تعتبر القمة العربية التي اختتمت أشغالها أول أمس الأربعاء بالجزائر ،أول قمة لجامعة الدول العربية تعقد منذ ثلاث سنوات بسبب تفشي جائحة كورونا.
وكان مقررا للقمة أن تعقد في الجزائر في شهر مارس الماضي غير أن التوافق حول مواضيعها ومخرجاتها اضطر المسؤولين الجزائريين إلى طلب إرجاء عقدها حتى الأول من نونبر سعيا لتقريب وجهات النظر المتباينة بين مختلف الدول العربية حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية وبالتالي تفادي ارتباط اسم الجزائر بفشل محتمل.
وعلاقة بالموضوع، قال الكاتب والصحفي المصري أيمن عبد العزيز في تصريح لجريدة “شفاف” ، أن غياب العديد من الملوك والرؤساء والزعماء العرب عن القمة العربية التي انعقدت في الجزائر يكشف الكثير من الخلافات المتواجدة بين الدول العربية وعدم قدرتها على تجاوز هذه الأزمات.
وأوضح الصحفي المصري ، أن غياب زعماء بعض الدول وتقليص التمثيلية الديبلوماسية لدول أخرى في الدورة 31 من القمة العربية يبرز فشلها الذريع لاسيما وأن مخرجاتها لم تأتي بجديد على غرار نظيراتها من القمم السابقة ، في حين أن هناك من يحصر نجاحها فقط في انعقادها رغم الغياب البارز لقادة وملوك ورؤساء دول مؤثرة.
وأوضح أيمن عبد العزيز، أن من كان يراهن على القمة العربية لتحقق شيئا فهو واهم ، لأنها لاتعدو أن تكون مجرد مجالس للكلام وإعادة إنتاج للتصريحات القديمة ولا يتخذ فيها أي إجراء فعلي حقيقي فعال على أرض الواقع، كما أن غياب القادة المؤثرين في الدول العربية، يدل على وجود فشل في التعاون الكافي لحضور القمة حتى ولو بمجرد الحضور دون أن يسفر ذلك عن إجراءات ملموسة .
وقال عبد العزيز، أن شعار القمة 31 “لم الشمل” عنوان لطيف وجذاب، وهو مفهوم كبير، لكن هذه القمة لم تنجح في ترجمته على أرض الواقع وتحقيق لم شمل العرب، خصوصا أن هذه العملية تعتبر معقدة وكبيرة واعتقد أنها أكبر من القمة لأن هناك غياب عربي مؤثر.
وأضاف المتحدث، كنت أتمنى حضور ملك المغرب محمد السادس في هذه القمة، إذ بحضوره ستكون هناك اتصالات أخرى للتغلب على أزمة قطع العلاقات بين المغرب والجزائر.
وأورد المتحدث لو توفرت الشروط والظروف الملائمة لحضور الملك محمد السادس للقمة بالجزائر فإن ذلك كان سيشكل فرصة للتغلب على أزمة قطع العلاقات بين البلدين الجارين، و كانت هذه القمة ستكون ناجحة بكل المقاييس وآنذاك يمكن فعلا أن نطلق عليها شعار “لم الشمل”،لأنها نجحت في تهدئة الاضطرابات الحاصلة بين الدولتين الشقيقتين لكن لاشئ من هذا تحقق للأسف في ظل العراقيل التي وضعها الجانب الجزائري.
وفي السياق ذاته، اعتبر الكاتب المصري ، خرق الجانب الجزائري لضوابط البرتوكول الخاصة باستقبال لوفد المغربي وتعريضه لمجموعة من الاستفزازات، أمرا معيبا في حق دولة الجزائرية ويتناقض مع مفهوم وشعار القمة التي انعقدت على أرضيها.
وأردف صاحب كتاب “المغرب في عيون مصرية”، أن اتجاه الجزائر إلى قطع العلاقات مع المغرب كان فيه الكثير من التسرع والتشنج ولم يكن هناك مبرر على الأرض يجزم مثل هذه الخطوة، في حين نجد أن فرنسا التي قتلت وذبحت في الجزائريين على مدى سنوات علاقتها معها لازالت مستمرة وفي أحسن الأحوال.
وقال المتحدث، أنه كان على الجزائر أن تأخذ زمام المبادرة على الأقل في القمة العربية لتلطيف جو التوتر القائم بين البلدين، وكانت خطوة ستحسب لها، خصوصا أن ملك المغرب محمد السادس دائما كان يناشد السلطة الجزائرية في خطاباته بإعادة لحمة العلاقات بين المغرب والجزائر وإنهاء الخلافات .
أما عن دعوة الملك محمد السادس إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لزيارة المغرب، يقول أيمن عبد العزيز، أنها خطوة متميزة ويجب تثمينها، مشددا على أن المباردة إن لقيت ترحيبا واستجابة من الجانب الجزائري ستعمل على قطع الطريق في وجه مجموعة من الدول التي تستغل خلاف البلدين لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية.