يحتضن استاد “الثمامة”، عصر اليوم الخميس، المباراة الثالثة في تاريخ المواجهات الكروية بين المغرب وكندا، والتي تقام ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة لمباريات المجموعة السادسة في دور المجموعات من بطولة كأس العالم قطر 2022.
وبالرجوع لتاريخ المواجهات بين المغرب وكندا، التقى الفريقين في مناسبتين، الأولى انتصرت فيها كندا على أسود الأطلس في دورة الألعاب الفرانكوفونية سنة 1989، في حين فاز المنتخب الوطني في مقابلة ودية عليها سنة 2016 برباعية بيضاء في مراكش.
ويشار، أن المنتخب الوطني في المقابلتين السابقيتين ضمن منافسات كأس العالم قطر 2022، تعادل أمام كرواتيا، في حين تمكن من انتزاع ثلاث نقاط من الشياطين الحمر بعد تسجيلهم لهدفين دون رد.
وتعتبر مقابلة الغد مصيرية بالنسبة للمنتخب الوطني، كون أن الفوز أو التعادل سيأهل الأسود إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم المقامة حاليا في قطر، وفي حالة الخسارة سيدخل الفريق في حسابات أخرى وتجعله ينتظر نتيجة المباراة التي ستجمع كرواتيا بنظيرتها البلجيكية كي يعرف تأهله من عدمه.
وفي هذا الصدد حاورت جريدة “شفاف” محمد ضرضور، مسؤول إداري عن أكاديمية شباب المحمدية للسيدات، بخصوص المباراة التي ستجمع أسود الأطلس بنظيره الكندي وحظوظ الفريق الوطني في التأهل إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم قطر 2022.
ما هي حظوظ أبناء وليد الركراكي أمام كندا في التأهل إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم قطر 2022؟
حظوظ الفريق الوطني لا يمكن الحسم فيها قبل المباراة، خصوصا وأن وليد الركراكي يلعب كل مباراة وفق ظروفها والجوانب المحيطة بها.
والإطار الوطني الحالي، من المدربين الذين يؤمنون بالدقيقة التسعين، إذ أنه سيلعب بطريقة الكل في الكل نظرا للاستعداد الذهني والبدني والتقني والتكتيكي لدى اللاعبين خاصته.
بالإضافة المنتخب الكندي في مقابلة اليوم سيلعب بأريحية وبدون ضغوطات لأنه يعلم أن حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني قد تبخرت بعد الهزيمتين السابقين، وسيحاول في مباراته مع المغرب أن يخلق متاعب للمنتخب الوطني من أجل تحقيق ما تخلف عنه مع كل من كرواتيا وبلجيكا، لهذا على وليد الركراكي أخذ الحيطة والحذر من المتغيرات التي قد تقع في المقابلة.
ماهي توقعاتكم للتشكيلة التي سيدخل بها وليد الركراكي أمام كندا؟
لن يحدث تغيير كبير في التشكيلة الأولى التي واجهت كرواتيا وبلجيكا، لأن أي مدرب يريد أن يلعب بنواته الحقيقة والعمود الفقري للمنتخب الذي يمثله، و11 لاعبا الذين خاضوا المقابلة السابقة ربما سيحدث فيهم تغير واحد أو اثنين في منطقة خط الوسط.
ونعلم أن دكة الاحتياط هو الفريق رقم 2 بالنسبة للمدرب، وبالتالي فهم الورقة الرابحة له وعلى أساسها سيقوم بالتغيرات التي يراها مناسبة للمنتخب سواء قبل الدخول في المباراة أو أثنائها.
وعليه فالمنتخب الوطني سيخوض مباراته أمام كندا بالتشكيلة التالية:
حراسة المرمى: ياسين بونو
الدفاع: رومان سايس، نايف أكرد، أشرف حكمي، نصير مزراوي
وسط الميدان: سفيان امرابط، سليم أملاح، عز الدين أوناحي
الهجوم: حكيم زياش، سفيان بوفال، يوسف النصيري.
هل ترى أن الإطار الوطني أثبت جدارته ولغى فكرة الاعتماد على الإطار الأجنبي؟
أي إطار أو أي مدرب أو مدير فني قدمت له جميع الإمكانيات والصلاحيات لتدريب أي منتخب ما ويشتغل وفق التصور الذي يراه، ووفرت له ظروف الاشتغال أكيد سيقول كلمته وهذا ظهر في الاستحقاقات السابقة التي خاضها وليد وفي كأس العالم حاليا.
