نادت مجموعة من الحركات والهيئات والشخصيات النقابية والسياسية إلى المشاركة في المسيرة الوطنية يوم الأحد المقبل، والتي دعت لها الجبهة الاجتماعية المغربية، احتجاجا على ما اعتبرته “غلاء فاحش وقمع ممنهج وقهر اجتماعي شامل يعيشه المغاربة”.
وفي تصريح لجريدة “شفاف”، أبرزت نبيلة منيب، النائبة البرلمانية والأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، وأحد الشخصيات التي كانت وراء تأسيس الجبهة الاجتماعية المغربية سنة 2019، أن المسيرة الوطنية المرتقبة الأحد المقبل تأتي في الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا والشعب المغربي، خصوصا الفئات الهشة والفقيرة التي اكتوت بنار ارتفاع الأسعار، في ظل التضخم الذي يعرفه المغرب.
وقالت منيب إن هذه المسيرة الوطنية هي تعبير عن السخط الشعبي، الذي يؤكد على ضرورة قيام الحكومة بتدابير مستعجلة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اليوم المغاربة، إضافة لضرورة الاستجابة للفئات الأكثر تضررا من الارتفاع الكبير في أسعار الخدمات والمواد الاستهلاكية.
وأشارت الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، إلى أن الأزمة الحالية أدت لتوسع دائرة الفقر بالمغرب، وإلى الضغط الكبير على القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة، التي تفاقمت معاناتها أكثر في ظل استمرار تجميد الأجور.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن المسيرة تبقى مشروعة، وأن الدستور المغربي يحمي الحق في التظاهر السلمي، مشددة على أن الحكومة مطالبة بالاستماع للمطالب الشعبية وتلبيتها، معتبرا أن هذا هو الطريق نحو الحفاظ على السلم والتماسك الاجتماعي بالمملكة.
وأكدت منيب أن الضغط الشعبي القوي دائما يؤثر، مشيرة إلى أن الاكتفاء بأن لا شيء له القدرة على تغيير الواقع، سيجعل الجميع يجلس في مكانه ويتفرج أمام الزيادات، مبرزة أن في هذه الحالة قد يصل ثمن الخبز لـ 10 دراهم للقطعة الواحدة، ولن يقدر وقتها أي مواطن على اقتنائها.
وأضافت أن الحكومة تنفذ برنامجا تقول أنه يعود لها، لكن في الأصل يجب أن يكون برنامجا للشعب منبثقا عن مطالبه ومكرَسا لخدمته وتلبية مطالبه، لافتة إلى أن على الحكومة تدبير الشأن العام بما يستجيب للمطالب الملحة، من خلال خلق فرص الشغل و تسقيف أسعار المحروقات.
وعبرت النائبة البرلمانية عن حزب “الشمعة” عن أسفها لعدم استجابة الحكومة في مرات عديدة للأصوات المنادية بالإصلاح ومعالجة المشاكل التي يعاني منها المغاربة، مشددة على أن عدم تفاعل الحكومة واستماعها لهذه المطالب سيدفعهم لمواصلة التظاهر احتجاجا على ما يقع لإيصال الصوت للمسؤولين عن تدبير الشأن العام.
وذكرت المتحدث ذاتها، أنها تنتظر مشاركة المواطنين بكثافة في المسيرة الوطنية، لاسيما في ظل غلاء المعيشة، مشيرة إلى أن عدم خروج المغاربة إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم يعود لكون أن تجاوب الدولة معهم لا يكون بالشكل المطلوب، وأن هذه الاحتجاجات تجابه أحيانا باستخدام القوة.
ودعت منيب المواطنين إلى ضرورة خروجهم وتعبيرهم عن آرائهم بكل حرية، واستمرار العمل النضالي السلمي، حتى تستمع الحكومة لصوت الشعب، وتتفاعل مع ذلك من خلال الاستجابة لمطالبهم.