تعيش ساكنة تندوف حالة من الاحتقان والغضب نتيجة الأوضاع المأساوية والقمع المتزايد الذي تتعرض له من طرف قيادة البوليساريو، وفي ظل اقتراب هذه الأخيرة لعقد مؤتمرها السنوي، بدأت تلمح لدعوات صورية من أجل القيام بمصالحة وهمية، حتى يمر هذا الحدث دون مشاكل أو وقوع احتجاجات.
وفي هذا الجانب، كشف منتدى مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف بـ”فورساتين” عن أن “قيادة البوليساريو تصنع وهم المصالحة وجبر الضرر من أجل تجميل وجهها في المؤتمر، سعيا لضمان عوامل نجاحه، وتفادي الغضب المتزايد منها، مشيرا إلى أن قريحتها تفتقت بإخراج مسرحية مكشوفة الفصول”.
وذكر” فورساتين في منشور له على حسابه الرسمي، أنه “بعد سنوات من الانكار والتهرب، لم تجد قيادة الرابوني مخرجا من مأزقها سوى الاعتراف مجبرة وراكعة أمام ضحاياها طلبا في الصفح والمسامحة على تاريخها الإجرامي معلنة عن جبر الضرر، حتى تضمن نجاح مؤتمرها وتعمل على تخفيف من موجة الغضب داخل الصحراويين عامة والشباب بصفة خاصة، من أجل أن تعيد الثقة المفقودة في قلوبهم”.
وتساءل منتدى مؤيدي الحكم الذاتي عن “كيفية اقتناع عاقل بأن الجلادين والمتورطين في قتل وتعذيب الصحراويين، وأنهم سوف يقومون بمحاسبة أنفسهم والتكفير عن خطاياهم، وإمكانية أن تكون هناك مصالحة دون أن يقف المجرم ويعترف بجرمه ويحاسب عليه، هي إذن لا تعدوا سوى سراب يحسبه الضمأن ماء”.
وشدد المصدر ذاته، على أن كل ما يهم قيادة “البوليساريو هو المؤتمر، وأنها مستعدة أن للقيام بكل شيء حتى تضمن نجاحه، واستمرار مصالحها وبقائها على الكراسي، مشيرا إلى أنها غير جادة في مسعاها للمصالحة وجبر الضرر، ما دامت القيادة المجرمة تعتبر الظلم والقهر والاختطاف والقتل المتعمد أخطاء من الماضي”.
وأبرز “فورساتين” أن المعروف بأن “الخطأ عندما يرتكب فهو يكون عن غير قصد، وليس هذا هو الحال فيما قام به العديد من أعضاء قيادة الرابوني من الخطف والتعذيب بأبشع أنواعه وحتى القتل في حق الصحراويين العزل، وأن أغلب ما تسميه القيادة أخطاء كانت مقصودة وانتقامية، إما في إطار تصفية حسابات قبلية او قضايا شخصية”.