كشف تقرير للصحيفة الاقتصادية “ليزكيو”، أن أكثر من 600 مهندس مغربي في التكنولوجيا والمعلوميات يغادرون أرض الوطن سنويا، وهو ما يناهز رقم جميع خريجي أربع مدارس عليا للهندسة في المغرب خلال عام واحد.
وحسب ذات المصدر، فإن ما يدفع هذه الكفاءات المغربية للهجرة هو بحثهم عن فرص عمل شاغرة تفتح لهم آفاقا أفضل، ناهيك عن الامتيازات التي تقدمها لهم هذه المقاولات الموجودة خاصة في أوروبا من تغطية صحية ونظام تعليمي أفضل لأبنائهم.
ووفق ذات التقرير، فإن عددا من الشركات الأجنبية تفتح أذرعها للمهندسين المغاربة نظرا لكفاءتهم، في ظل جودة التكوين الذي يتميز به المغرب، والذي عرف تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة.
وحسب “ليزيكو” فإن عملية هجرة الأدمغة تعتبر جد مكلفة بالنسبة للمغرب، فتكوين مهندس واحد يكلف تقريبا 2.5 مليون درهم طوال فترة دراسته.
ودعا التقرير إلى ضرورة دعم هذه الموارد البشرية وتشجيعها على الإسهام محليًا في تنمية البلاد، وذلك لضمان الانتعاش الاقتصادي الذي تأثر بشدة بأزمتي كورونا والحرب الأوكرانية الروسية، فالشركات المغربية بحاجة هي الأخرى للكفاءات المغربية خاصة في مجال التكنولوجيات المتطورة.
وأوضح المختص في التكنولوجيات الحديثة، والمدون المغربي، أمين رغيب، في تصريح لجريدة “شفاف” الإلكترونية، أن هجرة الأدمغة هي مسألة لها علاقة بعدة أسباب أبرزها توفير هذه الدول ظروف عيش أفضل، بالإضافة إلى عدم تلقي الدعم المستحق من المسؤولين القائمين على مجالات البحث والابتكار في المغرب.
وأضاف رغيب أن الشباب المغربي لديه العديد من الأفكار الإبداعية التي تُقَابَلُ بالتجاهل وعدم الاهتمام، في الوقت الذي يستقبل فيه الأجانب هذه الكفاءات، فيتم احتضانها.
وزاد المختص في التكنولوجيات الحديثة قائلا: ” الأجنبي يحترم الفكرة بالرغم من كونها فكرة صغيرة ومستهلكة، هناك فرق كبير في العقليات.. وفق ما استنتجته بعد تعاملي مع الأجانب والمغاربة”.
وأشار رغيب إلى أن المهندسين المغاربة يهاجرون إلى أوروبا لأنهم يتلقون عروضا أفضل، حيث يحصلون على أجور شهرية مرتفعة مقارنة بالمغرب. “فمبرمج شبكة ويب في أمريكا يتقاضى 6000 دولار أمريكي في حين لا يتعدى راتبه 6000 درهم في المغرب” يضيف المتحدث ذاته.
وطالب المختص في التكنولوجيات الحديثة من الحكومة الاهتمام بالطاقات الشابة والاستماع لها من خلال إجراء لقاءات تروم دعم مشاريعهم، والزيادة في الأجور، وتقديم تسهيلات لهم عوض استثمار هذه المشاريع في البلدان الأجنبية، مشددا على ضرورة تربية الناشئة على المواطنة وحب الوطن، وتقديم التضحيات للبلد الأم.