تتواصل تداعيات عملية طوفان الأقصى التي قامت بها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، صباح السبت 7 أكتوبر الجاري، وخلفت مقتل أكثر من 800 إسرائيلي، وإصابة قرابة 2200 آخرين، فضلا عن أسر نحو 100 من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين ونقلهم إلى غزة.
وفي الوقت الذي لازال فيه القتال مستمرا بين مقاتلي حركة حماس والجنود الإسرائيليين داخل بعض المستوطنات يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي قصف قطاع غزة حيث بلغ عدد القتلى أزيد من 560 فلسطينيا بينهم أطفال.
وفي ظل التصعيد الجاري من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفشل كل الوساطات الجارية لإيقاف الحرب تسود المخاوف من قيادة المنطقة إلى حرب شاملة قد تكون تداعياتها خطيرة على خصوصا بعد تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو والذي توعد فيه بتغيير شكل الشرق الأوسط خلال الحرب على غزة.
وفي هذا الصدد تحاور جريدة “شفاف” نائب رئيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية نبيل دياب، بخصوص عملية “طوفان الأقصى” ، وتداعياتها على عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.
س: باعتباركم كقيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ما موقفكم من عملية ” طوفان الأقصى” التي قام بها الجناح العسكري لحماس؟
ج: نحن نثمنها ونعتبرها نصرا، وفي الوقت نفسه نؤكد هذه المرة على أن المقاومة مصممة على التخلص من الاحتلال الإسرائيلي وحسم النتيجة لصالح الشعب الفلسطيني الذي تركه المجتمع الدولي يواجه إجرام الجيش الإسرائيلي لوحده.
س: عملية ” طوفان الأقصى” هل زعزعت الصورة التي رسمها الجيش الإسرائيلي عن نفسه؟
ج: بالفعل ما قامت به المقاومة الفلسطينية في يوم السابع من أكتوبر الجاري أربك الجيش الإسرائيلي وكشف ضعفه أمام جسارة وذكاء المقاومة الفلسطينية.
كما أن هذا اليوم الذي سيخلده التاريخ، على اعتبار أنه أربك حسابات الكيان الصهيوني وأثبتت بالدليل القاطع الفشل الذريع للمؤسسة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية وللتكنولوجيا التي تتوفر عليها.
إضافة إلى ذلك فهذه العملية غيرت قواعد الاشتباك وقواعد اللعبة، حيث المقاومة أصبحت تمتلك زمام المبادرة في الاقتحام وقتل وأسر الجنود والمستوطنين في مشهد بطولي لم يسبق له مثيل.
س: غارات الجيش الإسرائيلي خلفت لحدود اليوم ما يفوق 500 قتيل فلسطيني، ألا ترون أن من يؤدي ضريبة هذا التصعيد هم المحاصرون في قطاع غزة؟
ج: إن توقيت هذا الهجوم المقاوم والمباغت لحركة حماس جاء بعد أن ضاق الشعب الفلسطيني ذرعا من الجرائم اليومية والاعتداءات المتكررة على مدينة القدس ومحاولات الضم والتهويد وفرض ما يسمونه التقسيم المكاني والزماني في المسجد الاقصى المبارك والاعتداء بوحشية على الأسرى البواسل والتنكيل بهم وتعريضهم للموت البطيء.
س: ألا ترى أن الرد الإسرائيلي، سيدمر كل معالم الحياة في غزة في ظل التصريحات الإسرائيلية بقطع الماء والكهرباء والغداء عن القطاع؟
ج: أمام صمود المقاومة وبسالتها فمن الطبيعي أن يسعى جيش الاحتلال للتغطية على فشله الذريع بأن يلجأ إلى القتل والتدمير والعقاب الجماعي من خلال قطع الكهرباء ومنع إدخال المواد الغذائية لغزة.
وعمليات القصف والقتل وغيرها من الطرق التي ينهجها الاحتلال الإسرائيلي من أجل على المواطنين والمقاومة والاستسلام لهم، ليس بأمر جديد على الجيش الإسرائيلي فهذا أسلوبه حيث ما رسه في الحروب السابقة التي مرت.
س: في نظركم هل بمثل هذه العمليات سيتم استرجاع الحق الفلسطيني وتوحيد الصف الداخلي؟
ج: بكل تأكيد، فالوحدة الوطنية ضرورية للتصدي من أجل التصدي للهجمات المضادة للجيش الإسرائيلي، ومن هنا فإنني كنائب رئيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أدعو مجددا للإسراع في بناء وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة ببرنامجها ورؤيتها واستراتيجيتها الكفاحية الوطنية والموحدة.
كما أنه لايوجد خيار أمثل من خيار الوحدة والاصطفاف صفا واحدا في وجه الحرب المفتوحة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
س: ألا تعتقد أن عملية طوفان الأقصى ستعمل على تقويض عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي؟
ج: بخصوص عملية السلام بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي فقد عمل الأخير على قتل ما يسمى باتفاق أوسلو، حيث لم تكن إسرائيل يوم من الأيام بطرف يسعى للسلام وحل هذا المشكل القائم في الشرق الأوسط.
كما أن العمليات التي تستهدف الفلسطينيين وأراضيهم من الجيش الإسرائيلي ومستوطنيها، بالإضافة إلى مواصلة سلب حقوق الشعب الفلسطيني قوض عملية السلام بين الطرفين.
فضلا عن ذلك، فالرهان على الوهم والسراب مضيعة للوقت ـ فبدلا من هدره ـ على السلطة الفلسطينية الالتزام بتنفيذ القرارات الوطنية التي اتخذها المجلس الوطني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي وإلغاء ما يسمى بالتنسيق الأمني والتحلل من كافة الاتفاقات الموقعة مع الكيان الصهيوني.