحة النفسية والجسدية للمسن”، للتحسيس بأهمية المسن في المجتمع ومعاناته النفسية والصحية.
وعلاقة بالموضوع، قالت السعدية بنعزيز، رئيسة جمعية العمر الذهبي للمسنين، في تصريح لـ “شفاف”، أن هذا اليوم جاء للإضاءة على معاناة المسنين في المغرب والعالم، خصوصا مع تغير النمط الاجتماعي وتعويضه بنمط غربي دخيل لا يعترف بمبدأ التكافل الاجتماعي بين الأشخاص خصوصا الأسرة.
وأبانت بنعزيز، أن الاهتمام بالمسنين لايجب أن يقتصر على يوم واحد في السنة للإضاءة من خلاله على معاناتهم ومشاكلهم، بل يلزم تتبعهم على طول العام لمعرفة احتياجاتهم النفسية والعاطفية وكذا المادية.
وأوضحت بنعزيز، أن اليوم العالمي للمسنين، جاء لتقدير هذه الفئة التي قدمت الكثير من المساهمات لمجتمعاتها، إذ يعتبرون علامة مميزة فيه، وتذكيرًا بالدور المهم الذي تلعبه المسنات والمسنين في اجتياز التحديات العالمية والمساهمة في حلها بمرونة وثبات.
وحذرت بنعزيز، في معرض حديثها عن المسنين، من أن تغير الهرم الاجتماعي في المغرب وتوسع قاعدتهم على حساب فئة الشباب، سيدخل المملكة في مشاكل اجتماعية وأسرية واقتصادية كبرى هي في غنا عنها، إذا لم تتحرك في أقرب الآجال.
وأرجعت بنعزيز، سبب تخلي الأسرة المغربية عن الشخص المسن إلى الانشغالات الكثيرة التي يعيشها الابن أو الابنة، إما بسبب العمل، أو بسبب لامبالاتهم اتجاه الأباء، أو لغرض الحجر على ممتلكاتهم أو لأمور أخرى.
وقالت بنعزيز، أن ارتفاع عدد المسنين في المغرب راجع، إلى النقص في الخصوبة كون أن المغاربة لم تعد لهم رغبة في الزواج أو الإنجاب بالإضافة إلى الضغوطات الحياتية التي يعيشونها، ما جعل هذه الفئة ترتفع وتتوسع على حساب الشباب.
وبمشاعر جياشة، أضافت السعدية، أنها عاشت العديد من التجارب المبكية والمحزنة المتعلقة بالأشخاص المسنين وعاينت معاناتهم الصعبة التي لن يتقبلها عقل، جراء الإساءة والتعنيف والتجويع والتخلي عنهم في أرذل العمر.
وأشارت بنعزيز، أن هذه الفئة المتخلى عنها من طرف المجتمع، تعتبر ركيزته وبركته، والتخلي عنها يعد جريمة متكاملة الأركان.
وأردفت بنعزيز، أن المسن في المغرب بحاجة إلى وسط عائلي دافئ ليقضي ما تبقى له من العمر فيه، لا أن يترك في دور رعاية يتواجد فيها عدد كبير من أقرانه، إذ لن يتلقى العناية التي يتحصل عليها في بيته ووسط أبناءه وأحفاده.
وأوضحت السعدية، أن المسنين ليسوا بحاجة إلى مراكز تؤويهم، بل هم في حاجة إلى الروح والدفأ العائلي والمكان الذي قضو فيه أجمل مراحل عمرهم، لإن إبعادهم عن وسطهم يدخلهم في إحباط نفسي كبير يترتب عنه دخلوهم في حالة اكتئاب نفسي ، تجعلهم يرفضون الحياة ويحاولون بشتى الطروق الرحيل.
أما عن الحلول، تقول السعدية، أن الخدمة النهارية، هي أفضل حل مرحليا، إذ تعمل الجمعية على تأسيس فضاء نهاري لأنشطة المسنين، الذي يتجاوزن 60 سنة، حيث سيمكنهم الانخراط في أنشطتها، من الاستفادة من الورشات التكوينية والتأهيلية، التي ستساعدهم على تجاوز مصاعب الحياة في فترة الشيخوخة