قال صافي الدين البدالي، رئيس الفرع الجهوي مراكش الجنوب للجمعية المغربية لحماية المال العام، إنه منذ سنوات والعالم ينظم يوما خاصا بالمدرس، و هو يوم خامس أكتوبر من كل سنة، وذلك منذ عام 1994، وهي ذكرى من توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية عام 1966 بشأن أوضاع المدرسين، وجاءت هذه التوصية بناءً على مؤشرات تتعلق بحقوق وواجبات المدرسين والمدرسات (الكسرة و الشدة تحت الراء) وكذلك أوضاعهم جميعا المعيشية والأمنية والنفسية، خاصة في البلدان التي تفتقر إلى الديمقراطية حقوق الإنسان و في الدول المستعمرة.
وأبرز البدالي في تصريح صحفي توصلت جريدة “شفاف” بنسخة منه أن الإحساس العالمي بوضع المدرس في المنظومة الاجتماعية كان وجيها، لأن المدرس يظل المرشد والموجه للجيل الصاعد في كل الظروف، حتى أثناء الحروب الطاحنة، فهو لا يغادر الفصل هروبا من الهلاك تاركا متعلميه لوحدهم يلقون مصيرهم بنفسهم، إذ إنه يظل معهم حتى النهاية، حتى لا يعلمهم الجبن أو الانهزام ولا يعلمهم التهور بل يعلمهم التضحية والصمود في وجه العدو، بدءًا من العدو المتمثل في الجهل والأمية الى العدو الغاشم/المستعمر.
وأضاف أن يوم المدرس هذه السنة يصادف ما يعيشه المدرسون والمدرسات (بالشدة والكسرة تحت الراء) في المخيمات الفلسطينية وفي غزة حيث يعملون على تدريس الأطفال تحت القصف العشوائي للطائرات الحربية للعدو وتحت نيران الصواريخ المتساقطة على رؤوس أهل غزة ومخيمات اللاجئين الفلسطيني.
وتابع أنه لم تنل منهم الحرب الهمجية حتى يتخلوا عن دورهم في التدريس، إذ يعتبرون أنفسهم حاملي البندقية التي ستقضي على الاستعمار طال الزمن أم قصر. إنها عقيدة المدرس ( ة ) في حياة الحرب و في حياة السلم، و كذلك هو المدرس (ة) يتحمل ويلات الحروب من أجل الحفاظ على عملية التدريس، ذلك لأن يوم المدرس له أبعاده الإنسانية والتربوية و الوطنية، أما أبعاده الإنسانية فهي تتجلى في إنقاذ الأطفال من الجهل والتخلف، دون تمييز عنصري أو عرقي أو طبقي مما يجعل المدرس (ة) في منأى عن كل انحياز أعمى، وأما أبعاده التربوية فهي التي تجعل الطفل يسلك سبل الرشد لا سبل التيه والاستيلاب والتقليد الأعمى، وأما الأبعاد الوطنية فهي تكريس حب الوطن لدى الطفل و الاعتزاز بوطنيته.
ولفت إلى أن ما يعيشه المدرس (ة) في غزة وفي لبنان واليمن وفي السودان من معاناة ومن تضحيات في سبيل التدريس والمتمدرسين والمتمدرسات يحتاج أكثر من وقفة إجلال وإكبار لهؤلاء الجنود الأوفياء لوطنهم ولشعوبهم، معتبرا أن احتفال العالم بيوم المدرس في الخامس من أكتوبر من كل سنة منذ 1994 لم يأتي اعتباطا بل جاء للإشادة بدور رجال التعليم ونسائه في ترسيخ العلم والعلوم وترسيخ القيم الإنسانية والتربية على المواطنة.
وأوضخ أن أكثر من 100 بلد يحتفل بيوم المدرس(ة) العالمي، ويعود الفضل في الانتشار السريع والوعي العالمي بهذا اليوم إلى منظمة” إديوكيشن انترناشيونال “ في جميع أنحاء العالم، وذلك بغية توفير تعليم جيد ومدرس يكون قد نال من التكوين ما يلزم وله مستوى معيشة أفضل، لأنه بغير الممكن أن يكون هناك تعليم جيد بدون معلمين و معلمات مخلصين و مخلصات ومؤهلين و مؤهلات في جميع أنحاء العالم، فالمعلمون والمعلمات هم وحدهم المؤهلون لمساعدة التلاميذ على التفكير النقدي، والتعامل مع المعلومة من حيث جميع الجوانب و استخدامها في الأوضاع المناسبة، كما يتعلمون التعاون والتضامن بين أطفال شعوب العالم.
وأبرز أن الاحتفال باليوم العالمي للمدرس إنما هو من أجل إثارة الانتباه إلى الحاجة من الرفع من مكانة مهنة التعليم، وليس لأجل المعلمين والتلاميذ فحسب، ولكن من أجل المجتمع والمستقبل ككل، مبينا أنها مناسبةً للاحتفاء بالمعلمين بالمعلمات واسترعاء الانتباه إلى وضعهم، وإلى الظروف التي يعملون فيها، لأنه لا يمكن توفير تعليم جيد بدونهم. إن جميع أولئك الذين يناضلون من أجل توفير تعليم ذو جودة عالية للأطفال في العالم عليهم أن ينضموا إلى المعلمين والمعلمات والمنظمات التي تمثلهم للاحتفال بالمهنة ولدعمهم.