على متن دراجة هوائية خاض الرحالة المغربي عبد الرزاق البدوي رحلة “السلام” التي انطلقت يوم 18 شتنبر الماضي من أوكسير الفرنسية ليحط اليوم الثلاثاء ،وعبر الحدود السعودية ، الرحال بقطر التي ستحتضن نهائيات كاس العالم 2022 ما بين 20 نونبر الى 18 دجنبر.
الرحالة المغربي ابن منطقة بزو والبالغ من العمر 54 عاما والذي خبر مطبات ومعاناة الطريق من خلال خوضه لمجموعة من التحديات آخرها السنة الماضية حيث انطلق من برج ايفل بفرنسا الى برج خلبفة بالامارات، والذي اختار لرحلته هاته شعار “تحدي السلام ” ، أكد أن تجربته مرت بسلام وأن محطاته تميزت باليسر رغم قساوة الطبيعة في بعض الاحيان جراء معاناته مع التساقطات المطرية التي شهدتها بعض البلدات الأحد عشر التي شكلت مسار الرحلة .
يحكي البدوي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن معينه في الرحلة التي واجه تكاليبفها بموارده وبمساعدة داعمين أيضا ، كانت التكنولوجيا حيث اعتمد على تقنية تحديد المواقع (جي بي اس) لتحديد مسار وزمن الرحلة وانه كان بناء على ما تحدده التكنولوجيا يقرر ما إذا كان سيقتني ما يسد به الرمق ويروي به الضمأ ، مضيفا انه في حال كانت الطريق مؤثثة بالمحلات ومحطات الاستراحة فإنه يعدل عن التزود بالزاد لكي تكون الذراجة أقل وزنا والرحلة أيسر .
فكرة استقرار البدوي العداء السابق ، بفرنسا منذ 1988 ، جاءت بعدما كان قد سافر اليها في إطار مسابقة في ألعاب القوى والتي احتل فيها المرتبة الاولى بحيث تمكن وقتها من توقيع عقد مع فريق أوكسير لألعاب القوى والذي فتح له الطريق للحصول على الجنسية الفرنسية وبعد ذلك ولوج أسلاك الوظيفة العمومية وتحديدا بقطاع الصحة .
وبخصوص طريقة ترتيب أموره المهنية لحظة خوضه لرحلالته التي تمتد في أحيات كثيرة لشهرين أو أكثر ،يقول البدوي ، أن الادارة التي يشتغل بها تتعامل معه بسخاء بحيث تمكنه من رخصة استثنائية مدفوعة الأجر كي يسافر باطمئنان وبلبي حاجة يجد فيها متعة للروح والجسد فضلا عن كونها تتيح له اكتشاف عوالم جديدة ونسج علاقات إنسانية .
البدوي الأب لابنة وحيدة والمتزوج من سيدة تعشق الرياضة بل تمارسها ايضا ، يجد في عائلته الصغيرة التفهم اللازم إذ أكد أن الزوجة تدعمه لكونها متيقنة من انه راكم ما يكفي من التجارب للقيام بالرحلة والعودة سالما غانما لاهله وذويه ، معبرا عن امله بالاستمتاع بأوقات المونديال وبمشاركة متميزة لأسود الاطلس العشق الذي لا يموت ومؤكدا بانه سيعمل على تجشيعهم إلى جانب تشجيعه لفرنسا التي يحمل جنسيتها ايضا.
مغامرات البدوي الذي مارس كرة القدم أيضا بأحياء بزو وبالمنطقة ، ليست اشباعا لحاجة ذاتية فقط بل هي فرصة ايضا للترويج للمغرب الذي أكد انه رغم استقراره بفرنسا إلا انه ظل مرتبطا به وبجدوره ، مضيفا أنه في كل محطة يستغل الفرصة لأعطاء صورة حضارية عن بلد الاباء والاجداد .
وبخصوص أجمل مغامراته ، استذكر عبد الرزاق البدوي الرحلة التي قطع من خلالها المسافة بين طنجة- والعيون جريا عام 2021، حيث غادر مدينة البوغاز يوم 10 أكتوبر ليصل يوم 6 نونبر إلى العيون، وذلك تخليدا منه وبطريقته لحدث المسيرة الخضراء .
وبالنسبة لمشاريعه المستقبلية، قال البدوي إنه يعتزم عبور أستراليا من سيدني إلى بيرث على مسافة تقارب 3800 كيلومتر، قبل خوض مغامرة إفريقية جديدة.