يتواصل النقاش الدائر حول ما شهدته حفلة يوم الجمعة الماضي، من شغب وعنف بملعب الراسينغ الرياضي بالدار البيضاء، في إطار الدورة 20 من مهرجان “لبولفار”، إذ عرفت أحداثا وظواهر سلبية غير مسبوقة في تاريخ هذه التظاهرة الفنية، التي تحظى في كل نسخة بمتابعة متزايدة.
وعاينت جريدة “شفاف” من قلب الحدث أحداث تبادل العنف باستعمال أدوات حادة وعصي خشبية، ووجود تكتلات وجماعات تتبادل فيما بينها الضرب والجرح، إلى جانب التخريب الذي طال عدد من مرافق ملعب الراسينغ البيضاوي، كما تعرض الكثيرون للسرقة خلال هذه الليلة، التي عدت استثناءً في كل شي، لا في معدل الحضور الجماهيري، أو نوعية فناني “الراب” الأربعة الذين نشطوا الحفل، وهم “طوطو” و”دوليبران” و”المورفين” و”موبيديك”، والذين يحظون بجماهيرية كبيرة خصوصا لدى فئة الشباب.
كارثة في مهرجان البولفار. ا pic.twitter.com/wDtRUC18ob
— Iqbal boufous (@IqbalBoufous) October 1, 2022
ووضّح محمد المغاري، المعروف بـ” مومو”، مدير مهرجان “لبولفار”، أن مشكل ما وقع لا علاقة له بلبولفار أو جمهوره المحب للموسيقى، مشيرا إلى أن حفل ليلة الجمعة الماضية، عرف توافد الآلاف، إذ تواجد 20 ألف شخص بداخل الملعب، فيما 80 ألفا آخرين لم يستطيعوا الولوج وظلوا بالخارح، وهو ما جعل السلطات الأمنية ورجال الأمن الخاص غير قادرين على التعامل مع هذا الكم الهائل من الناس، بالرغم من كافة المجهودات والاحتياطات.
وذكر “مومو” في مجموعات من التصريحات التي نشرتها حسابات مهرجان “لبولفار” على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن أولئك المخربين لا علاقة لهم بجمهور “لبولفار”، وأنهم عبارة عن عصابات جاءت فقط لممارسة العنف والسرقة والضرب وغير ذلك، مبرزا أن هؤلاء نتاج لمجتمعنا، والجميع في هذه الحالة يتحمل المسؤولية.
وكشف المتحدث ذاته، على أن “البولفار” سيستمر خلال السنوات المقبلة ولن يتم إلغاءه أبدا، على عكس ما أشيع إعلاميا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه سيتم المحاربة من أجل استمراره لدورات أخرى من أجل الفن والشباب العاشق للموسيقى، مبرزا أن إدارة المهرجان ستزور الجرحى الذين خلفتهم الواقعة المؤسفة ليوم الجمعة الماضي، المتراوحة أعدادهم ما بين 25 و30 شخصا، معبرا في الوقت ذاته عن تضامنه معهم.
وعن علاقة المجانية بوقوع تلك الأحداث، أبرز المغاري أن عديد المهرجانات أو أغلب المهرجانات الكبرى في المغرب هي “فابور” باستثناء أحيانا المساحة القريبة من المنصة الرئيسية للحفل التي يكون الولوج لها بمقابل مادي، ولا يقع فيها أي مشاكل منذ سنوات، معطيا أمثلة بموازين في الرباط، والتظاهرات الفنية بصويرة، و”تيميتار” بأكادير، مشيرا إلى أن هذه الأنواع من الموسيقى العصرية كـ “الميتال” و”الفيزيون” تلقى إقبالا لدى شباب واعون، وهو ما يجعل إدارة مهرجان “لبولفار” تقيمه في أمكنة مغلقة، مبرزا أن الأمر يحتاج فقط بعض الاحتياطات والإجراءات المسبقة، تأمينا لتظاهرة بهذا الحجم.