تنتظر المنتخب الوطني لكرة القدم زوال الأحد مواجهة مصيرية ضد المنتخب البلجيكي ، والتقى المنتخبين في ثلاث مناسبات سابقة، جرت أعوام 1994 و1999 و2008.
وانتصر الفريق البلجيكي على أسود الأطلس خلال أول مباراة جمعت بينها في مونديال 1994 ضمن لقاءات المجموعة السادسة بهدف نظيف، ثم تكرر الفوز وديا في سبتمبر 1999 برباعية نظيفة.
وفي المقابلة التي جمعت الفريقين في مارس 2008 وديا، عرفت فوز الأسود على الشياطين الحمر برباعية مقابل هدف واحد، سجلها كل من سفيان العلودي وطارق السكتيوي ونبيل الزهر وعبد السلام بن جلون، فيما أحرز أليكس فيتسل هدف بلجيكا الوحيد.
وسيلتقي الفريقان للمرة الرابعة في تاريخهما الكروي يوم غد الأحد 27 نونبر الجاري، على البساط الأخضر لملعب استاد “الثمامة”، برسم منافسات الجولة الثانية لمباريات المجموعة السادسة من دوري المجموعات في بطولة كأس العالم 2022، والمقامة في قطر.
وفي هذا الصدد حاورت جريدة “شفاف” الإطار الوطني، مهدي كسوة، بخصوص المباراة التي ستجمع أسود الأطلس بنظيره البلجيكي وحظوظ الفريق المغربي في المقابلة.
أداء بعض اللاعبين طرح أكثر من علامة استفهام خلال المباراة الأولى، هل سيتحسن مستوى المنتخب الوطني في اللقاء الثاني أمام بلجيكا؟
إذا تحدثنا عن أداء اللاعبين فهم قدموا مستويات ممتازة نظرا للعمل الكبير الذي قاموا به من الناحية التكتيكية، بالإضافة إلى مستواهم البدني الجيد وهذه مؤشرات حسنة رغم وجود بعض الصعوبات، لكن هذا لا يبخس عملهم الذي قدموه أمام وصيف النسخة الماضية.
وكان على لاعبي المنتخب الوطني أمام كرواتيا غلق المساحات الفارغة لكي لا يتم مباغتتهم بأي هدف، وهذا يعني أن اللاعبين طبقوا تعليمات الإطار الوطني وليد الركراكي بحذافيرها ولم يقوموا بأي إضافات لأنهم يعلمون أن أي زيادة قد تجعل أحدهم خارج المنتخب في المقابلة المقبلة.
علاقة بالمقابلة المقبلة للمنتخب المغربي ضد نظيره البلجيكي، ماهي توقعاتكم للمقابلة؟ وماهي المفاتيح التي يملكها الركراكي لحسم المباراة؟
الجميل في الأمر أن مستوى المنتخب الوطني يتطور من مقابلة إلى أخرى، إذا شاهدنا مباراته أمام كرواتيا فسيظهر جليا الوعي التكتيكي الذي أصبح عند اللاعبين.
أما بخصوص المقابلة التي ستجمعه أمام نظيره البلجيكي ستكون مثل سابقتها، والامتياز هنا هو أن الفريق الوطني سيدخل في ثوب المرشح أو البطل وربما سيمر للدور الثاني من البطولة.
والمنتخب الوطني قدم مقابلة جيدة أمام وصيف نسخة 2018، وهنا المنتخب البلجيكي سيأخذ الحيطة والحذر لأنه يعرف القوة البدنية والتقنية التي يتوفر عليها أسود الأطلس وسيحاول سد مكامن الخلل المتواجدة في فريقه.
وبهذا فالمقابلة بين الفريقين متكافئة، كون أن كندا لديها امتيازات، إذ تتوفر على خط هجوم مدمر والأرقام خاصته تتحدث عليه، لكن مشكلهم الأكبر هو أن لديهم خلل في الدفاع، وهذا يسبب لهم صعوبات في إخراج الكورة من المناطق الدفاعية إلى مناطق الوسط والهجوم وهذه النقطة بعينها نحن متفوقون فيها لأن الأرقام والإحصائيات عند مدافعي المنتخب الوطني جيدة جدا مقارنة بالخصم.
وفي حالة أن أبناء وليد الركراكي استطاعوا تدبير المباراة بطريقة جيدة في منطقة وسط الميدان مع بعض التغيرات من خلال إقحام النصيري أو جبران يمكن أن يعطي بعض التوازن في وسط الميدان وبالتالي ستكون لديهم حلول لإخراج المستديرة من منطقة الوسط إلى الهجوم بطريقة سلسة وربما قد يستطيعوا مباغتة المنتخب البلجيكي وجلب الثلاث نقاط.
ماهي توقعاتكم للتشكيلة التي سيدخل بها وليد الركراكي أمام بلجيكا؟
لن يحدث تغيير كبير في التشكيلة الأولى التي واجهت كرواتيا، لأن أي مدرب يريد أن يلعب بنواته الحقيقة والعمود الفقري للمنتخب الذي يمثله، و11 لاعبا الذين خاضوا المقابلة السابقة ربما سيحدث فيهم تغير واحد أو اثنين في منطقة خط الوسط من أجل إعطاء دماء جديدة.
