ناشد عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، الحكومة بالتحرك العاجل لفتح تحقيق شامل بشأن واقعة اختفاء وهدم قنطرة تيدزي التاريخية الواقعة بإقليم الصويرة.
وفي سؤال كتابي موجه إلى وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، استنكر بوانو هذا الحادث الذي اعتبره مساساً خطيراً بالإرث الثقافي للمنطقة، داعياً إلى الكشف عن الملابسات المحيطة بهذه الجريمة الثقافية.
وأكد بوانو أن قنطرة تيدزي تمثل واحدة من المعالم التاريخية البارزة في الإقليم، حيث شُيدت خلال فترة الحماية الفرنسية في عشرينيات القرن الماضي، وتميزت بجمالها الهندسي وارتباطها الوثيق بمحطات مهمة من تاريخ المقاومة الوطنية، خاصة خلال فترة نفي السلطان محمد الخامس سنة 1953.
وأشار إلى أن ما يزيد من غموض القضية هو وقوع القنطرة في منطقة معزولة تبعد أكثر من أربعة كيلومترات عن أقرب تجمع سكني، مما يثير التساؤلات حول الأهداف وراء هدمها وإخفاء أنقاضها المكونة من الحجر المنقوش والياجور الذي كان يُستخدم في بناء المعالم التاريخية.
ودعا بوانو الحكومة إلى التحرك الفوري لتحديد المسؤوليات وراء هذا العمل الذي يهدد التراث المادي الوطني، مؤكداً أن اختفاء القنطرة لا يجب أن يمر دون مساءلة، خاصة في ظل وجود معالم تاريخية أخرى في الإقليم، مثل قنطرة سميمو، التي قد تواجه نفس المصير إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.
كما طالب بوانو بوضع آليات جديدة لحماية المعالم التاريخية، مشدداً على أهمية اعتماد سياسة وطنية شاملة لصون التراث الثقافي والتاريخي، بما يعزز الهوية الوطنية ويسهم في تنمية السياحة الثقافية.
ودعا النائب البرلماني، الوزير، إلى ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة للكشف عن المسؤولين عن هذه الواقعة وضمان عدم تكرارها مستقبلاً.