في حوار مع “شفاف”.. عمر السيد: كنت شاهدا على ولادة أخنوش بالدار البيضاء و”الرابورات” هم امتداد للظاهرة الغيوانية

0
تشارك
14
الآراء

بدأ الفنان عمر السيد يستعيد عافيته تدريجيا، بعد أن جعله المرض خلال السنوات الأخيرة يغيب عن الساحة الفنية، لا على مستوى التلفزيون أو السينما أو حتى حضور بعض المناسبات الغنائية، باعتباره أحد رواد المغرب على مستوى المجموعات الغنائية، وتحديدا الفرق “الغيوانية”.

في حوار مع “شفاف”، كشف عمر السيد عن مستجدات حالته الصحية والشخصيات التي دعمته ولا تزال خلال مرحلته العلاجية المستمرة، وعديد الأمور المرتبطة بعودته للساحة الفنية، ورأيه في عدم استمرارية فرقة “ناس الغيوان”، وأيضا في فن “الراب”.

كيف هي حالتك الصحية اليوم؟

كما تعلم أجريت شهر أكتوبر الماضي عملية جراحية في أكتوبر الماضي، حيث كنت أعاني لمدة 40 سنة مع مرض “السياتيك”، بعد إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية، والتي أظهرت نتائجها حاجتي لإجراء هذه العملية.

والمشكل الصحي لدي يتمثل في الانزلاق الغضروفي الذي أثر على تحركي وجعلني حبيس الكرسي المتحرك، ليؤكد الفحص بالرنين المغناطيسي أنه لا بد من إجراء العملية الجراحية، وهو الأمر الذي تم بفضل الدكتور عزيز شفيق، الذي أشرف عليها (العملية الجراحية)، ويرجع له الفضل بعد الله عز وجل في وقوفي مرة أخرى على قدمي.

وحاليا مرت 6 أشهر على قيامي بالعملية، وبعد مرور شهرين خلال هذه المدة على جلوسي على الكرسي المتحرك، بدأت الترويض الطبي الذي سأستمر فيه لستة أشهر في إطار استكمال هذا العلاج، وأستعيد عافيتي بشكل أفضل، حيث صرت قادرا على التحرك بمساعدة العكاز وسياقة السيارة، بالرغم من أني أجد صعوبة في توازن جسدي، حيث لا أقوى على الوقوف كثيرا أو الصعود في الدرج.

هل هناك من كان يتواصل معك خلال هذه الفترة لدعمك والاطمئنان على صحتك؟ 

تلقيت عديد الاتصالات والدعم الكبير من أطراف عدة، من بينها رئيس الحكومة وابن حينا عزيز أخنوش، الذي يتواصل معي باستمرار للاطمئنان على حالتي الصحية ودعمي، إضافة لكل من المستشار الملكي محمد معتصم، والإعلامي عبد الله منتصر، وهشام آيت منا، وعديد الأسماء الأخرى الذي لا يسعني الوقت لاستحضارها، والتي لها ارتباط وجداني ومكاني بناس الغيوان.

ماذا تقصد بأن أخنوش ابن حيِّكم؟

شخصيا حضرت لميلاده، فذات يوم سنة 1961 كنا نلعب بالقرب من أحد المنازل فتعالت الأصوات والزغاريد بـ “كريان سنطرال” بالحي المحمدي، فلما سألنا عن السبب قيل لنا إن أحمد أولحاج أخنوش ازداد عنده طفل هو عزيز، ولو سألته اليوم عن المنطقة، فسيذكر لك جميع الأحياء جيدا، ومن “سوسيكا” و”كوزيمار” و”درب مولاي الشريف” و”كريان زرابة” وغيرهم.

والمرحوم أحمد أولحاج كان دائم التواجد بالحي ويعيش وسطنا بشكل عادي، وكنا نراه على الخصوص في درب مولاي الشريف، والابن عزيز أخنوش كبر في هذا الحي وعاش المعاناة، ولم يصل لما عليه الآن بسهولة.

وأبناء الحي المحمدي فرحون به؛ لأنه ابن المنطقة الذي استطاع تمثيلها على أكمل وجه، والنجاح في عديد المجالات، وها هو اليوم يرأس الحكومة، ونتمنى له أن يواصل عمله واجتهاده، وسيساهم بلا شك إن شاء الله في النهوض بالبلاد.

هل أنت مستعدة للعودة للساحة الفنية؟

حاليا أستكمل علاجي، لكني مستعد إلى العودة إن شاء الله للساحة الفنية، والأمر في الأول والأخير مرتبط بالمنتجين والمشرفين على هذه الأعمال، وسأحرص على أن تناسب شخصي، حتى أكون قادرا على الإبداع والعطاء فيها لا على مستوى التلفزيون أو السينما أو الموسيقى، وأطمح لأن تكون هناك تجارب مختلفة عما سبق ومتميزة.

عبارة “الغابة نعمة بحالها بحال الدار” لاقت رواجا وقبولا كبيرين من طرف المغاربة، ما السبب في ذلك؟

بالفعل عبارة “الغابة نعمة بحالها بحال الدار، حرام تضيع بسباب النار”، التي تعلقت بإحدى الحملات الدعائية للمحافظة على البيئة، لاقت نجاحا وتفاعلا بسبب أدائها بشكل “غيواني”، وبصوت اعتاد المغاربة على الاستماع له منذ عقود، وهو ما جعلها تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.

لماذا لم نشهد استمرارية لظاهرة المجموعات الغيوانية؟

هناك فرق غنائية لا زالت مستمرة في الساحة وتشارك في المهرجانات التي تعنى بهذا الفن، لكن للأسف رحيل بعد الأسماء البارزة أو توقفها على الغناء، يجعل من الصعب إيجاد بديل لها، فهناك ظواهر فنية من الصعب تعويضها، وهو الأمر الذي يمكن إسقاطه على بوجميع والعربي باطما وعلال يعلى وباكو، وهؤلاء الركائز الأساسية لناس الغيوان من المستحيل أن يجود بها الزمن مرة أخرى.

ما رأيك في مغنيي “الراب”؟

من خلال متابعتي للساحة الفنية، أجد أن عددا من الرابورات يقومون بالأعمال التي كنا نقوم بها بالأمس، وهو التعبير عن هموم ومشاكل الشعب، مثلما قام به مؤخرا المغني عمر سهيلي معروف باسمه الفني “ديزي دروس”، وهو ما يؤكد أن الراب بالمغرب في جزء منه هو امتداد للظاهرة الغيوانية التي لا تزال مستمرة، وستعود أقوى فيما هو قادم، وقد أتشرف يوما ما بالمشاركة في عمل ما مع أحدهم.