ويمكن أن نشاهد الصابري أو جبران في مكان أوناحي إن استثنينا هذا التغيير فالتشكيلة ستبقى على حلها، وبالتالي فالمنتخب الوطني سيخوض مباراته أمام بلجيكا بالتشكيلة التالية:
حراسة المرمى: ياسين بونو
وفي الدفاع كل من رومان سايس، نايف أكرد، أشرف حكمي، نصير مزراوي
وفي وسط الميدان: سفيان امرابط، سليم أملاح، عز الدين أوناحي
وفي الهجوم: حكيم زياش، سفيان بوفال، يوسف النصيري.
هل اقتناص نقطة أمام بلجيكا تبقى كافية أم أن الركراكي مطالب بالانتصار؟
نقطة التعادل تبقى إيجابية بالنسبة للمنتخب الوطني، والهدف الأول هو جمع كم هائل من النقاط، وربما المقابلة الأولى والثانية ترجع إلى أذهاننا المشاركة التي كانت عام 1986 في مونديال الميكسيك من خلال المقابلة الأولى التي تعادل فيها الأسود، ونفس الأمر في المقابلة الثانية وحسم التأهل إلى الدور الثاني عبر فوزه على المنتخب البرتغالي ب 3 مقابل 1، وقد نعيش نفس المسار في نسخة قطر.
ولهذا وجب اللعب على جزئيات بسيطة كي يخوض المنتخب الوطني مباراته أمام كندا بأريحية لأن جميع الظروف مواتية، إذ يتوفر على لاعبين شباب ولهم تجربة مهمة وبإمكانهم إعطاء الإضافة على مستوى جميع الخطوط، زد على ذلك التواصل الجيد بين المدرب واللاعبين.
كيف تقيمون أداء منتخبات مجموعة المغرب، وهل بلجيكا تبق خصما في المتناول بالنظر للمستوى الذي ظهرت به أمام كندا؟
بلجيكا نعرف جميعا قوتها وإذا قلنا أنها فريق في المتناول فنحن نسبح عكس التيار وهي من الفرق الكبرى عالميا في السنوات الأخيرة خصوصا أن فريقها يعيش استقرارا.
النقطة السلبية التي يتوفر عليها المنتخب البلجيكي هو أنه في المرحلة الأخيرة من كأس العالم الذي أقيم في روسيا لم يجدد دمائه بلاعبين جدد، وبالتالي حافظ على نفس التركيبة وهذا في حد ذاته صعب على الشياطين الحمر لأنهم لم يعرفوا تطورا كبيرا خصوصا على مستوى البناء في المناطق الدفاعية لأن الخلل في منتخب بلجيكا يوجد دائما في تلك المنطقة وهذا ما يعطيه عدم الاتزان على مستوى الخطوط الدفاعية.
بلجيكا تتوفر على قوة هجومية لكن ليس لديها قوة دفاعية، وبالتالي بإمكانها أن تسجل أربعة أهداف وقد تتلقى نفسها إذا لم تجد حلا لخطها الدفاعي.
وبهذا إذا استغل أسود الأطلس نقط الضعف لفريق الخصم بإمكانهم الفوز بالمقابلة غدا.
هل فاجأك المستوى الذي ظهر به المنتخب الكندي والذي قارع المنتخب البلجيكي وكان الأفضل رغم خسارته للمباراة؟
لم اتفاجأ بمستوى كندا كونها كانت أول المتأهلين في مجموعتها وتعتبر من الدول القادمة في مجال كرة القدم بقوة في السنوات الأخيرة.
وكندا اشتغلت خلال 4 سنوات الأخيرة مع مدرب جاء من كرة القدم النسوية ودخل كورة القدم الرجالية من أوسع أبوابها لأنه حصل على نتائج إيجابية.
وتعتبر كندا من الدول التي تجيد الارتداد والانتقال بالكرة من المناطق الخلفية إلى المناطق الهجومية بسرعة كبيرة.
وإذا أخذنا بمنطق الأرقام والإحصائيات فكندا وإسبانيا هما المنتخبان في الحيز الزمني أو الانتقال بالكورة من الدفاع إلى الهجوم اللذان لا يستغرقان وقتا كبيرا وهذا يدل على أنه منتخب خطير على مستوى الكورة المرتدة ويعتمد على مرحلة البناء من المناطق الخلفية.
وبهذا فمنتخب كندا صعب جدا وإذا قيمنا المقابلة الأولى كان لا يستحق الهزيمة ولكن تبقى عنده جزئيات بسيطة والتجربة التي لا يتوفر عليها لاعبيه لأن معدل الأعمار خاصتهم تتراوح بين 22 و23 سنة، زد على ذلك أنهم في مرحلة اكتشاف أجواء المونديال الغائبين عنه منذ 20 سنة.