تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، الاثنين، شريط فيديو وصورا لدابة وقد تعرضت أطرافها الخلفية لجروح بليغة جعلتها غير قادرة على الحركة.
وخلقت تلك الصور والمقاطع نقاشا قويا على مواقع التواصل الاجتماعي حول وضعية حقوق الحيوان والقوانين التي تحميها في المغرب ومدى تفعيلها ومعاقبة مرتكبي جرائم الاعتداء عليها في المملكة.
وأدان رواد وسائط التواصل الاعتداء واصفين إياه بـ”الوحشي والشنيع” الذي استهدف حيوان لاحول ولا قوة له .
♦فعل شنيع
وتعليقا على الموضوع، أدان زهير لبداوي رئيس جمعية الرفق لإنقاذ الحيوانات، إقدام أحد الفلاحة بجماعة “الروحا”، نواحي إقليم زاكورة، على تعذيب الدابة بمحاولة قطع قائمتيها الخلفيتين باستعمال أداة راضة عندما ولجت حقله بحثا عن الكلأ.
واستغرب رئيس جمعية الرفق لإنقاذ الحيوانات، في تصريح لجريدة “شفاف”، من ذلك الفعل نظرا لبشاعته، معتبرا أن ذلك التصرف المشين يرقى إلى جريمة اعتداء يعاقب عليها القانون والمواثيق الدولية.
وكشف المتحدث أنه بعد انتشار صور ومقاطع فيديو للدابة التي تظهر بشاعة الاعتداء عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، والجمعية تتلقى رسائل كثيرة من أجل الدخول على خط الاعتداء والترافع في الأمر، مضيفا على أنهم يتخذون كافة الإجراءات من أجل الترافع قانونيا ضد الشخص الذي اعتدى على تلك الدابة.
وأكد المتحدث أن واقعة الاعتداء على الدابة حركت كل شريف يُبغض الاعتداء على الحيوانات، مبينا على أنهم كجمعية دائما يحرصون على تقديم المساعدة للحيوانات في مختلف فروعها في المغرب ويترافعون من أجلها في أي مكان في البلاد.
وأضاف زهير لبداوي، على أن الجمعية التي يرأسها تعمل بمعية محاميها على وضع شكاية لدى الوكيل العام للملك في أسرع وقعت بخصوص الواقعة المشينة، وذلك من أجل أن يُتخذ في حق المعتدي كافة الإجراءات القانونية.
وعبر رئيس جمعية الرفق لإنقاذ الحيوانات، عن رغبته في أن تأخذ المساطر القانون مجراها في حق المعتدي على الدابة مثلما حدث في واقعة الاعتداء على القطة الصغير التي تم فيها رفع دعوة قضائه والحكم على المتهم بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية.
وأوضح المتحدث، أن المغاربة إلى حدود تغيب عنهم ثقافة الرفق بالحيوانات ولازالت بطيئة جدا، مبرزا على أنهم دائما كجمعية يسهرون دائما على توعية المجتمع بضرورة الرفق بالحيوان وكشف أن أي اعتداء عليها سيقابل بالقانون خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يوثقون ذلك إما بصور أو مقاطع فيديو.
وشدد الناشط في مجال حماية الحيوانات على أنه يجب وضع حد للاعتداءات التي تمارس على الحيوانات بالمغرب وذلك أولا عبر تطبيق القانون وإصدار عقوبات قاسية في حق المعتدين الذين ثبت عليهم ذلك الفعل الشنيع من أجل ردع كل شخص يقدم على مثل تلك الأفعال المشينة وغير المقبولة دينيا ومجتمعيا.
واستطرد المتحدث قائلا: على الدولة أن تقدم يد المساعدة للجمعيات التي تهتم بالحيوانات وتمكنهم بكافة الصلاحيات التي تسمح لهم بتدبير تلك الفوضى، مبينا على أنه من خلال تلك الصلاحيات ستساعد الجمعيات على توصيل صوت الحيوانات وتوعية الإنسان بحقوقهم وأن لهم دور مهم في الحفاظ التوازن البيئي للكرة الأرضية.
♦ القضاء ينتظر المعتدي
وفي السياق ذاته، وصف الفاعل الحقوقي حمو زراح، عضو الكتابة الإقليمية للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بزاكورة، الاعتداء الذي تعرضت له الدابة من قبل أحد الفلاحين بنواحي زاكورة، (وصف) بالفعل الشنيع واعتداء على الحقوق الكونية والقوانين والمواثيق الدولية التي تمنع مثل تلك الأفعال، خصوصا أن الدابة لحق بها أذى كبير يتمثل في بتر أطرافها الخلفية.
وأدان عضو الكتابة الإقليمية للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، واقعة الاعتداء، مبينا على أن أنهم كجمعية حاليا يجمعون كافة المعطيات بخصوص الموضوع من أجل تقديم شكاية إلى الوكيل العام للملك لتحريك المسطرة القانونية في حق الجاني الذي اعتدى على الدابة بأداة راضة وتسبب لها بإعاقة دائمة.
وكشف الفاعل الحقوقي أن صاحب الحقل كان لديه الحل دون أن يقدم على الاعتداء على الدابة، إذ كان بإمكانه أن يعود إلى قانون الالتزامات والعقود المغربي بخصوص الأمر ويرفع شكاية على صاحبها من أجل تعويضه عن الضرر الذي لحقه منها، مبينا على أن المعتدي خالف القانون وأعطى لنفسه الحق في معاقبة الدابة، وبالتالي ذلك الفعل يعتبر منافي للأخلاق والإنسانية وللقانون وعليه يجب محاسبته وفق المساطر القانونية المعمول بها في المملكة.
وأكد حمو زراح على أنهم حاليا يعمون على التواصل مع إحدى الجمعيات المهتمة بالحيوانات بمدينة مراكش من أجل أن تحتضن الدابة المتضررة وذلك من أجل تلقى الرعاية التي يستحقها بعد ما لحقها من ضرر.