يخلد العالم ومعه المغرب، الأحد 3 دجنبر، اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، بهدف زيادة الفهم لقضايا الإعاقة، ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
كما أن تخليد هذا اليوم يدعو إلى زيادة الوعي في إدخال الأشخاص الذين لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وتعزيز حقوقهم ورفاههم في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية وكذا إذكاء الوعي بحالهم في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ومع كل احتفال من كل سنة تتجدد التساؤلات حول الإمكانيات اللوجيستيكية التي رصدتها الحكومة لإدماج هذه الفئة خصوصا بعد إعلان المملكة عن استضافتها لمونديال 2030، الذي سيجعل المغرب قبلة لمختلف الأشخاص من جميع دول العالم وبينهم من هم في وضعية إعاقة.
•تنظيم المونديال فرصة لذوي الإعاقات لتحصيل بعض حقوقهم
وعلاقة بالموضوع، اعتبرت سميرة بختي، عضو المنتدى المغربي لمناصرة حقوق النساء ذوات الإعاقة، أن حصول المغرب على شرف تنظيم كأس العالم 2023 يعد فرصة ممتازة للمملكة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من بعض الحقوق الخاصة بهم.
وقالت بختي في تصريح لجريدة “شفاف”، إن المغرب يتوفر على فرصة ذهبية لمراجعة حساباته بخصوص هذه الفئة ويعمل على تفعيل مجموعة من القوانين كقانون الولوجيات 10,13 الذي صدر منذ أكثر من 20 سنة.
وأضافت المتحدثة ذاتها، على أن كأس العالم يعد فرصة لتصحيح النقائص وتجاوز العثرات خصوصا في الشق المتعلق بالولوجيات، مشددة على أن الحكومة مطالبة بتشكل لجان خاصة بالإعاقات المتنوعة لأن كل الفئات من حقها أن تحضر للمونديال، بالإضافة إلى ذلك يمكن لها الاستعانة بالجمعيات الخاصة ذوي الإعاقة لتقريبهم من جميع أنواع الإعاقات.
تعديل مدونة الأسرة.. هل يتم إصلاح الثغرات وتجاوز النواقص التي تمس بحقوق الأشخاص في وضيعة إعاقة؟
واستطردت بختي، على أن الجمعيات والهيئات المختصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، يمكن لها أن تبسط لتلك اللجان الرؤية وتقرب وجهة النظر، بحيث يجب القيام بهذه الأمور على اعتبار أنه غير مكلف إذا تم التخطيط له منذ البداية بمعنى قبل البناء، ولكن إذا تم الانتهاء من البناء والتجهيزات ووقتها فكرت الحكومة في الأشخاص ذوي الإعاقة ستكون التكلفة هنا جد مرتفعة.
وكشفت، على أن المغرب اليوم لايتوفر على ولوجيات سواء في المركبات الرياضية الكبيرة أو في ملاعب القرب التي توجد في الأحياء، بالإضافة إلى ذلك يفتقر إلى وسائل نقل ولوجية، رغم أنه يتوفر على ترامواي ولوج وبعض القطارات خاصة التي تربط بين الرباط والجديدة.
•المونديال فرصة لتوفير أماكن ولوجة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة
وفي السياق ذاته، أكدت بختي، على أنهم لا حضوا باهتمام كبير الإجراءات التي قامت بها دولة قطر في مونديال 2022، حيث راعت فيها مجموعة من الإعاقات الذهنية والسمعية والبصرية والحركية وكانت هناك شاشات كبيرة وقاعات تقرب الصوت للإعاقات السمعية، بالإضافة إلى الولوجيات التي كانت متوفر للدخول إلى الملاعب.
كما أبرزت عضو المنتدى المغربي لمناصرة حقوق النساء ذوات الإعاقة، أنه إذا استطاع المغرب الوصول لما حققته دولة قطر في المونديال، فإن المملكة ستكون حققت نقلة نوعية ستساهم في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الفضاء العمومي لأن الكثير منهم يصبحون حبيسي بيوتهم بسبب انعدام الولوجيات على اعتبار أنه يعرف أن سيارة النقل لايمكن أن تقله ونفس الشيء بالنسبة للحافلة وكذا سيعرض نفسه لمخاطر الطريق.
وأفادت المتحدثة ذاتها، أن الحاجة إلى الولوجيات ليس فقط من داخل الملاعب، ولكن هناك الحاجة إلى الولوجيات في المرفق العمومي والشبه العمومي في المقاهي والفنادق والشوارع والأرصفة وغيرها من المجالات الأخرى.
وتبقى الولوجيات، حسب بختي، داخل المؤسسات العمومية وشبه العمومية هو مكسب للمغرب ككل على أنه سيكون احترم حقوق الإنسان خصوصا الأشخاص في وضعية إعاقة وكذلك احترم الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها وملزم بتنفيذها لهذا وجب حضور الأشخاص في وضعية إعاقة منذ بداية المونديال إلى آخره وبعده.
وشددت بختي في حديثها، أنه لايمكن القبول بتأثيث المشهد بهم فقط في الافتتاح عبر جلب فئة تتكون من 20 أو 10 أشخاص من ذوي الإعاقة، والقول على أن هناك حضور للأشخاص ذوي الإعاقة، مبرزة على أن الحضور يجب أن يكون من بدايته المونديال إلى نهايته.