على عكس ما راج من معطيات حول قضية إطلاق شرطي النار على امرأتين “أم وابنتها”، ومن تمت إقدامه على الانتحار، بمدينة الجديدة يوم السبت الماضي، كشفت مصادر مطلعة لجريدة “شفاف” مجموعة من المعلومات المرتبطة بالحادث والأسباب المتداخلة في ذلك.
وأفاد مصدر مقرب من الشرطي الهالك لجريدة “شفاف”، بأن “رجل الأمن المنتحر” عمل لما يزيد عن 21 عاما في صفوف الشرطة، إذ تدرج فيها من رجل أمن إلى ضابط أمن ممتاز، ليشغل قبل رحيله مهام رئيس المنطقة الأمنية للسير والجولان بسيدي عثمان في الدار البيضاء.
وأوضح المصدر المذكور أن الهالك كان متزوجا وله أبناء، ولم يكن ينوي الزواج من السيدة التي ربطته بها علاقة عابرة، والتي أطلق الرصاص على شقيقتها وأمها، بعد أن عمدتا إلى رميه بالحجارة ومحاولة الاعتداء عليه، على خلفية نقاش حاد بين الجانبين عن مستقبل هذه العلاقة.
ويضيف مصدر الجريدة ، أن الشجار بين الجانبين جعل الشرطي يدخل في حالة هستيرية ليخرج على إثرها سلاحه الوظيفي ويطلق رصاصة تحذيرية في الهواء، لكن السيدتين لم تتراجعا للخلف ما دفعه للتصويب نحوهما، لتتعرض احداهما ” ابنة السيدة” لإصابة مباشرة على مستوى كتفها الأيسر.
فيما لامست احدى الرصاصات التي أطلقها الشرطي، الخد الأيمن لوالدة الفتاة ، مخلفة لها جرحا غائرا على مستوى الأذن ، وهو ما استدى نقلها برفقة ابنتها المصابة على جناح السرعة للمستشفى الإقليمي بالجديدة، لتلقي العلاجات اللازمة.
ووفق المصدر ذاته، فإن الشرطي لم يكن ينوي إنهاء حياة السيدتين بقدر ما كان يريد إخافتهما وإبعادهما عنه ، والدليل أنه لم يستهدفهما بشكل مباشر وفي مناطق حساسة من جسدهما” على حد تعبير المصدر .
وأبرز المتحدث أن الهالك له تكوين عالي وتجربة وخبرة تجعله لا يخطئ في التصويب، لاسيما وأن المسافة التي كانت تفصله عن المرأتين لا تتجاوز 7 أمتار، مشيرا أيضا أنه لم يواصل إطلاق النار من سلاحه الوظيفي تجاه السيدتين .
وشدد الشخص المقرب من الهالك، أن الأخير لم يكن يعاني من “أي مشكل نفسي على الإطلاق، وأن الإشكال الوحيد الذي أدخله في دوامة من التفكير والقلق هو ربطه لعلاقة كانت غير موفقة وكان هو الطرف الخاسر فيها “، مضيفا أن “تأنيب الضمير والشعور بجسامة الخطأ من خلال ارتباطه بسيدة من عائلة لها مالها وعليها ماعليها والتداعيات التي رافقت إطلاقه النار على أفراد أسرتها ، قد تكون سببا في إقدامه على الانتحار بعد ذلك بشاطئ أزمور”.
والتمس المصدر نفسه، من القائمين على إدارة البحث القضائي في هذه الواقعة الوصول إلى الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الحادث ، كما دعا غير العارفين بوقائع ما حدث بعدم الدلو بآرائهم في الموضوع، من خلال الترويج للشائعات ولتفاصيل ومعطيات مغلوطة تسئ لسمعة الشرطي الراحل وعائلته الصغيرة.
جدير بالذكر أن المديرية العامة للأمن الوطني أعلنت عن فتح المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بمدينة الجديدة لبحث قضائي، لتحديد أسباب وخلفيات إقدام الشرطي الهالك على وضع حد لحياته بعدما تورط في محاولة القتل العمد، مساء السبت الماضي.