أدان المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، خلال اجتماعه الدوري المنعقد يوم السبت الماضي، بالدار البيضاء، ما وصفه بـ”حرب الإبادة الجماعية” التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مخلفة مئات الشهداء يوميًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وطالب بوقف فوري للتطبيع مع “الكيان الصهيوني”.
ودعا الحزب، في بيان له، الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لفرض وقف إطلاق النار، وتفعيل قرارات الشرعية الدولية التي تضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
كما عبر الحزب عن تضامنه مع الشعب السوري الشقيق، مندداً بالمجازر التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية، ومحذرًا من استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ سورية.
وعلى المستوى الوطني، أدان الحزب ما اعتبره “انحباسًا سياسيًا غير مسبوق”، نتيجة استفراد الحكومة بالقرارات وتهميشها للهيئات السياسية والمجتمعية، مقابل تمرير قوانين وتشريعات تمس الحقوق والحريات الأساسية للمغاربة، وتكرّس ما وصفه بـ”اتساع دائرة السلطوية”.
واستنكر كذلك توالي المتابعات القضائية التي تستهدف نشطاء ومعارضين، معتمدًا سياسات اقتصادية واجتماعية تعمّق الفقر والبطالة والتهميش.
ونددت فيدرالية اليسار بما وصفته بـ”تغول الفساد في مؤسسات الدولة”، واستمرار سياسة الإفلات من العقاب، والتستر على المتورطين في ملفات الريع والاختلالات، معتبرة أن ذلك يُفقد مؤسسات الدولة مصداقيتها أمام المواطنين.
وفي سياق متصل، حذّر الحزب من استغلال شهر رمضان في القيام بأعمال خيرية ذات طابع انتخابي، داعيًا السلطات إلى تفعيل المادة 64 من القانون التنظيمي للجماعات الترابية لعزل أي مسؤول ثبت تورطه في ممارسات تخلّ بمبدأ الشفافية والنزاهة.
من جهة أخرى، عبّر المكتب السياسي عن تضامنه المطلق مع المناضل فاروق المهداوي، عضو المكتب السياسي، الذي يتعرض لحملة تضييق وتشويه على خلفية مواقفه المعارضة وكشفه لتجاوزات في عمليات الهدم التي طالت سكانًا بعدد من أحياء الرباط، مؤكداً أن الشكاية المقدمة ضده تدخل في سياق “محاولات إسكات الأصوات المعارضة”.
ودعا الحزب إلى التسريع بتنزيل مقتضيات مدونة الأسرة، باعتبارها ضرورة مجتمعية تضمن الحقوق الإنسانية للنساء وتحمي حقوق الأطفال، مجدداً مطلبه بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والصحفيين ومعتقلي الحراكات، ووقف المتابعات المرتبطة بحرية الرأي والتعبير.
وأشاد المكتب السياسي بالدينامية التنظيمية والإشعاعية التي تشهدها عدد من فروع الحزب، داعيًا مناضلاته ومناضليه إلى الانخراط بقوة في مختلف النضالات الشعبية من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية، مستحضرًا رمزية نضالات 23 مارس 1965، وانتفاضات 1981، و1984، و1990، في مسيرة المقاومة الشعبية.