ونعرف أن التشويشات الإعلامية أو على مستوى الهياكل في الجامعة أو من خلال قدماء اللاعبين الذين يتدخلون في قرارات المدرب، قد تجعل الأرضية التي يشتغل عليها الإطار الوطني هشة وتمنعه من بلوغ الهدف الذي سطره في تعاقده مع الجامعة.
والشرط الأساسي الذي تعاقد من خلاله وليد الركراكي مع الجامعة في هذه الاستحقاقات، يتمثل في عدم التدخل في مهامه واختصاصاته، وهذا أعطى أكله والناخب الوطني يحقق إنجازات جيدة لحدود الآن.
كما أن رئيس الجامعة الملكية فوزي لقجع حاول أن لا يغامر بهذه النقطة لأن كأس العالم يعتبر من الاستحقاقات التي لا يمكن المرور إليها إلا بعد عناء كبير وأعطي الصلاحية المطلقة لوليد الركراكي ونتائجه ذاهبة في المسار الصحيح.
والإطار الوطني لو أتيحت له الفرصة والصلاحيات المطلقة كمدير فني للفريق، وهو من يكون فريقه والأجهزة الخاصة به ويستدعي اللاعبين الذين يرى فيه شروط الانسجام والقتالية في المنظومة التكتيكية خاصته ولهم القدرة على الانخراط في المشروع من أجل الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، أكيد ستكون النتائج مبهرة.
والنتائج التي يحققها وليد لم تأتي اعتباطا وإنما بعد عمل جاد وشاق والانسجام بين مكونات الفريق.
الأداء الممتاز التي ظهر به حكيم زياش أمام بلجيكا، أيثبت أن وحيد خليلهودزيتش ظلم هذا اللاعب؟
نحن لا نعلم الظروف التي تحيط بالمعسكرات بين اللاعبين والمدرب، كي أأكد من ظلم من، لكن وليد الركراكي عرف كيف يجلب حكيم زياش إلى صفه والأخير أظهر قتالية كبيرة في مباراة المغرب وبلجيكا.
ونعلم أن أداء زياش تقنيا وبدنيا في أعلى مستوياته حاليا، وربما كان هناك سوء تفاهم لم يستسغه المدرب السابق، وعلى إثره اتخذ قرارا بعدم استدعاءه مرة أخرى للمنتخب الوطني.
ومن جهة أخرى وليد الركراكي حاول أن يستغل الفرصة ويعرف المشكل القائم، وقدمت له معطيات على مستوى الجامعة والأطقم التي كانت مع وحيد، حول الأسباب والمشاكل التي خلقت التشنج بينهما، والإطار الوطني الحالي عرف كيف يحل الأمر بسهولة، وأعاد زياش للمنتخب الوطني، وحاليا هو منسجم مع الفريق وليس لديه أي مشكل مع أي لاعب أو الجامعة أو المدرب.
الهجوم الذي تعرض له وليد الركراكي في المقابلة الأولى أمام كرواتيا، أليس مبالغ فيه؟
المنطق يقول أن المنتخب الوطني كان صعبا عليه الفوز على وصيف النسخة الماضية لكأس العالم 2018، خصوصا أن لديه مجموعة من المحترفين العالميين الذين لا يمكن أن يكونوا لقمة سائغة وسهلة لأسود الأطلس.
وبالتالي أبناء الركراكي عندما حققوا التعادل في مباراتهم أمام كرواتيا، رغم ضغط الجمهور والإعلام، بالإضافة أن خوض الناخب الوطني لأول تجربة له على مستوى كأس العالم كانت من بين الأمور التي يراهن عليها الخصم من أجل هزيمة الأسود، ورغم ذلك أظهر المدرب في مباراته مع كرواتيا روح قتالية عالية وجلب نقطة ثمينة أحيت فيه الثقة وجعلته يدخل مباراة بلجيكا بأريحية كبيرة وتمكن من الفوز على المصنف الثاني عالميا.
والانتقادات التي وجهت لوليد، يجب أن تذهب سهامها إلى مدرب المنتخب الكرواتي، إذ هو من تعادل مع فريق يصعد ويقصى في دور المجموعات وليس لديه مشاركات كثيرة في بطولة كأس العالم.
وفي الأخير ما قام به وليد الركراكي في المباراة الأولى يعتبر انطلاقة إيجابية للمنتخب الوطني، والدليل هو أن الفريق الوطني أخذ الثقة أمام بلجيكا وهزمها بهدفين دون مقابل.
وبنفس الثقة والرزانة سيدخل الناخب الوطني مباراته الثالثة أمام كندا وسيحاول الفوز بالمقابلة من أجل تصدر المجموعة وتجنب لقاء إسبانيا في الدور المقبل من منافسات كأس العالم قطر 2022.