لم تعد شطاحات وطعنات النظام التونسي حول قضية الصحراء المغربية تلعب في الخفاء بعد التقارب الجزائري-التونسي الأخير، إذ بدأ هذا الأخير باتخاذ مواقف علنية معادية للوحدة الترابية المغربية والانزياح عن الحياد الإيجابي، بعد استقبال الرئيس قيس سعيد، لإبراهيم غالي في قمة تيكاد8 ، وإقدام أمين حزب “تونس إلى الأمام” التابع للسلطة الحاكمة، أول أمس، إلى استقبال أحد أعضاء هذه الجبهة الانفصالية المدعمة من طرف النخبة الحاكمة في الجزائر.
وفي هذا الصدد قال وليد كبير، كاتب وصحفي جزائري، بخصوص استقبال حزب ” تونس إلى الأمام”، النانة لبات الرشيد، أحد أعضاء جبهة الوليساريو، أن هذا الأمر غير مؤثر بالنسبة لحزب مجهري، وهذا القرار ناتج عن التقارب بين النظام الجزائري-التونسي، بسبب الوضع السياسي والاقتصادي الذي تعيشه حاليا.
وأوضح الكاتب والصحفي الجزائري، في تصريح لجريدة “شفاف” أن الحزب الذي أعلن تضامنه مع جبهة الوليساريو غير معروف وليس له ثقل سياسي في تونس، وهو في يد نظام العسكر كدمية ” بابا نويل”، الذي سينال من العطايا والهدايا السخية جراء موقفه العلني، وهنا وجب على النخبة السياسية في المغرب أن تتحرك وأن تربط علاقات وصدقات مع الأحزاب المؤثرة في الشأن السياسي التونسي، للتصدي لمثل هذه الترهات التي يقدم عليها النظام الجزائري عبر شراء الذمم بأموال الشعب الجزائري.
وأكد كبير، أن مثل هذه الأحزاب المجهرية لا تعبر عن مواقف الشعب التونسي التواقة إلى الحرية والديمقراطية ، خصوصا أنه حاليا يعيش فترة صعبة بعد أن انقلب قيس سعيد على الدستور، لافتا أن عذا السلوك المستفز ليس له وزن أو تأثير بالمرة على القضية العادلة التي يدافع عنها المغاربة من طنجة للكويرة ، وبالتالي فما دام هذا الأمر لم يخرج من أي حزب قوي له تأثير كبير في الساحة السياسية يمكن التغاضي عليه وعدم إعطائه أي أهمية، كون أن النظامين في تونس والجزائر يهدفون الى استفزاز المغرب لاتخاذ مواقف عدائية تحسب لهم، وهذا الأمر لن يحدث مع وجود سياسة رزينة وهادئة من النظام المغربي.
وزاد وليد أن موقف حزب ” تونس إلى الأمام” ، الذي لا يتوفر على صفحات تعرف به في مواقع التواصل الاجتماعي، غير مهني، وأنه يلهث وراء الأموال والعطايا التي يغدقها عليه النظام الجزائري من أموال الشعب الذي يعاني من نقص العديد من المواد الغذائية الضرورية في ضل الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تعرفها الجزائر ودول العالم.
وأضاف وليد أن الوضع الاقتصادي لتونس جعلها تحت سيطرة نظام العسكر في الجزائر، كون هذه الأخيرة تعرف نقصا حادا في المواد الاستهلاكية الضرورية وإفلاس الخزينة المالية للدولة جعلها تبحث عن قروض خارجية لإنعاش اقتصادها، الأمر بطلب من هيئة دفاع المتهمين للاطلاع على الملف
وفي السياق ذاته، يقول وليد أن حل هذا المشكل وإرجاع العلاقات بين البلدان الثلاث، رهين بإسقاط نظام العسكر في الجزائر الذي عطل دينامية التنمية في البلدان المغاربية، والقائم على العداء الدائم للمغرب من أجل ضمان الشرعية والبقاء في السلطة، أما بخصوص تونس فالأمور ستعود الى سابق عهدها خصوصا أن الشعب التونسي لا يمكن له أن يتخلى عن المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحريات التي راكمها لعقود من أجل تغذية عداء لمغرب.