يدخل مهنيو الصيد البحري بالدار البيضاء، بداية من يوم غد الأربعاء، في إضراب مفتوح جديد عن العمل، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات.
وفي تصريحات متفرقة لجريدة “شفاف”، كشف المهنيون وبعض أرباب العمل المشتغلين بميناء الصيد الدار البيضاء عن عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الإبحار والصيد، في ظل ارتفاع أسعار الغازوال، الذي تجاوز ثمن اللتر الواحد منه حاجز 16 درهما.
وأبرز أحد المهنيين بميناء الدار البيضاء أنه لم يعد اليوم بمقدور عديد القوارب ممارسة عملها وتحمل تبعات أثمنة المحروقات، إضافة لأمور الصيانة الدورية المكلفة بسبب غلاء قطع الغيار وغيرها، مشيرا إلى أنه حتى مع الرفع من أسعار بيع الأسماك بالجملة للظروف السابق ذكرها، لا يتم تغطية كافة التكاليف اللوجستيكية ومرتبات البحارة.
وأضاف المتحدث ذاته، أن ملء خزان الوقود الخاص بالقارب صار يكلف على الأقل ما يفوق 14 ألف درهما، موضحا أن أشهر أنواع الأسماك والأكثر استهلاكا على الموائد المغربية، وهو السردين بيع داخل “المرسى” يوم أمس الإثنين، بثمن لا يقل عن 200 درهم للصندوق الواحد.
ووفق ما عاينته “شفاف”، فإن مجموعة من أسواق بيع السمك بالتقسيط في الدار البيضاء، شهدت خلال الأيام الماضية نقصا حادا في المعروض، لاسيما مع الإضراب الذي عرفته مجموعة من الموانئ المزودة لها، وهو ما سيؤثر على عديد المهن الأخرى المرتبطة بالأسماك، مثل محلات بيع المأكولات البحرية الجاهزة.
جدير بالذكر أن النقابة الوطنية لبحارة وربابنة الصيد البحري، بتنسيق مع جمعيات عديدة لمهنيي الصيد، أعلنت الأسبوع الماضي عن خوض إضراب مفتوح عن العمل، والذي لا يزال متواصلا لحدود الساعة بعدد من الموانئ بالمملكة، مشيرة في بلاغها إلى أنها لن تتراجع عن موقفها إلا بعد تدخل الحكومة من أجل تخفيض سعر الغازوال إلى المستوى الذي يتيح للمهنيين مزاولة نشاطهم بشكل طبيعي.