كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن جماجم مقاتلي المقاومة الجزائرية إبان فترة الاستعمار، التي أعادتها فرنسا للجزائر عام 2020. لا تعود جميعها لمقاومي للاستعمار الفرنسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن 18 جمجمة من أصل الـ24، التي تسلمتها الجزائر بموجب اتفاقية وقعتها الحكومتان الجزائرية والفرنسية يوم 26 يونيو 2020، يدور حولها شكوك حول هوية أصحابها.
وعلاقة بالموضوع، قال وليد كبير، معارض جزائري، في تصريح لجريدة “شفاف”، إلى أن الفضيحة التي فجرتها “نيويورك تايمز” بخصوص جماجم مقاتلي المقاومة الجزائرية إبان الاستعمار الفرنسي خلال القرن 19، كارثة كبرى وتبين ضعف الاستخبارات وتواطأ النظام الحاكم في الجزائر.
وشجب وليد هذا الفعل الذي ضرب عرض الحائط تاريخ المقاومة والمقاومين، واسترخص دماء الشهداء، اللذين ضحوا بأنفسهم في سبيل تحرير الجزائر من المستعمر الفرنسي.
وتساءل المعارض الجزائري، كيف للنظام أن يكذب على الجزائريين، ويقوم بجلب جماجم قطاع طرق ومساجين بالإضافة إلى جنود جزائريين في المشات الفرنسية، ويقول عنهم أنهم مقاومين وينظم لهم حفل تأبيني ضخم على أساس أنهم شهداء الثورة الجزائرية.
وأضاف وليد، أن ما قام به النظام الجزائري، تبخيس لثورة التحرير وإساءة بليغة لذاكرة الجزائريين.
واعتبر المتحدث ذاته، أن النظام الجزائري تواطأ مع فرنسا الرئيسية، وجلب جماجم لا علاقة لها بأبطال المقاومة، خصوصا وأن هذه الفضيحة لم ترد عليها السلطات الجزائرية ولا حتى الأبواق الموالية لها حسب قوله.
وأوضح الصحافي الجزائري أن خروج هذه الفضيحة بالتزامن مع انشغال النظام مع القمة العربية، أربك كابرانات قصر المرادية الذين يراهنون على إنقاذ القمة العربية المهددة بالفشل، خصوصا مع توالي الخيبات وتأكيد ملوك ورؤساء عدد من الدول العربية تقليص تمثيليتها إلى الدرجة الثالثة، حسب قول المتحدث.
وأبان وليد، أن فرنسا تبحث عن مصالحها في الجزائر خصوصا الغاز، إذ تعلم أن النظام الجزائري الذي بني حكمه على المتاجرة بالذاكرة التاريخية، يحتاج الى هذه الورقة، ولهذا استعملتها لابتزازه كي تحقق مصالحها.
وحمل المعارض الجزائري، مسؤولية هذه الفضيحة إلى النظام الحاكم في الجزائر وفرنسا، خصوصا وأن وزارة الخارجية الفرنسية أجابت صحيفة نيويورك تايمز، أن تسليم هذه الجماجم تم باتفاق بين الطرفين، والمخزي أن جريدة ليبيراسيون الفرنسية أكدت بعد تلك الفضيحة، إلى أن هذه الجماجم تمت إعارتها لمدة خمس سنوات، لكن هل سيتم استردادها من طرف فرنسا أم لا هذا يبقى ماستظهره الأيام القادمة.
وأكد كبير، إلى أن 18 جمجمة من أصل 24 لا علاقة لها بأبطال المقاومة الشعبية في الجزائر في القرن 19، والمطلوب الآن من السلطة الحاكمة في الجزائر أن تجيب عن تساؤلات الجزائريين الذين صدموا بسبب هذه الفضيحة التي فجرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.