في خطوة تكرس التوجه نحو التمكين للغة المستعمر على حساب اللغة العربية الأم , تفاجأ ملايين المغاربة بغياب الترجمة عن الخطاب التاريخي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي ألقاه أمس الثلاثاء داخل قبة البرلمان .
وتعمد القائمون على القنوات العمومية المغربية وعلى رأسها القناة الأولى بث خطاب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، الذي وجهه من قاعة الجلسات العامة بمجلس النواب بدون ترجمة للعربية علما أن فئة واسعة وعريضة من المغاربة الذين تابعوا الخطاب لايتقنون لغة موليير, فضلا على أن العبارات التي استعملها الرئيس الفرنسي في خطابه الداعم لوحدة المغرب الترابية تضمن مفردات قانونية سياسية دبلوماسية يصعب على عموم المواطنين فهمها بدون ترجمة فورية للعربية .
وصب عدد من المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي جام غضبهم على مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بسبب إخفاقهم في نقل خطاب الرئيس الفرنسي مترجم للمغاربة لاسيما وأننا أمام قنوات وطنية مولة من جيوب دافعي الضرائب وموجهة للمواطنين المغاربة وليس الفرنسيين .
• تكريس الارتهان المطلق للغة المستعمر
وفي هذا السياق أوضح فؤاد بوعلي رئيس الإئتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن نقل خطاب ماكرون عبر شاشات القطب العمومي بدون ترجمة للعربية يكرس الردة اللغوية والارتهان المطلق للغة المستعمر .
وأوضح بوعلي في تصريح لجريدة “شفاف” أن ماوقع بالأمس داخل قبة البرلمان ينبغي أن نفهمه في سياق لغوي يطبعه تغول اللغة الفرنسية في الشارع والمؤسسات العمومية وهو ما يهدد السيادة اللغوية للمغرب ويجعلنا نعيش على وقع ردة لغوية وهوياتية .
أوزين : اعتماد الحكومة على اللغة الفرنسية يشكل استفزازا لشعور المغاربة ولهويتهم الأصلية
وشدد المتحدث على أن البعض يريد تكريس الفرنسية كلغة للتواصل النخبوي حتى يتم الإجهاز على اللغة الأم والتمكين للغة المستعمر وفرنسة جميع مفاصل الدولة .
وأردف بوعلي ” في المغرب النخبة الفرنكفونية التي تحكم تحاول فرض نمط لغوي واحد وهذا ما لمسناه في عهد حكومة أخنوش والتي سجلت سابقة تاريخية في خرق الدستور حيث لم يحدث قط في تاريخ أشغال اللجان الحكومية على مدار الحكومات التي تعاقبت على تسيير الشأن العام بالمغرب أن جرت باللغة فرنسية وهو ماحدث مع هذه الحكومة قبل قبل حوالي سنة أثناء مناقشة البرنامح الحكومي فرصة .
• محاولة صناعة هوية مغربية بطابع كولونيالي
وتابع رئيس الإئتلاف الوطني من أجل اللغة العربية ” إذا كان رئيس الحكومة يمثل قدوة اللأجهزة الفرعية في الدولة، فعليه أن يولي الأهمية القصوى للغة العربية لا أن يهمشها وهنا يتذكرالجميع حينما كان أخنوش وزيرا للفلاحة وفضل الحديث باللغة الفرنسية في حضرة السفير الصيني الذي فاجأ الجميع بحديثه باللغة العربية “.
وأكد المتحدث على أن الدول التي تحترم نفسها تحترم لغاتها لافتا إلى أنه عندما يتم الحديث عن السيادة اللغوية فإننا نتحدث عن هوية الوطن وانتماءه وهو ما يفرض على المسؤولين احترام اللغة الدستورية للبلاد.
جدل استعمال اللغة الفرنسية في المراسلات الإدارية الرسمية يعود من جديد للواجهة
وفي سياق آخر أشار بوعلي إلى أن الوفد الفرنسي الذي حل مع ماكرون بالمغرب تقدمه عدد من الكتاب المغاربة الفرنكفونيين وعلى رأسهم الطاهر بنجلون الأمر الذي يتبث أننا أمام محاولة صناعة ثقافية بالمغرب تكون فيها الفرنسية اللغة الواصفة والتي تعد مدخلا لفرض نماذج سياسية وقيمية مناقضة ومحاولة شرعنة هوية مغربية خاصة بطابع كونوليالي ، بحيث تبتعد عن العمق العربي الإسلامي، وترتكز على الهجوم الدائم على مقومات الخصوصية الوطنية وتنحو نحو استعادة الأصل الاستعماري.
إصرار عمدة البيضاء على التواصل مع المواطنين بالفرنسية.. لماذا يتشبث المسؤولون بلغة المستعمر؟