تشهد قضية تحرير الرهينة الإسباني نافارو جيلبرت صراعا كلاميا حادا بين الجزائر وجبهة تحرير أزواد فبعد أن أعلنت الجزائر عن نجاح عملية تحرير الرهينة، نفت جبهة أزواد هذه الرواية مؤكدة أنها هي من نفذت العملية.
هذا التناقض يثير تساؤلات حول الدور الفعلي لكل طرف في هذه القضية، ويضع الدبلوماسية الجزائرية في موقف محرج، خاصة بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها مؤخرا.
وكشفت جبهة تحرير أزواد أن عملية دقيقة ومحكمة نفذتها وحداتها توجت بتحرير الأسير بالتزامن مع مفاوضات أدارها وسطاء يتمتعون بنفوذ اجتماعي في المنطقة.
وكان السائح الإسباني قد اختطف منتصف الشهر الجاري في جنوب الجزائر على يد عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الصحراء الكبرى.
وأكدت الجبهة في بيان أن “الرهينة نُقل إلى إقليم أزواد من قبل خاطفيه المنتمين إلى شبكة منظمة للجريمة العابرة للحدود، وهي شبكة معروفة بنشاطها الإجرامي في منطقة الساحل الأفريقي”.
وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد توجه في منشور على منصة “إكس” الثلاثاء بالشكر إلى قوات الأمن ووزارة الدفاع الجزائرية لـ”تحليهم بالسرية والفعالية” خلال عملية تحرير الرهينة الإسباني.
وهذه ليست المرة الأولى التي تختلق فيها الجزائر روايات لا تمت للواقع بصلة، ضمن مساعيها لتقديم نفسها كوسيط يلعب دورا بارزا في المنطقة، رغم أنها فشلت في تسوية كافة الملفات التي تسلمتها ومن بينها ملف الصراع بين الجيش المالي والمتمردين.
ويأتي هذا في وقت تواجه فيه الدبلوماسية الجزائرية انتقادات بسبب ارتباكها وتعدد أخطائها، ما أدى إلى مزيد تفاقم عزلة البلاد في جوارها ومحيطها الأفريقي، لا سيما في منطقة الساحل.