كشفت بيانات وزارة التجهيز والماء التي تقارب الوضعية اليومية للماء في المملكة، عن اقتراب المغرب من مرحلة النذرو المائية بسبب موجة الجفاف .
فوفق الأرقام الباعثة للقلق بالجداول التي خصصتها للسدود الكبرى ،فإن 4سدود كبرى جفت كلية، وتم إدراج كل من: سد محمد الخامس، سد عبد المومن، سد المسيرة وسد تويزكي.
وتحدثت البيانات عن انخفاض حقينة 9سدود كبرى إلى ما دون نسبة 10في المائة. وتمت الإشارة إلى سد ابن بطوطة، سد الحسن الثاني، سد مشرع حمادي، سد بين الويدان،سد الحيمر، سد مولاي يوسف، سد أحمد الحنصالي، سد الدخيلة وسد المنصور الذهبي.
وخلصت البيانات إلى أجرأة توزيع الماء بالساعة في المدن الكبرى، انطلاقا من مدينة مراكش طليعة شهر أكتوبر القادم.
وجدير بالذكر أن رزنامة التدابير الاحترازية التي أقرتها وزارة الداخلية قصد الاقتصاد في هذه المادة الحيوية وعدم تبذيرها، لم تؤت أكلها، حيث استمر المواطنون في صم آذانهم عن كل الحملات التحسيسية، كما ظلت غالبية الجماعات في حالة شرود، ولم تبذل مايشفع لها في حسن الحكامة والتدبير للحد من الهدر المَعيب للماء.
إلى ذلك، أعادت وزارة الداخلية دعوتها من أجل إطلاق حزمة وصلات توعوية وحملات تحسيسية بهدف ترشيد مواردنا المائية وحمايتها من العبث بمقدراتها، لأنها أحوج ما تكون إلى الترشيد، نظرا لموسم الجفاف الذي يضرب المغرب وباقي بلدان العالم، نتيجة الاحتباس الحراري و اختلال المناخ و الهدر المائي، وهذا ما جعل بلادنا تعيش فترة “العَوَز المائي”، ما جعل سكان الحواضر يكتوون بدورهم من تداعيات(شح الماء).
وتوضح وزارة التجهيز والماء أن موارد الماء في تضاؤل مستمر حيث تشهد تراجعا مهولا يصل إلى حوالي 84في المائة، وهي النسبة الأعلى مقارنة مع غيرها من النسب في الأعوام الفارطة. وهو أقصى منحى وصله تراجع حقينة السدود، بحيث لاتتعدى نسبة الملء الحالي 33,7في المائة منذ 2018
وفي نفس الإطار ،كشف السيد نزار بركة، وزير التجهيز و الماء،خلال المجلس الحكومي المنعقد بتاريخ 16شتنبر الجاري، أنه بالرغم من تراجع المخزون المائي بأهم السدود، فإنه يتم الاستجابة لحاجيات المواطنين من الماء الشًّروب بشكل منتظم، وذلك من خلال اللجوء إلى الآبار الجوفية وكذا تحلية مياه البحر، واتخاذ اجراءات استعجالية عبر مختلف جهات المملكة الاثنى عشر، قصد مواجهة الوضعية المائية المستجدة، وضمان التزود السلس بالماء، في كل الفصول بما في ذلك فصل الصيف.
كما شدد الوزير على أهمية تسريع وتيرة إنجاز برنامج السدود الكبرى و الصغرى في أفق 2020/2027 ،بغرض تقوية السعة التخزينية إلى نحو 24مليارمتر مكعب من الماء الشروب والمياه المخصصة للسقي الفلاحي والتدبير الصناعي في أفق 2030،مع توسعة برنامج معالجة المياه العادمة لأجل سقي المساحات الخضراء، وذلك بتسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر بكل من المدن التالية وهي: الدار البيضاء، آسفي، الجديدة والناظور.
وأشار المتحدث ذاته إلى ضرورة مكافحة هشاشة الموارد المائية في البوادي، بتعبئة شاحنات صهريجية قصد تزويد مامجموعه 2,7مليون نسمة موزعة على 75 عمالة و إقليما.