بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، دعت فرنسا الأحد رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا في ظل المخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت.
قرب تل أبيب، وقع هجوم بالسكين أسفر عن مقتل شخصين قبل أن يُقتل المهاجم. في قطاع غزة، سجل قصف إسرائيلي على مناطق عدة أوقع عددا من القتلى، بينما يتواصل التصعيد على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع حزب الله الذي أطلق الليلة الماضية عشرات الصواريخ على شمال الدولة العبرية اعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي العدد الأكبر منها.
واتهمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.
ولم تعلّق الدولة العبرية على اغتيال هنية الذي تعهّد القادة الإيرانيون بـ”الثأر” له. كما توعّد حزب الله بالانتقام لمقتل شكر.
ومع تصاعد المخاوف من اشتعال المنطقة، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن الوزير أيمن الصفدي سيجري زيارة نادرة الى طهران الأحد ينقل خلالها رسالة الى المسؤولين الإيرانيين “حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية”. فيما ذكرت وكالة أنباء “إرنا” الرسمية الإيرانية أن الصفدي سيبحث “القضايا الإقليمية والدولية”.
ودعت السويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن خلال الساعات الماضية رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا.
في باريس، طلبت وزارة الخارجية من الرعايا الفرنسيين مغادرة لبنان “فور الإمكان”، كما أوصت رعاياها المقيمين في إيران “بمغادرة البلاد مؤقتا”، بعدما طلبت الجمعة من الفرنسيين الذين يزورون البلد إلى مغادرته “في أسرع وقت”.
وطلبت كندا منذ نهاية يونيو من رعاياها مغادرة لبنان، ودعتهم السبت إل “تفادي أي زيارة إلى إسرائيل”.
وعلّقت شركات جوية رحلاتها إلى بيروت، من بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 غشت، فيما مددت شركتا “إير فرانس” و”ترانسافيا فرانس” هذا الإجراء حتى الثلاثاء. وستوقف الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتبارا من الاثنين، وستلغي الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية إلى بيروت حتى الإثنين، كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى تل أبيب حتى 8 غشت.
وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي بإنزال “عقاب قاسِ” بإسرائيل. كما توعّد الحرس الثوري الإيراني في بيان السبت إسرائيل بـ”العقاب الشديد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة”.
وتوقّعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة السبت أن يردّ حزب الله على اغتيال شكر بضربات “في عمق” إسرائيل وأن “لا يكتفي بأهداف عسكرية”، بعدما أكد الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن “الردّ آت حتماً”.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على “مستوى عالٍ جدا” من الاستعداد لأي سيناريو “دفاعي وهجومي”.
وقال قائد الجبهة الداخلية في إسرائيل رافي جيلو السبت أن الجيش “مصمّم على مواصلة القتال حتى نغيّر بشكل جذري الوضع الأمني في الشمال”، مضيفا، بحسب بيان صدر عن الجيش، “نحن مستعدّون لكل سيناريو ولكل ردّ”.
وأعلنت الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، الجمعة تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بهدف “تحسين حماية القوات الأميركية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل”، بحسب ما أوضحت وزارة الدفاع.
وأدّت الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل، إلى فتح جبهات ضد الدولة العبرية من حزب الله والحوثيين اليمنيين وفصائل عراقية، وهي مجموعات تنضوي كلها ضمن “محور المقاومة” الذي تقوده إيران.
وأعلن حزب الله في بيان ليل السبت الأحد قصف شمال اسرائيل “بعشرات صواريخ الكاتيوشا”، مشيرا إلى أنه قصف للمرة الأولى منطقة بيت هلل، رداً على قصف اسرائيلي أصاب “مدنيين” في جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة الأحد إن حوالى 30 صاروخا أطلقت من جنوب لبنان نحو إسرائيل وأسقطت غالبيتها، من دون تسجيل إصابات.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بصورة يومية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وفي قطاع غزة المدمر والمحاصر والمهدّد بالمجاعة بحسب الأمم المتحدة، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني عن مقتل 16 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي في جباليا (شمال) ودير البلح (وسط)، وذكر مصدر استشفائي أن خمسة منهم قضوا حين استهدفت مسيّرة خيم نازحين في باحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
كما تعرضت مدينة غزة (شمال) لعمليات قصف من البر والبحر والجو، واستهدف القصف البريج والنصيرات (وسط) ورفح (جنوب)، بحسب شهود.