كشف تقرير إعلامي عن وجود اتهامات جديدة تطال نويل لوغرايت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، والتي تتعلق بالسلوك “غير اللائق” و”التحرش” تجاه نساء عملن في الجامعة الفرنسية للعبة، وذلك على بعد أقل من شهر ونصف على مشاركة منتخب “الديوك” بكأس العالم قطر 2022.
وذكر “راديو فرنسا” التابع للقطب الإعلامي العمومي بفرنسا، أن وحدة التحقيق به جمعت شهادات جديدة من النساء اللاتي يتهمن لوغرايت بـ “التحرش” ومديره العام بعدم “حمايتهن”، مشيرا إلى أن عددا من النساء وقليل من الرجال، الذين شغلوا مناصب في الاتحاد خلال السنوات الأخيرة، كشفوا له عن عدة معطيات في هذا الموضوع.
وأوضح “راديو فرنسا” ذاته، أن جميع الشهود فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، إما لأنهم ما زالوا يعملون في عالم الرياضة أو لأنهم يأملون في العودة إليها، مشير إلى أن هذه الإفادات مجهولة المصدر، لكنها مدققة ومفصلة.
Alors que la FFF fait l’objet d’une mission d’audit, la cellule investigation de Radio France a recueilli de nouveaux témoignages de femmes qui accusent Noël Le Graët de “harcèlement” et sa directrice générale de pas les avoir "protégées".https://t.co/LyYoYcG4kn
— Cellule investigation de Radio France (@InvestigationRF) October 12, 2022
وفي شهادة لإحدى الضحايا، قالت “سونيا”: “إن التحقيق الذي قامت به مجلة ((So Foot)) أعادني إلى الأشياء المدفونة، الأشياء التي لم تُقل، وافقت على التحدث لأن هذا النوع من الممارسة يجب أن يتوقف”.
وأضافت قائلة: “لو غرايت أخبرني مرارا أنه يريد أن يأخذني إلى المنزل، لكن هذه كانت دعوات متكررة للحضور وتناول الطعام معه، وعندما كنت أريد تقديم ملفات تخص العمل أو مناقشة ما يرتبط بذلك، لم يكن ذلك ممكنًا أبدًا خلال النهار، قال لي ذات يوم إذا حدث شيء بيننا فلا تقلقي، فلن يعرف أحد”.
وحول أسباب استمرار النساء العمل بالاتحاد الفرنسي بالرغم من هذه الإشكالات، تفيد “سونيا” أن “العمل جيد والرواتب مرتفعة، لهذا السبب يبقى البعض”، مشيرة إلى أن فلورنس هاردوين، المديرة العامة لاتحاد كرة القدم، لعبت دور غامضا في هذه القضية، بعد أن طالبتها ذات يوم بتقديم الاستقالة بشكل غير مباشر.
وعلى المنوال ذاته، قالت “إستيل” والتي شغلت منصبًا رفيعًا في الاتحاد لعدة سنوات قبل أن تقرر الرحيل، إن “هناك مشاكل كبيرة بهذه المنظمة الكروية ترتبط بعدد معين من الموضوعات مثل التحرش الجنسي والأخلاقي”
وأضافت المتحدثة ذاتها: “في عام 2016 كان علي أن أذهب مع الرئيس لوغرايت في رحلة رسمية، وقبلها بأسبوع كان يضايقني من خلال الاتصال بي كل مساء تقريبًا ليخبرني أنه سعيد بالذهاب معي، وأخبرني أنه يجب أن أرتدي تنورة في يوم الرحلة”.
وتابعت القول “كان على متن الطائرة بجانبي، ويضع يده على فخذي، ولقد دفعته بعيدًا قائلة سيدي الرئيس لن نبدأ الرحلة بهذا الشكل، وعند الوصول إلى هناك طلب مني أن أصعد إلى غرفته في الفندق”.
وعند طلب الإذاعة الفرنسية الرد من لوغرايت عن هذه الاتهامات، جاء تعليقه عبر مدير اتصالاته، على الشكل الآتي ” أنا أعترض بشدة على ما أشيع عني بخصوص السلوك غير اللائق المزعوم تجاه الموظفات داخل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم”.
واستطرد المصدر ذاته، قائلا: “لقد حافظت دائمًا على علاقات محترمة مع زملائي في جو من الثقة المتبادلة، ومن الواضح أن هذه الادعاءات الكاذبة والخبيثة المجهولة تهدف إلى إلحاق الأذى بي مهنيًا وشخصيًا”.
ويشير “راديو فرنسا” إلى أن “إستيل” بدورها أكدت أن المسؤولة هاردوين على علم بسلوك الرئيس، قائلة: “طلبت مني أن أخبرها، واعتقدت أنها ستحميني، في الحقيقة لا، لقد دفنت كل شيء”.
وارتباطا بذلك، أكد مسؤول كبير سابق في الاتحاد المذكور أن “فلورنس هاردوين كانت تعرف كيف يتعامل نويل لوغرايت مع النساء، وهي نفسها قالت في عام 2013 إنه تحرش بها، وأخبرتني أنها احتفظت بكل شيء”.
واعتبر الموظف السابق ذاته، أن “لوغرايت ليس منحرفًا، إنه رجل يحب النساء ويغازل بشدة، وعلى حد علمي لم يرتكب أي اعتداء، ما يحدث فجوة بين الأجيال، فقد وُلد نويل قبل أن يكون للمرأة الحق في التصويت، وعلاقته بالنساء مختلفة تمامًا عما يحدث اليوم “.
فيما يرى “صموئيل” المدير التنفيذي السابق للاتحاد، الذي كان مقربًا من فلورنس هاردوين، أن هناك “مناخًا متحيزًا ضد المرأة وسلوكًا معاديًا للنساء في الاتحاد الفرنسي، وأن الإدارة الوحشية لهاردوين أثناء تنفيذ خطة الحماية الوظيفية، أسفرت عن تسريح 18 عاملاً في عام 2021، إذ استخدمت ذريعة الصعوبات الاقتصادية التي لم تكن موجودة للتخلص من كل أولئك الذين لم تعد تريدهم، بما في ذلك العديد من النساء”.
ويذكر أن مجلة “So Foot”، أجرت تحقيقا نُشر في 8 شتنبر الماضي، والذي تحدثت فيه عن استقالة العديد من النساء من الاتحاد في السنوات الأخيرة، لشعورهن “بالتحرش الجنسي والأخلاقي”، مرفقة مادتها بالرسائل النصية ذات “الطبيعة الجنسية” التي كان نويل لوغرايت يرسلها إلى الموظفات.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الفرنسي رفع دعوى قضائية على “So Foot” بتهمة التشهير، والتي تم الطعن فيها من قبل 10 موظفين سابقين في الاتحاد المذكور، ليتم إلغاء الدعوى من قبل المحكمة الإدارية في باريس، قبل المصادقة عليها في الاستئناف، وقد قدم المتقدمون استئنافًا إلى مجلس الدولة، حيث من المرتقب أن يتم فحص القضية في عام 2023.