تطرق تقرير إسباني للجمال والعراقة التي تميز فاس، مشيرا إلى أنه على الرغم من الشهرة التي تتمتع بها مراكش كأبرز منطقة سياحية بالمغرب، فإنه يمكن اكتشاف العديد من مناطق الجذب التي يمكن رؤيتها في العاصمة العلمية للمملكة، سنفهم سبب كون هذه المدينة هي المدينة المفضلة لأولئك الذين يرغبون في اكتشاف المغرب الأكثر أصالة.
واعتبرت جريدة ” El Tiempo” الإسبانية، في تقريرها أن فاس هي أهم مركز ثقافي وديني في المغرب، وليس مجرد مركز لمدينة تضم أكثر من 1.4 مليون شخص، وتظهر عددا كبيرا من المآثر المختلفة، موضحة أن العاصمة العلمية للمملكة بأن زائر المدينة سيعيش تجربة لا تنسى.
وتطرق التقرير لمجموعة من المعالم والرموز التي تميز العاصمة العلمية للمملكة، وهي كالتالي:
-مدينة فاس
تأسست مدينة فاس ، في القرن التاسع ميلادي، وتشرفت بكونها الأكبر في العالم، والمشي في شوارعها الضيقة يعد دخولا حرفيا إلى عالم آخر؛ عالم مليء بالروائح والألوان والأصوات والأحاسيس، لاسيما عند السير والجولان بين تسعة آلاف شارع بها.
وأفضل شيء يمكن القيام به للاستمتاع بالمناظر الخلابة والثرات اللامادي الذي التي تزخر به فاس، هو السير في شوارعها بلا هدف، ولكن ضرورة التوفر على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الجيد والانفتاح على الدردشة والتواصل مع الناس.
-مدرسة العطارين
تقع هذه المدرسة التي تعود إلى القرن الرابع عشر بجوار سوق التوابل والعطور في سوق العطارين، وهي تحفة من سلالة المرينيين ، تم تشييدها بتكليف من السلطان أبو سعيد عثمان الثاني، وهي على نفس شاكلة المدارس الدينية المرينية الأخرى في فاس ، تتميز مدرسة العطارين بتصميم متطور في فنائها المستطيل.
ومع ذلك، فإن الشيء الأكثر إثارة للإعجاب هو الزخرفة التي تم إنشاؤها باستخدام “الزليج”، وهي واحدة من أجمل المدارس العربية وأكثرها إثارة للاهتمام – المدارس العربية – التي يمكن رؤيتها في فاس.
-مدابغ فاس
يعتبر هذا المكان الأكثر فضولا في المدينة، بسبب انتشار الألوان والرائحة الكريهة من هذا المكان، حيث بمجرد دخول منطقة الدباغين، تلاحظ منطقة بها مئات الحفر الأرضية المليئة بالأصباغ بألوان مختلفة، والتي تستخدم لصبغ جلود الحيوانات.
للتخفيف من تأثير الرائحة الشديدة، يمنح تجار المنطقة للزوار أوراقا من نبتة النعناع، قبل دعوتهم للصعود إلى الشرفات للاستمتاع بالمشهد من الأعلى، وهو ما يجعل عشاق الملابس الجلدية يجدون متعة كبيرة في استكشاف هذا الفضاء.
-مقابر المرينيين
هناك أطلال مقابر بني مرين القديمة، التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر، والتي يمكنك من خلالها التفكير في صورة لا تنسى عند فترة غروب الشمس، لاسيما إذا تزامن ذلك مع الدعوة إلى الصلاة، حيث يتم سماع أصوات المؤذنين في جميع أنحاء المدينة العلمية مما يخلق جوا لا يوصف.
-حي الملاح
لسنوات عديدة، كانت فاس موطنا لجالية يهودية كبيرة ومزدهرة، وصلت إلى 250,000 شخص، إذ تم إنشاء هذا الحي في القرن الرابع عشر، وهو جوهرة حقيقية يمكن رؤيتها في فاس، وعلى الرغم من أنه يحتوي أيضا على أكشاك للحرف اليدوية والطعام والملابس، فإنه يبقى المكان أكثر هدوءا والأقل ازدحاما في المدينة، ومع مرور الوقت غادر اليهود هذا الحي والقلة الذين بقوا في فاس يقيمون في منطقة المدينة الجديدة.
ويجدر التجول في شوارعها بعينين مفتوحتين على مصراعيهما للاستمتاع بالهندسة المعمارية للمنازل واستكشاف الصرح الديني اليهودي المعروف، ألا وهو كنيس ابن دنان، الواقع في قلب حي الملاح.
–حدائق جنان السبيل
بين فاس الجديدة (الحي اليهودي) وفاس القديمة (المدينة العتيقة) توجد أقدم حديقة يمكن رؤيتها، والتي تم تشييدها في القرن الثامن عشر بأمر من السلطان مولاي عبد الله، وهي “رئة خضراء” بالنسبة للساكنة والزوار حيث يمكن الهروب من ازدحام المدينة لبضع دقائق والانتعاش في أيام الحرارة الشديدة داخلها.
وتحظى هذه الحديقة بعناية كبيرة، حيث تحتوي على بركة كبيرة وحدائق مائية، والتي تتزين فيها النوافير بالزليج الملون وتحيط بها أغراس جميلة، وعند البحث عن الظل، فإن أشجار النخيل وأشجار البرتقال والصنوبر على استعداد دائما لإيواء مرتادها.
–باب بوجلود (البوابة الزرقاء)
يمكن لجميع زوار فاس المرور عبر باب بوجلود ورؤية المئذنة الأنيقة للمدرسة البوعنانية، وعلى الرغم من أن هذا الباب يبقى حديث التشييد، مقارنة ببقية المآثر بالعاصمة العلمية، حيث تم بناؤه في عام 1913؛ زمن الحماية الفرنسية، إلا أنها تقدم جمالا كلاسيكيا جديدا لا يمكنه تفويته، باعتبار هذه المعلمة الهندسية تأتي كامتداد للمآثر المرتبطة بالعصور الوسطى.