احتضنت عمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، اليوم الأربعاء، النسخة الثالثة من ملتقى ريادة الأعمال، الذي يهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب وتسهيل اندماجهم في النسيج الاقتصادي.
وتميز الملتقى بحضور عدد من رواد الأعمال والمستثمرين وممثلي الهيئات الداعمة، كما شهد تنظيم ورشات عمل وجلسات نقاش تناولت محاور مختلفة، من بينها التحديات والفرص المتاحة أمام رواد الأعمال في المغرب، ودور التكنولوجيا والابتكار في تطوير المشاريع الناشئة، إلى جانب استعراض آليات التمويل والدعم المتاحة.
كما تم توقيع عدة اتفاقيات شراكة بين عمالة مقاطعة عين الشق وعدد من المؤسسات الداعمة، بهدف مواكبة رواد الأعمال ودعمهم في إنشاء وتطوير مشاريعهم.
ويأتي هذا الحدث في إطار الجهود المبذولة لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال وتمكين الشباب من فرص اقتصادية واعدة.
♦دعم الشباب
مروة شيخ يوسف، مديرة “Hack Pitch”، أوضحت أن المشروع يهدف إلى تقديم برامج مخصصة لدعم الشباب وتطوير مهاراتهم لدمجهم في مختلف المجالات الرقمية، مع التركيز على التجارة الإلكترونية كخطوة أولى، نظراً لكونها بوابة سهلة لدخول عالم التكنولوجيا.
وأشارت شيخ إلى أن المشروع يتميز بالعمل على تقنيات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، التطبيقات البرمجية، والأجهزة الذكية.
وأضافت أن “Hack Pitch” يسعى إلى تقديم حلول مبتكرة من خلال تطبيقات الواقع المعزز، مما يمنح المستخدمين تجربة تفاعلية متعددة الأبعاد ويتيح لهم تعلم مهارات جديدة أو التفاعل مع منتجات وخدمات رقمية عبر هواتفهم الذكية بطرق فريدة.
ويهدف المشروع، حسب المتحدثة، إلى تمكين الشباب من بدء مشاريعهم بأدوات بسيطة، مثل تطبيقات الهاتف الذكي، ومن ثم التطور إلى تأسيس شركاتهم الخاصة.
وكشفت أنه منذ انطلاق البرنامج في مايو 2022، تمكن المشروع من دعم أكثر من 900 شاب وشابة، مقدماً لهم فرصاً للتدريب والدعم المالي، حيث حصل عدد كبير منهم على منح مالية تصل إلى 180,000 درهم.
كما أطلق “Hack Pitch”، وفق شيخ، برامج موجهة خصيصاً للنساء، خاصة اللواتي لم يستطعن إكمال تعليمهن، إذ يوفر لهن دورات تدريبية مكثفة تستمر حتى ستة أشهر.
وأكدت شيخ أن هدف المشروع لا يقتصر على تمكين الشباب من المهارات التقنية فحسب، بل يمتد إلى تعزيز ارتباطهم بتراثهم الثقافي، وتشجيعهم على ابتكار تطبيقات تخدم السياحة والتراث المغربي.
وأضافت أن “Hack Pitch” يمثل مبادرة شاملة لدعم الشباب المغربي، من خلال توفير التدريب، الدعم المالي، والتوجيه في بيئة تشجع على الابتكار والنمو، مع التركيز على تعزيز الفخر بالصناعة المغربية وتراثها الغني.
♦صنع في المغرب
عادل لمنبهي، رئيس “Made In Morocco”، أوضح أن “السيادة الرقمية” تشكل نقطة استراتيجية مهمة في المغرب، حيث تهدف إلى بناء نظام يتناسب مع احتياجات البلاد وخصوصيتها.
وأشار إلى أن العديد من الشركات تتعرض للإفلاس لأنها تفتقر إلى المواكبة والحكامة اللازمين.
وأضاف لمنبهي أن هناك توجه استراتيجي في المغرب لاستضافة فعاليات دولية كبرى، مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، وهو ما يعكس رؤية طموحة لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص جديدة.
وفي مجال ريادة الأعمال، شدد على أهمية تطوير “المدن الذكية” التي تعتمد على بنية تحتية حديثة تشمل الإنترنت الشامل ومحطات الشحن الكهربائي، التي أصبح المغرب من أكبر منتجيها.
وأكد أن هذا النجاح يأتي نتيجة رؤية وطنية تدعم المنتجات المحلية، حيث أصبحت جودة المنتجات المغربية تنافس عالمياً.
وضرب المتحدث مثالاً بالتجارة الإلكترونية في المغرب التي بلغت قيمتها 22 مليار درهم في 2013، ومن المتوقع أن تصل هذا العام إلى 32 أو 33 مليار درهم، بفضل تطور الصناعة المحلية.
كما شجع الشركات الناشئة على تسجيل علاماتها التجارية، لأن العلامات تضيف قيمة للشركات وتعزز هويتها. مؤكدا على أهمية أن تكون هذه الشركات مبنية على أنظمة إدارة فعّالة لضمان استمراريتها ونموها.
وفيما يتعلق بالتسويق، أشار لمنبهي إلى أهمية اتباع استراتيجيات تسويقية واضحة تدعم المنتجات المحلية وتعزز مكانتها في الأسواق العالمية.
واختتم بأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يعد أمراً أساسياً، وأنه يجب تشجيع الشباب المغربي على الابتكار في هذا المجال لتعزيز قيمة المنتجات والخدمات المغربية وجعلها تنافس على المستوى الدولي.
♦التأطير
مهدي العلوي، المدير العام لـ “Startup Station”، قال إن “رغبة الشباب الكبيرة في دخول عالم المقاولة تستحق التشجيع، لكنها تتطلب أيضاً فهماً للتحديات المصاحبة لهذا المجال.” موضحا، “أن الشباب لديهم طموح حقيقي لإحداث تغيير وإضافة شيء جديد، إلا أن هذه الرغبة غالباً ما تصطدم بعوائق قد تعيق تحقيق النجاح، نظراً للتحديات التي قد تواجههم خلال مسارهم المقاولاتي.”
وأضاف العلوي: “من المهم توضيح أن المقاولة ليست مجرد هدف، بل مسار يحتاج إلى تأطير ودعم مستمر من مختلف الجهات. حيث لدينا في المغرب حاضنات تقدم برامج لدعم وتوجيه الشباب المقاولين.
وأبان أن المقاولات الناشئة تحتاج إلى بيئة متكاملة توفر للشباب الدعم المالي والتوجيه المستمر في كل مرحلة من مراحل المشروع لضمان نجاحهم وتحقيق الاستدامة.