أعلن الناخب الوطني وليد الركراكي عن اللائحة الجديدة للمنتخب المغربي، استعدادًا لخوض غمار التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث سيواجه “أسود الأطلس” منتخب النيجر يوم الجمعة القادم، قبل أن يلتقوا بتنزانيا يوم الثلاثاء المقبل، إذ تأتي هذه الاختيارات في سياق التحضيرات لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستقام نهاية العام الجاري في المغرب.
وكعادته، واصل الركراكي سياسة ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب، حيث استدعى هذه المرة وجوهًا لأول مرة، أبرزها حمزة إيغامان، وشمس الدين الطالبي، وبلال نذير، وعمر الهلالي، في حين شهدت اللائحة غياب أسماء بارزة مثل حكيم زياش وأمير ريشاردسون وسفيان بوفال ومحمد الشيبي، مما يثير تساؤلات حول الاستراتيجية التي يعتمدها المدرب في تشكيل مجموعته، ومدى تأثير هذا النهج على جاهزية المنتخب الوطني واستقراره الفني في ظل اقتراب المنافسات الحاسمة.
الركراكي يكشف عن قائمة “أسود الأطلس” استعدادًا للنيجر وتنزانيا
♦ التجديد في المنتخب
أبرز الإطار الوطني محمد البكاري أن المنتخب المغربي على أبواب استحقاقات كبرى، منها تصفيات كأس العالم 2026 وكأس أمم إفريقيا التي ستقام على أرضنا، مبرزا أن الركراكي أمامه تحدٍّ كبير، حيث يجب عليه تشكيل فريق قوي يلبي تطلعات الجماهير المغربية التي تطالب بلقب قاري والبقاء في مصاف المنتخبات الكبرى.
وقال البكاري في تصريح لجريدة “شفاف”، إن الركراكي يعتمد على اللاعبين الذين يشاركون بانتظام مع أنديتهم، إذ نرى أن 70% إلى 80% من العناصر التي خاضت كأس العالم قطر 2022 ما زالت حاضرة في اللائحة، مما يضمن الاستقرار.
وأردف الإطار الوطني أنه مع ذلك، يلاحظ إدماج اللاعبين الجدد من أجل ضخ طاقة جديدة داخل المجموعة، وهو رهان محفوف بالمخاطر، لكنه ضروري لاستمرارية النجاح بالنسبة لـ”أسود الأطلس” في قادم الاستحقاقات الكروية.
وأضاف أن المدافع رومان سايس، فقد خضع لعملية جراحية، وهذا يفسر غيابه خلال المرحلة الأخيرة، بينما زياش انتقل حديثًا إلى نادي الدحيل القطري وبدأ يستعيد رسميته، مما يعني أنه قد يعود للمنتخب مستقبلًا.
وأوضح أنه في المقابل، هناك لاعبين شباب يقدمون أداءً مميزًا مع أنديتهم، مثل إبراهيم دياز، الذي أثبت نفسه في نادٍ كبير من حجم ريال مدريد الإسباني، ونصير المزراوي مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، وإيغامان برفقة ناديه غلاسكو رينجرز الاسكتلندي.
♦ حظوظ “الأسود”
اعتبر محمد البكاري أن إدماج الشباب في هذه المرحلة يعد مغامرة، لكن الركراكي يحاول تحقيق توازن بين أصحاب الخبرة والوجوه الجديدة، مبرزا أن المنتخبات الإفريقية قوية، والمغرب بحاجة إلى لاعبين قادرين على مواجهة منافسين مثل مصر وكوت ديفوار ونيجيريا.
وأوضح أن الركراكي يركز على اللاعبين الذين يتمتعون بالجاهزية والرسمية مع أنديتهم الأوروبية، مشيرًا إلى أن التشكيلة الحالية غنية بالنجوم في جميع الخطوط، سواء في حراسة المرمى أو الدفاع أو وسط الميدان أو الهجوم، مبرزا أن الخط الهجومي يضم لاعبين برزوا هذا الموسم مع أنديتهم، كسفيان رحيمي ويوسف النصيري وإبراهيم دياز، مما يجعل الاختيارات صعبة للمدرب.
وأكد الإطار الوطني والخبير الكروي على أنه إذا نجح المدرب في خلق الانسجام في توليفته الحالية بين أصحاب الخبرة والتجربة والعناصر الجديدة التي لها موهبة عالية، فسيكون المنتخب في أتم الجاهزية للمنافسات المقبلة.
وأشار إلى أن المغرب يتصدر مجموعته في التصفيات، والفارق مع النيجر وتنزانيا يمنحه أفضلية كبيرة، موضحا أنه بالنظر إلى جودة اللاعبين والإمكانيات المتاحة، لا خيار أمام “أسود الأطلس” سوى التأهل بجدارة.
وشدد على أنه اليوم لم يعد مجرد بلوغ كأس العالم إنجازًا بالنسبة للمنتخب الوطني المغربي، بل أصبح المطلوب هو الذهاب بعيدًا في هذه المسابقة الدولية وغيرها، خاصة بعد ما حققه الفريق في مونديال قطر عام 2022.
ولفت إلى أن الجماهير المغربية تنتظر أداءً قويًا من المنتخب الوطني في المباراة المقبلة يوم الجمعة، مبرزا أنها تثق كثيرا في اختيارات الناخب الوطني الركراكي وقدرته على قيادة “الأسود” إلى مزيد من النجاحات.
وعبّر عن ثقته الكبيرة في وليد الركراكي والتشكيلة الحالية، مشيرًا إلى أن الجمهور المغربي يتطلع لتحقيق كأس إفريقيا على أرضه والتأهل بسهولة لكأس العالم 2026، مبرزا أن الإمكانيات المتوفرة للمنتخب، من ملاعب عالمية ودعم جماهيري، تجعل التأهل مطلبًا لا خيار فيه، خاصة مع تصدر المغرب للترتيب الإفريقي ووجوده في مركز متقدم دوليا (المركز 14 عالميًا).