في حوار مع “شفاف” بنعبو : ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي خلال فصل الربيع سيؤثر على المنتوجات الفلاحية والفرشة المائية بالمغرب

0
تشارك
18
الآراء

يشهد المغرب ابتداء من يوم غد الثلاثاء ارتفاعا قياسا في درجة الحرارة، إذ ستتجاوز في بعض مناطق المملكة 40 درجة مئوية، وهذا المستوى لا يُسجل في العادة خلال هذه الفترة من السنة تزامناً مع فصل الربيع الذي يتسم باعتدال درجات الحرارة.

وبحسب نشرة إنذارية صادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية فإنه من المُرتقب تسجيل موجة حر مع درجات حرارة عالية تتراوح ما بين 37 و44 درجة، من الثلاثاء إلى الخميس بعدد من أقاليم المملكة.

في المقابل، لا تشير التوقعات إلى قُدوم أمطار في الأيام والأسابيع المقبلة، وهو ما يزيد الضغط على الموسم الفلاحي الحالي بعدما كانت الظروف المناخية مواتية منذ بداية العام.

وعلاقة بالموضوع حاورت جريدة “شفاف” محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة والمتخصص في الهندسة البيئية، بخصوص ارتفاع درجة الحرارة القياسي في فصل الربيع الذي تشهده المملكة وتأثيراته على المنظومة البيئية والغذائية للمغرب.

ما تأثير الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة خلال فصل الربيع على المنتوجات الفلاحية وعلى الإنسان؟

 

درجة الحرارة الاستثنائية التي تعرفها المملكة انطلاقا من يوم غد والتي سترتفع إلى 44 درجة مئوية في بعض المناطق، سيكون لها تأثير سلبي على الموارد المائية والفلاحية للمملكة.

ونعلم أنه كلما ارتفعت درجة حرارة باطن الأرض كلما سترتفع درجة تبخر المياه، والمغرب حاليا يعيش حالة طوارئ مائية، إذ نتوفر على موارد مائية أقل مقارنة مع سبعينيات القرن الماضي.

وبالتالي الحرارة المرتفعة التي في حد ذاتها لا تتماشى مع فصل الربيع خصوصا أننا لانزال في شهر أبريل، ستأثر على مجموعة من الكائنات المكونة للمنظومة البيئية سواء النباتية أو الحيوانية.

ويمكن كذلك لارتفاع درجات الحرارة في هذه الفترة أن تسبب ضربات شمس للإنسان، وبإمكانه أن يتضرر منها خصوصا الأطفال وكبار السن، لهذا وجب أخذ الحيطة والحذر.

والحرارة غير الاعتيادية في فصل الربيع بإمكانها أن تؤثر على مجموعة من الخضروات والفواكه التي يتم إنتاجها في المملكة خلال هذه الفترة، ومنها أشجار الحوامض  والبواكر التي ستتأثر بسبب قلة الموارد المائية وكذا في ضل ارتفاع درجات الحرارة على المنتوج كما ونوعا.

ماهي الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في غير موعدها وبرقم قياسي؟

السبب الرئيسي لارتفاع درجة الحرارة التي لا تأتي في وقتها هو التغيرات المناخية وثبت ذلك في آخر تقرير لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية التي كشفت أن المناخ بلغ مرحلة متقدمة.

والتغيرات المناخية الناتجة عن العوامل الإنسانية أدت إلى أن يعيش كوكب الأرض ارتفاعا في درجة الحرارة في غير موسمها وبأرقام قياسية، إذ يمكن تحصيلها على المستوى الوطني وكذا البحر الأبيض المتوسط بحر هذا الأسبوع.

ما هي الحلول الممكنة لمواجهة ارتفاع درجة الحرارة في المغرب؟

 

عند الحديث عن التغيير المناخي المغرب ليس هو المسؤول عنها المباشر بل جميع دول العالم بأسره كلها مسؤولة على هذه الظاهرة.

وبالتالي تبقى الحلول التي اجتمعت عليا دول العالم في المؤتمرات المناخية أنه يجب تخفيض الانبعاثات الدافئة على المستوى الدولي، خصوصا أن الدول المسؤولة عنها هي أمريكا والصين وكندا الذين بدأوا منذ 1950 وانبعثت منهم ملايير الأمتار المكعبات وأطنان ثنائي أكسيد الكربون وغاز الميثان وهذه التنشئة هي التي أدت إلى الاحتباس الحراري الذي نعيشه اليوم.

وبهذا فالاحتباس الحراري العالمي، قد يؤدي إلى فيضانات وكوارث طبيعية ومنها موجة الحرارة التي تكون غير اعتيادية وتأتي في غير فصلها وسبق للمغرب أن عاشها في شهر أكتوبر ويناير ونعيشها اليوم في شهر أبريل، رغم أن هذه الأرقام متعلقة بشهري يوليوز وغشت من السنة.

هل هناك نباتات أو منتوجات تم تكيفها لتتحمل العطش وقلة المياه والحرارة في المغرب؟

بالطبع اليوم معاهد البحث الزراعي التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري المغربية وضعت لنا مجموعة من الزراعات خصوصا في منتوج القمح والشعير تتأقلم مع الظروف المناخية جد متقدمة.

وعلى سبيل المثال نبتة الكينوا، التي هي نوع من النباتات التي بإمكانها أن تعطي جودة في الدقيق وفي منتوجها كما وكيفا وكذا في قيمتها الغذائية التي توازي القيمة الغذائية لنبتة الشعير وهذه المسألة المغرب يشتغل عليها كذلك في مجموعة من المنتوجات الأخرى مثل البصل والفاصولياء.

والمغرب استطاع أن يطور مجموعة من المنتوجات عبر التقنيات العلمية والبحث العلمي والزراعي المتواصل في المعاهد الفلاحية التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، إذ عبر هذه النباتات الجديدة التي تتكيف مع التغيرات المناخية يمكن بها مواجهة التحديات المناخية بأقل التكاليف والخسائر.