بعد أن استطاع مجلس جماعة الدار البيضاء نسبيا التخلص من أغلب النفايات الصلبة المنتشرة في عدد من مناطق وأحياء الدار البيضاء، وهو ما جعل هذه الأخيرة تعود إلى جماليتها، بعدما عانت لشهور من انتشار مخلفات البناء وغيرها من المواد المرتبطة بها كالحجر والتراب، ليصبح مطلب البيضاويين اليوم هو عدم ظهور هذا المشكل من جديد، وبالاهتمام بالمساحات الخضراء والمناطق الترفيهية الموجودة وإحداث أخرى جديدة.
ولمعرفة توجه ومخطط المجلس الجماعي للعاصمة الاقتصادية فيما يخص قطاع البيئة، وعلى وجه الخصوص أمر المساحات الخضراء الذي تكرر ما مرة على لسان العمدة نبيلة الرميلي، حاورت جريدة “شفاف” مولاي أحمد أفيلال، نائب رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء المفوض له قطاع النظافة.
ما هي خططكم للقضاء على ظاهرة انتشار النفايات الصلبة؟
بعد أن قمنا خلال الأيام الماضية باستكمال إخلاء مختلف مناطق ومقاطعات الدار البيضاء 16 من النفايات الصلبة والهامدة، قررنا بشأن جميع الأراضي العارية التي لا يريد أصحابها استغلالها تحويلها لمساحات خضراء من أجل استفادة الساكنة منها، وذلك باللجوء المجلس الجماعي للعاصمة الاقتصادية لمسطرة نزع الملكية لأجل المنفعة العامة.
وهذه الخطوة من شأنها القضاء على عودة ظاهرة انتشار النفايات الهامدة كل مرة بعدد من المناطق، مشيرا إلى أن هذا القرار من شأنه أن يوفر مساحات خضراء مهمة في المدينة الإسمنتية التي يتوسع فيها البنيان يوما عن آخر، والذي لا يرافقه إحداث مرافق ترفيهية وحدائق للأسف.
وسنعمل أيضا على مراجعة العقد مع الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة، حيث سيتم إضافة بند يخص جمع النفايات الصلبة، وأنه سيتم تخصيص ميزانية لذلك، والتي سيتم تمويلها من الأموال المستخلصة من رخص الهدم والإصلاح، كما تم تحديد جباية قدرها 120 درهم للطن الواحد من هذا النوع من النفايات، والتي ستفرض على المنتجين لها.
في الرباط تم الاعتماد على شاحنات كهربائية صديقة للبيئة، ماذا عن الدار البيضاء؟
العقد الرابط بين المجلس الجماعي للدار البيضاء والشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة يفرض على هذه الأخيرة اقتناء شاحنات كهربائية لجمع الأزبال، وهو ما قد نراه قريبا في إطار الاستثمار في الآليات التقنية المنصوص عليه في العقد.
ومن شأن هذه الشاحنات الكهربائية الحفاظ على البيئة وحتى تكون هناك فعالية، والمقتضيات والبنود التي تمت مراجعتها في هذا العقد مع هذه الشركات سيتم طرحها للمناقشة والمصادقة خلال دورة ماي القادمة، من أجل الانطلاق في تفعيلها قريبا.
بخصوص اصطدام هذه المشاريع بأزمة المياه، كيف ستتعاملون مع الأمر؟
هناك مخطط لإحداث محطتين لمعالجة المياه العادمة، من أجل استعمالها في سقي المساحات الخضراء بالدار البيضاء، والتي لن تكون في قلب المدينة، تجنبا للإشكالية التي يمكن أن تحدثها هذه العملية من صدور روائح كريهة وغيرها، وهو ما سيجعلنا نحدث واحدة في أقصى الشمال وأخرى في أقصى جنوب العاصمة الاقتصادية.
هل هناك ميزانية محددة لمشاريع المساحات الخضراء بالدار البيضاء؟
فيما يخص الميزانية المخصصة لكل ما يهم المساحات الخضراء بالدار البيضاء، فتم رفعها إلى ما يصل لأكثر من واحد مليار درهم، وأشير هنا إلى أن برنامج عمل مجلس الدار البيضاء المزمع مناقشته والمصادقة عليه خلال الفترة القادمة، من أبرز ما يركز عليه هو كل ما يهم البيئة، مثل مشروع مطرح النفايات الكبير ومحطات تدوير ومعالجة المياه العادمة وخلق مساحات خضراء واستخدام الطاقة النظيفة، من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية في عدد من مرافق المدينة.
واليوم صراحة العاصمة الاقتصادية لا تحتاج لبنايات بقدر ما هي في حاجة لمنتزهات وحدائق، وسنعمل فيما هو قادم على تحويل الدار البيضاء من مدينة اسمنتية إلى مدينة خضراء وذكية على أرض الواقع، وهذا ليس مجرد شعارات بل هدف بدأنا الاشتغال عليه منذ انطلاق ولاية المجلس الحالي، وبالإمكان اليوم معرفة الفرق بين الحالة الكارثية والتي يرثى لها التي كانت عليها الفضاءات الخضراء بالمدينة والوضعية الجيدة التي أصبحت عليها الآن.
ومجلس الدار البيضاء تحت قيادة العمدة نبيلة الرميلي عمل منذ انطلاقته على تعزيز المساحات الخضراء بالمدينة الاقتصادية، وهو ما يلاحظ اليوم بمختلف المدارات وفي الطريق السيار الحضري، والذي لا يزال متواصلا من خلال تأهيل الموجودة منها، وإحداث مناطق أخرى وحدائق جديدة بمختلف المقاطعات.