تتواصل تداعيات رفع فئة من جماهير الرجاء لشعارات وصفت بـ “العنصرية ” خلال المباراة التي جمعت الفريق الأخضر بفريق حسنية أكادير في ظل لجوء الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية لمراسلة النيابة العامة بهذا الخصوص .
وعلاقة بالموضوع، قال أحمد عصيد، باحث في الثقافة الأمازيغية وناشط حقوقي لجريدة “شفاف” إن ظاهرة الهتاف العنصري في الملاعب الرياضية من ظواهر انحطاط القيم في المجتمع المغربي لدى الأجيال الجديدة.
وتابع عصيد حديثه قائلا “قضينا طفولتنا وشبابنا في الملاعب ولم يسبق أن استعملنا هذه الأساليب المشينة”.
وأبان الباحث الأمازيغي “أن وجه العنصرية في هذا الهتاف المشار إليه هو أن كلمة “الشليح” تتضمن صيغتين قدحيتين: صيغة التصغير والتحقير، وصيغة الشتم لأن كلمة “شلح” كلمة عربية تعني قاطع الطريق، في المعجم العربي فعل “شلح” يعني ضرب بالسيف، ويعني نزع ملابس الشخص والسطو على أمواله، ولهذا فهي كلمة قدحية ابتكرتها منذ قرون القبائل الناطقة بالعربية في المغرب ضد القبائل الأمازيغية خلال الصراع الذي كان بين الطرفين بعد قيام الموحدين بإدخال تلك القبائل العربية وتوطينها في السهول المغربية، مع العلم أن تلك القبائل العربية هي التي كانت تقوم بالنهب والسلب وقطع الطريق وكانت معروفة بذلك، وقد وصفها ابن خلدون في العهد المريني وصفا دقيقا”.
واعتبر الكاتب والشاعر والباحث في الثقافة الأمازيغية، كلمة “”الشلوح” تسمية قدحية أطلقها العرب الأجانب آنذاك على الأمازيغ وليست التسمية التي سموا بها أنفسهم، بعد ذلك تحولت هذه الكلمة لتعني لغة الأمازيغ أي “الشلحة”، وصار الناس يعتقدون بأن “الشلوح” نعت لغوي يقصد به الناطقون بالشلحة أو “اللسان الشلحي” كما سماه الفقهاء”.
وأشار المتحدث، إلى أن الغالبية العظمى من جمهور الرجاء مثلا الذين ابتكروا هذا الهتاف البعيد عن الروح الرياضية هم أصلا أمازيغ، لأن الدار البيضاء هي أكبر مدينة أمازيغية بالمغرب، ولكنهم ينساقون وراء غوغائية الشعارات الجماهيرية بدون تفكير، لأن الفرد وسط الجمهور يعطل ملكاته العقلية الفردية وينساق وراء الموجة بدون استعمال عقله”.
والمطلوب اليوم حسب قول عصيد، “القيام بإجراءين اثنين: الأول قانوني زجري بوضع قانون يجرم هذه السلوكات العنصرية ويعاقب الجمهور الذي يقوم بها عن طريق إلزام فريقه باللعب خارج ميدانه لعدة مباريات متتالية وحرمان الجمهور العنصري من مشاهدة فريقه في ملعبه. والإجراء الثاني هو القيام بحملة تحسيسية تنبه جماهير الكرة إلى ما في هذا السلوك من سلبيات وأضرار”.
وفي السياق ذاته، أشار الناشط الأمازيغي، ” إلى أن إهمال الدولة للغة والثقافة الأمازيغيتين وتهميشهما لمدة خمسين سنة أدى إلى تشكل هذا الوعي السلبي باحتقار كل ما هو أمازيغي وتعظيم ما هو عربي أو أجنبي، أما اليوم فمنذ “خطاب أجدير” والمصالحة الوطنية التي أعلنها الملك محمد السادس فقد تم رد الاعتبار لثقافة الأمازيغ وهويتهم ولغتهم والتي هي لغة وهوية جميع المغاربة كما تم ترسيمها في دستور البلاد ولم يعد هناك مجال لممارسة أي نوع من العنصرية، وعلينا العمل على تقوية اللحام الوطني باحترام جميع مكونات البلاد وتأطير وتنمية الوعي المواطن لدى الأجيال القادمة.”