كشف تقرير صحفي عن أن عائلات الجنود المغاربة الذين قاتلوا في صفوف الجيش الإسباني تحت قيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو، يطالهم اليوم التخلي والنسيان من طرف مدريد.
وذكرت صحيفة “إل فارو دي كويتا” الإسبانية، أن هناك عدد كبير من العائلات المغربية التي كان أجدادهم في ساحة المعركة مع الجيش الإسباني، والذين انتهى بهم الأمر إلى عدم الاعتراف بهم ومكافأتهم.
وأضافت “إل فارو دي كويتا” أن هذه هي حالة العديد من الجنود المغاربة الذين قاتلوا في الماضي لصالح الجيش الإسباني فيما أصبح يسمى “الحرس الفرنسي المغاربي”، مشيرة إلى أن هؤلاء الناس نستهم إسبانيا بمرور الوقت وتوقفت عن إعطاء المخصصات المالية لهم في كثير من الحالات.
ومن الأمثلة على ذلك عائلة محمد بن بوسلهام، وهو جندي سابق في الجيش الإسباني، والذي توفي عام 2002 ولا يتلقى ورثته أي تعويض أو رأوا درهما، وفق تعبير الجريدة ذاتها.
ونقلت الصحيفة الإسبانية، عن ابن محمد بن بوسلهام، وهو مغربي يبلغ من العمر 25 عاما يعيش في القصر الكبير، والذي وكان عمره ثماني سنوات عندما توفي والده، قوله إنه “عندما كنت طفلا، لم يتوقف والدي عن إخباري عن بطولته مع الجيش الإسباني، لقد أعجبت بقصصهم ومغامراتهم”، معبرا عن شكواه من التشريع الإسباني الذي لا يسمح لأحفاد أولئك الذين قاتلوا في حروب مع إسبانيا، مثل سيدي إفني أو الصحراء خلال مرحلة فرانكو بدخول أراضيها.
وأشارت إلى أن الوضع الاقتصادي لعائلة بن بوسلهام حساسة للغاية، حيث تعرض شقيقه لحادث ويعيشون بدخل ضعيف جدا في مدينة القصر الكبير، لأنهم لا يستطيعون العثور على عمل في المغرب، مبرزة أن محمد هو أن يكون قادرا على القدوم إلى إسبانيا ليتمكن من العمل ومواصلة دراسته، بعدما تحصل بالمغرب على إجازة في شعبة القانون.
وأبرز محمد الابن أن والده لما كان على قيد الحياة حصل على دفعة من إسبانيا تبلغ حوالي 100 يورو، ولكن منذ وفاته لم ترى العائلة أي شيء، معبرا عن أمله بأن يتمكن هو وشقيقه من القدوم في مرحلة ما إلى إسبانيا الذي كان والده يرتدي زي الجندي فيها.
ولفتت “إل فارو دي كويتا” إلى أن محمد بن بوسلهام ولد عام 1921، وكان جنديا تابعا للمجموعة النظامية رقم 4 في العرائش، مشيرة إلى أن أطفاله لا يزالون يحتفظون بالعديد من الوثائق وبطاقات الهوية الخاصة بوالدهم، مثل أوراق المعاش التقاعدي الذي كان يتلقاه عندما كان بالفعل عسكريا متقاعدا.