تحتضن مصر على مدى أسبوعين، فعاليات مؤتمر قمة المناخ 2022، الذي انطلقت أحداثها الأحد الماضي، تحت عنوان بالـ”لحظة فارقة”، في شرم الشيخ المصرية.
ويجتمع رؤساء الدول والوزراء والمفاوضون، جنبا إلى جنب مع نشطاء في مجال المناخ ورؤساء البلديات وممثلي المجتمع المدني ورؤساء تنفيذيين، في مدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية لتدارس التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، بالإضافة إلى البحث عن حلول أو اتفاق تاريخي لخفض انبعاثات الكربون.
ويحضر القمة أكثر من 120 من قادة دول العالم، بالإضافة إلى مشاركة 30 ألف شخص في القمة التي ستستمر لأسبوعين.
وعلاقة بالموضوع، قال حامد وهب، مدير تحرير أخبار اليوم، في تصريح لجريدة “شفاف”، أن “قمة المناخ “كوب 27″ التي انطلقت يوم 6 نوفمبر 2022 بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، قادرة على إيجاد حلول للمتغيرات المناخية التي تعرفها دول العالم، فقضايا البيئة لم تعد مجرد قضايا داخلية أو إقليمية بل أصبحت تؤثر على العالم بأسره؛ ما دفع المجتمع الدولي لمحاولة السيطرة عليها بكل الوسائل القانونية”.
وأبان مدير تحرير أخبار اليوم، “أن هذه التظاهرة الدولية تأتي في الوقت المناسب لإيجاد حلول للتصدي للتغيّرات المناخية والتخفيف من حدة أضرارها على البيئة وللتصدي للاختلالات البيئية لحفظ حق الفرد في العيش في بيئة صحية متوازنة وسليمة؛ وللتأكيد على أن خسائر الحروب لا تقتصر فقط على القتلى والجرحى وتدمير المدن وسبل الحياة؛ وإنما تؤثر أيضاً على البيئة من خلال تلويث مياه الآبار واحراق المحاصيل؛ وتدمير الأراضي وقتل الحيوانات وانتشار الأوبئة”.
وأوضح المتحدث، على أنه “من المتوقع أن تشهد قمة شرم الشيخ، إطلاق إشارة البدء لتدشين «درع واقي عالمي»، يهدف إلى الحماية من مخاطر المناخ بواسطة برامج تمويل متنوعة، كما أن القمة ستشهد مفاوضات طويلة بشأن وضع آليات واضحة لتنفيذ تعهدات الدول الغنية بتقديم تعويض سنوي بقيمة 100 مليار دولار للدول الفقيرة لكي تتمكن من إقامة مشروعات التكيف المناخي، في ظل مطالبات بزيادة مبلغ التعويض خاصة أن حجم الخسائر يقدر بـ 300 مليار دولار”.
وأكد حامد وهب، “أن القمة ستكون فرصة لاستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا المجال، الذي يشكل أزمة حقيقية أمام أوروبا، ومن المتوقع أن تتفاقم خلال فصل الشتاء، وهو ما يمكن لمصر الاستفادة منه من خلال تصدير الطاقة إلى أوروبا”.
وأورد المتحدث، “أن مصر تتعامل مع قضية التغيرات المناخية باهتمام كبير، وتدرس تطوراتها عليها أولاً ثم على المنطقة وعلى مختلف دول العالم، لأن هذه الأخيرة تعتبر من الدول النامية المتأثرة بظاهرة التغيرات المناخية، وسياستها في هذا الملف تتجه لرفض أي التزامات إجبارية على الدول النامية لمواجهة أثار هذه الظاهرة وتؤكد على مبادئ إعلان ريودى جانيرو وخطة عمل بالى، وخاصة فيما يتعلق بالمسئولية المشتركة والمتباينة بين الدول المتقدمة والنامية، وكذا مسئولية الجهات المعنية بالتلوث في تحمل تكلفة التلوث، والتأكيد على الدول المتقدمة للوفاء بالتزاماتها لنقل التكنولوجيا والتمويل وبناء القدرات للدول النامية وعدم التنصل من هذه الالتزامات بسبب الأزمات المالية العالمية”.
وأفاد مدير تحرير أخبار اليوم، “أن مصر تسعى لإيصال صوت إفريقيا إلى العالم من خلال مؤتمر المناخ باعتبارها القارة الأقل مسؤولية عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والأكثر تضررًا من تغير المناخ، وهو ما يتطلب من الدول الكبري تقديم حلول مستدامة للتعامل مع التحدي المتنامي، والذي تسبب في اتساع رقعة الجفاف والتصحر والفيضانات في بعض المناطق”.
وفي السياق ذاته، قال أنس هلال صحفي مصري، ومتعاون في وكالة بلومبيرغ الأمريكية، في تصريح لجريدة ” شفاف”، أن استضافة مصر لقمة المناخ 2022، وحضور أكثر من 190 وفد دولة و120 من قادة الدول المشاركة، وبتمثيل رفيع من الأمم المتحدة، يساهم في تدعيم موقف مصر السياسي والاقتصادي.
وأضاف أنس هلال، أن مصر تمتلك فرصا استثمارية مهمة، مشيرا إلى أن انعقاد قمة المناخ 2022 في شرم الشيخ سيمنحها الفرصة لخلق مشاريع تخص الطاقات المتجددة والنظيفة بصورة أقل من أسعارها في أوروبا.
وأردف الصحفي المصري، أن مدينة شرم الشيخ تعتبر من أكبر المدن المصرية التي تعتمد على الطاقات المتجددة، ووجود قادة الدول يعلي من أسهمها في السياحة، كون القمة تحظى بمتابعة إعلامية دقيقة من كافة وسائل الإعلام الدولية، وتغطيتها لن تقتصر على ما جرى في المناقشات الخاصة وما أشار إليه المشاركون، بل ستنتقل إلى تغطية المواطن الجمالية والسياحية بالمدينة، وبهذا ستستفيد مصر من هامش الترويج الإيجابي لها، إذ سيرى العالم ما تمتلكه مصر من مقومات في السياحة وفي المجالات الأخرى.
وأفاد أنس هلال، أن الحلول التي ستطرحها قمة المناخ في مصر والقمم التي سبقتها، هدفها الحد من الانبعاثات الكربونية التي يعرفها الكون، ووجود الدعم الاقتصادي بصفة متكررة، يساهم في التحكم في حرارة الكوكب والحد من هذه الانبعاثات، بالإضافة إلى التغيير الشامل للسياسات المرتبطة بالطاقة لمختلف دول العالم.
أما عن استفادة مصر من قمة المناخ 2022، يقول الصحفي المصري، أن مصر لها استفادة قصوى باعتبارها الدولة المستضيفة للحدث، من خلال عقد مجموعة من الشركات الاقتصادية والبيئية في هذا المجال.
وأردف أنس هلال، أن استضافة مصر للوفد المغربي ومشاركته المهمة في فعاليات مؤتمر المناخ، تعكس علاقة الترابط والتعاون الديبلوماسي بين البلدين، خصوصا في القضايا الحيوية المشتركة بين مصر والمغرب.
وأكد الصحفي المصري، أن المغرب يعطي عناية كبرى لتحقيق غايات التغير المناخي في خططه الصناعية والتنموية وفي مجالات السيارات الكهربائية ومنظومة النقل نحو الاتجاهات الحديثة للصناعة المعتمدة على عناصر الاستدامة والطاقة المتجددة والنظيفة، إلى جانب تعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين من جانب، وتوطيد الحضور المغربي في الفعاليات الأممية والدولية من جهة أخرى.