حذر أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، ، من أن العواقب ستكون “كارثية” إذا نفذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديده باستخدام السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة “إن بي سي”؛ إن الولايات المتحدة تعتزم أن تجعل روسيا تفهم بوضوح “ما ستكون عليه العواقب إذا سلكت الطريق المظلم لاستخدام الأسلحة النووية”، مشددا أن هذه العواقب “ستكون كارثية”.
وأضاف: “لدينا القدرة على التحدث مباشرة على مستوى عال (مع الروس)، لنقول لهم بوضوح ما هي رسالتنا والاستماع إلى رسالتهم”.
وأوضح سوليفان: “لقد حدث ذلك في شكل متكرر خلال الأشهر الأخيرة، بل إنه حدث في الأيام الفائتة”، لكنه لم يخض في التفاصيل الدقيقة لطبيعة قنوات الاتصال المستخدمة؛ وذلك سعيا إلى “حمايتها”.
وأكد سوليفان مواصلة دعم أوكرانيا، وقال: “لا يمكننا توقع ما يحدث في روسيا مع وجود بوتين، وما نستطيع فعله هو مواصلة الدعم لأوكرانيا، ودعم حقها في الدفاع عن نفسها، ودعم سيادتها ووحدة أراضيها”.
واعتبر أن “الاحتجاجات ضد قرار بوتين استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط إلى أوكرانيا والاستفتاءات الصورية لضم مقاطعات أوكرانيا إلى روسيا، إنما هي مؤشرات على أن روسيا تعاني بشدة” في حربها.
سبق لواشنطن أن حذرت مرارا من احتمال لجوء موسكو إلى أسلحة نووية.
والأربعاء، أشار بوتين في كلمة مباشرة للأمة بثها التلفزيون الرسمي، إلى تصريحات كبار ممثلي دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” حول “إمكانية استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية ضد روسيا”.
وخاطب الغرب بالقول: “أود أن أذكركم بأن بلادنا لديها أيضا وسائل تدمير مختلفة، وأحدث من الموجودة في دول الناتو”.
وجاءت تصريحات بوتين بعد يوم من إعلان عدة مناطق تسيطر عليها موسكو شرق وجنوب أوكرانيا، اعتزامها إجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا.
وقبل أن يلوح الرئيس الروسي ضمنيا بهذا التهديد، كان بايدن قال في 16 أيلول/ سبتمبر ردا على سؤال عن هذا الموضوع: “لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك. ستُغيّرون وجه الحرب بطريقة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية”.
وبعد أن أعلن الرئيس الروسي استعداده لاستخدام “كل ما لديه من وسائل” دفاعية، رفعت واشنطن نبرتها مجددا، مشددة على أنها تأخذ هذا التهديد “على محمل الجد”، ومتوعدة برد “قاس”.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة بثت الأحد تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة أرسلت تحذيرات سرية إلى روسيا لثنيها عن خيار الحرب النووية.
وصرح بلينكن لبرنامج “60 دقيقة” عبر شبكة سي بي إس الإخبارية في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة “كنا واضحين جدا مع الروس علنا، وكذلك سرا، من أجل وقف الحديث الفضفاض عن الأسلحة النووية”.
وقال بلينكن “مهم جدا أن تسمع موسكو منا وتعلم منا أن العواقب ستكون مروعة. وقد أوضحنا ذلك جيدا”، مشددا على أن “أي استخدام للأسلحة النووية ستكون له آثار كارثية، بالطبع على الدولة التي تستخدمها، ولكن على دول عدة اخرى أيضا”.
سبق لواشنطن أن حذرت مرارا من احتمال لجوء موسكو إلى أسلحة نووية. وقبل أن يلوح الرئيس الروسي ضمنا بهذا التهديد، كان بايدن قال في 16 أيلول/سبتمبر ردا على سؤال عن هذا الموضوع “لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك. ستُغيّرون وجه الحرب بطريقة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية”.
تعد روسيا والولايات المتحدة أكبر قوتين نوويتين في العالم. وتسمح العقيدة العسكرية الروسية باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في ساحة المعركة لإجبار العدو على التراجع. وسئل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي السبت في الأمم المتحدة عن تصريحات بوتين، فاكتفى بالقول إن عقيدة موسكو “وثيقة مفتوحة”.
وتنص العقيدة العسكرية الروسية على إمكان اللجوء إلى ضربات نووية إذا تعرضت أراض تعتبرها موسكو تابعة لها لأي هجمات، وهو ما قد تكون عليه الحال في المناطق الأوكرانية التي تُجرى فيها منذ يوم الجمعة استفتاءات لضمها الى روسيا.
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبرنامج “واجه الأمة” إن تهديد بوتين النووي المستتر “يمكن أن يكون حقيقة”، مشيرا إلى أن النشاط العسكري الروسي في محطات الطاقة النووية في أوكرانيا هو “الخطوات الأولى لابتزازه النووي”.
وقال الزعيم الأوكراني عن بوتين “إنه يريد تخويف العالم بأسره”. وتابع “لا أعتقد أنه يخادع. أعتقد أن العالم يردعه ويحتوي هذا التهديد. نحن بحاجة إلى مواصلة الضغط عليه وعدم السماح له بالاستمرار” في ذلك.
واستُخدمت الأسلحة النووية مرتين في التاريخ، عام 1945، عندما دمرت الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين ما أسفر عن مقتل أكثر من مئتي الف شخص. واستسلمت الإمبراطورية اليابانية بعد أيام، ما وضع حدا للحرب العالمية الثانية.