أكد طاهر النونو، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لوكالة “رويترز” يوم الأحد أن عدة لقاءات عقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر.
وقال “عدة لقاءت تمت بالفعل بالدوحة تركزت حول إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية وتعاملنا بإيجابية ومرونة كبيرة بما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني”.
في السياق ذاته، ادعت هيئة البث العبرية الرسمية، اليوم الأحد، تحقيق تقدم في المحادثات المباشرة بين واشنطن وحركة حماس، قائلة إن وفدا إسرائيليا سينطلق، الاثنين، إلى الدوحة لمواصلة مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.
وقالت الهيئة في تقرير لها: “أكدت إسرائيل تحقيق تقدم في المحادثات المباشرة التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة حماس بشأن استمرار صفقة المختطفين”.
وذكر التقرير أن التقدم جاء عقب محادثات أجراها آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأسرى، مع القيادي في حماس، خليل الحية، الذي تتهمه إسرائيل بالمشاركة في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر 2023.
والأربعاء، قال موقع “أكسيوس” الأمريكي، إن إدارة ترامب أجرت محادثات مباشرة مع حماس بشأن الإفراج عن أسرى إسرائيليين في قطاع غزة يحملون الجنسية الأمريكية.
وردا على ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان شديد الاقتضاب: “إسرائيل أعربت في المحادثات مع الولايات المتحدة عن رأيها بشأن إجراء محادثات مباشرة مع حماس”، دون مزيد من التفاصيل.
لكن القناة 12 العبرية الخاصة، قالت إن بيان مكتب نتنياهو يشير بشكل واضح إلى رفض إسرائيل إجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حماس.
وبحسب ما أوردته هيئة البث في تقريرها اليوم الأحد، من المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة غدا الاثنين، لمواصلة المفاوضات بشأن إطلاق سراح المختطفين.
وسيتم تحديد نطاق الصلاحيات الممنوحة للوفد الإسرائيلي فيما يتعلق باتخاذ القرارات خلال اجتماع سيعقده اليوم المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، وفق المصدر ذاته.
ووفق الهيئة، من المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المنطقة، الثلاثاء المقبل، لمحاولة تسريع المحادثات والدفع نحو تمديد للمرحلة الأولى من الصفقة مع حماس.
وحسب وسائل إعلام عبرية بينها موقع “والا”، لا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا في غزة، تحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل 35 منهم.
وأضاف “والا” أن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن 22 أسيرا بغزة لا يزالون على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف.
ومن بين الأسرى المتبقين 5 يحملون الجنسية الأمريكية، أحدهم إيدان ألكسندر (21 عامًا)، الذي يُعتقد أنه لا يزال حيا.
ومطلع مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.
كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى، تشمل قطع المياه والكهرباء، وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.