في حوار مع “شفاف”.. الدكتور حمضي: على من يعاني من الهشاشة المفرطة عدم التوجه للمساجد لأداء صلاة التراويح والاستثناء يفرض اتخاذ خطوات وقائية

0
تشارك
2
الآراء

تعرف العشر الأواخر من رمضان من كل سنة إقبالا منقطعا النظير من طرف المغاربة على أداء صلوات التراويح بمختلف جهات المملكة، ويصر البعض خلال هذه المرحلة على التوجه للمساجد لأداء هذه السنة، بالرغم من معاناتهم من أمراض معينة.

ومن أجل معرفة ما إن كانت هناك مخاطر تهدد صحة وحياة فئات معينة من المغاربة الذين يقدمون خلال هذه المرحلة بكثافة على أداء صلاة التراويح بالمساجد، والكشف عن الإجراءات التي تساعد في منع انتقال عدوى الفيروسات التنفسية، حاورت جريدة “شفاف” الدكتور الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية.

هل صلاة التراويح خلال الأيام العشر الأخيرة من رمضان تشكل خطرا صحيا على بعض الفئات؟

صلاة التراويح يجتمع فيها عدد كبير من المصلين، وفي الأغلب تكون في مناطق داخلية للمساجد وتشهد اقتراب الناس من بعضهم البعض، وهو ما يساعد على تفشي الأمراض وانتقال عدوى الفيروسات التنفسية بين الأفراد.

والأمراض التي تنتشر عن طريق الجهاز التنفسي سواءً الإنفلونزا الموسمية أو “كوفيد” أو ما يرتبط بالفيروسات التنفسية الأخرى، بإمكانها الانتشار في مثل هاته الظروف المتعلقة بوجود أعداد كبيرة من الناس في مكان واحد.

ما نصيحتك للناس؟

أطالب الإنسان الذي يعاني من أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الزكام أو نزلة برد أو غيرها من العلامات الحادة، باختلاف العمر أو كونه يعاني من مرض أم لا، باجتناب الذهاب إلى المساجد حتى لا يؤدي بقية المصلين، وفي بعض الحالات يكون الشخص مصابا بمرض ما وقد لا تظهر عليه أي أعراض وبإمكانه نقل الفيروسات لأطراف أخرى.

ومن يحمل أعراض مرض يخص الجهاز التنفسي ويتجه لأماكن العبادة سيشكل خطرا على بقية الناس، وأشدد على ضرورة اجتناب ذلك، لأن هذا الأمر سيهدد حياة الفئات التي تعاني من الهشاشة الصحية، باعتبارها مصابة بأمراض مزمنة أو بسبب التقدم في السن أو غيرها من العوامل المؤثرة في ضعف المناعة.

والإنسان الذي تظهر عليه أعراض المرض تكون له قدرة أوسع على نشر عدوى هذا الفيروس بين الناس، مقارنة بالشخص الذي لا تظهر عليه أي أعراض، حيث أن هذا الأخير تكون إصابته بالفيروس التنفسي في بدايتها غالبا.

ولا يمكن افتراض أن جميع من يتوجه للمساجد من أجل الصلاة يتمتعون بصحة جيدة، إذ أن بعض الأفراد يكون لهم إصرار كبير بالرغم من معاناتهم من مرض يتعلق بالفيروسات التنفسية، وبالرغم من ذلك يصر على تأدية هذه السنة، لذلك لا يجب الاتكال عن الآخرين في حماية الشخص لنفسه، بل يجب عليه العمل على وقاية ذاته بنفسه، من خلال الحرص المستمر على النظافة، والتواجد بمناطق ذات تهوية، لتقليل نسبة إمكانية إصابته.

هل بإمكان جميع الفئات أداء صلاة التراويح؟

الإنسان لما يكون بصحة جيدة يذهب لمختلف الأماكن كالسوق وملاعب كرة القدم وغيرها من الفضاءات، حيث لا يوجد أي إشكال في ذلك، لكن إن كان يعاني من هشاشة كبيرة جدا، فمثلا إنسان يبلغ من العمر 80 عاما ومصاب بمرض السكر أو السرطان، فبالنسبة لهذه الحالة يمنع عنها التنقل للأماكن المكتظة بالناس والمكوث في المنزل أفضل لها، حتى لا يعرض نفسه للخطر والتهلكة، لأنه لا قدر الله إذا أصيب بفيروس ما، وفي ظل ضعف مناعته وسنه المتقدم قد يؤدي الأمر إلى وفاته.

نحن نوصي الفئة التي تعاني من هشاشة صحية بضرورة تلقي اللقاحات اللازمة وقاية للإصابة بالفيروسات، وليس كل الأمراض الفيروسية تتوفر لها حتى الآن لقاحات، وهذه الأخيرة تكون مهمة وضرورية، لكن بالنسبة لفئات معينة ككبار السن فإن فعاليتها لا تكون كبيرة، بالرغم من ذلك يبقى من اللازم أخذ التلقيح المطلوب في هذه الحالة، لتجنب كل أمكن أسباب الإصابة.

والأشخاص الذين ليس لهم هشاشة مفرطة لا توجد مشكلة في توجههم إلى المسجد، مع ضرورة القيام بالاحتياطات اللازمة، حتى لو كان الإنسان يتراوح عمره ما بين 65 و70 سنة ويعاني من مرض كالسكر أو ارتفاع الضغط الدموي، لكن هناك ضرورة للحرص على تواجدهم بمكان فيه تهوية، ويُستحب أن يؤدوا صلاتهم في الفضاءات المفتوحة على الهواء الطلق، وهو الأمر الذي لا يهم المسجد وحده، بل يشمل الأمر كافة الأمكنة بالنسبة لهذه الفئة.

واليوم كل فرد منا مطالب بحماية نفسه، ومن الواجب بالنسبة للمصاب بمرض فيروسي تنفسي حماية الآخرين، من خلال المكوث في بيته، تفاديا لنقل العدوى لباقي الأفراد، خصوصا إن كانت تظهر عليه أعراض الإصابة.