عاد طلبة الطب والصيدلة إلى الاحتجاج، ردًا على التهديدات الخاصة بفرض عقوبات على الرافضين منهم العودة إلى المدرجات الجامعية والالتحاق بالتداريب الميدانية والالتزام بمواعيد الامتحانات، وكذا ضدا على التوقيفات التي طالت عدد من زملائهم خلال الأسابيع الماضية، وذلك في ظل تزايد الحديث عن شبح سنة تعليمية بيضاء بكليات الطب والصيدلة.
ونظم المئات من طلبة كليات الطب والصيدلة بالمغرب، مساء أمس السبت، وقفة احتجاجية حاشدة بساحة الأمم وسط مدينة الدار البيضاء، حاملين معهم الشموع ومجموع من اللافتات والشعارات المنددة بقرارات الجهات الوصية على القطاع (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية)، مطالبين وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي بفتح باب الحوار لإيجاد حل مرضي للجميع.
بعد تصريحات ميراوي.. هل بات سيناريو سنة بيضاء يتهدد طلبة كليات الطب بالمغرب؟
وقالت نرجس الهلالي، طالبة بالسنة الخامسة بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وعضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب؛ طب الأسنان والصيدلة بالمغرب، في تصريح لجريدة “شفاف”، أن الطلبة خرجوا للتأكيد على أنهم ما زالوا منفتحين على الحوار ومتشبثين بمطالبهم الأكاديمية التي تصب في خدمة الوطن بشكل عام، ولا يتعلق الأمر فقط بمطالب فئوية ومصالح الطلبة.
وأضافت الهلالي أنه لا يعقل أن يتم التعامل مع صحة المواطن المغربي باستهتار، لافتة إلى أن التقليص من سنوات الدراسة من 7 إلى 6 سنوات سيؤثر سلبا على تكوين الطلبة، موضحة أن استمرار خروجهم في مختلف مناطق المملكة وأمام البرلمان يعد أبرز دليل على نيتهم الصادقة في بلوغ حل عقلاني.
وأبرزت أن استمرار الاحتقان داخل كليات الطب والصيدلة وخروج الطلبة في وقفات احتجاجية منذ 6 أشهر، أمور تتعامل معها الجهات الوصية باستهتار وتجاهل، مشيرة إلى أن ذلك ستكون له أضرار وخيمة على الوطن، لافتة إلى وجود نوع من عدم الاكتراث من طرف المسؤولين في التعامل مع هذه الأزمة.
وتابعت أنه لا يمكن المزايدة على وطنية الطلبة، والذين خرجوا للشارع اعتبارا لمصالح الوطن العليا ولا شيء غير ذلك، مبرزة أنه لا نية لهم في الهجرة إلى خارج، مشيرة إلى أنهم تقدموا بملف مطلبي متكامل يركز على أهمية تعزيز وتقوية تكوينهم عوض إضعافه، لافتة إلى أن ذلك يدل على وعيهم وحرصهم الشديد على الارتقاء بهذا القطاع الحيوي ببلادنا.
واستطردت أن قرارات التوقيفات في حق زملائها لم يزد الوضع إلى احتقانًا وغليانًا أكثر داخل الساحة الطلابية بكليات الطب والصيدلة، لافتة إلى أنه الأجدر كان الجلوس لطاولة الحوار وإيجاد حل توافقي خلال هذه المرحلة الحاسمة من الزمن الدراسي المشرف على نهايته خلال هذا الموسم القائم، والتعامل مع هذا الملف بالجدية المطلوبة.
وأردفت عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب؛ طب الأسنان والصيدلة بالمغرب، أن الطلاب ليسوا بعدميين، مشيرة إلى أنهم يرفضون سيناريو السنة البيضاء بشكل تام، مبدئة استعدادهم للدخول في جولات أخرى للنقاش والحوار الكفيلة بإنهاء هذه الأزمة والعودة لاستكمال دراستهم وتداريبهم الميدانية بالشكل الذي يضمن لهم تكوينا جيدًا.
وأوضحت أن الطلبة لم يلمسوا من طرف الجهات الوصية على القطاع أي خيط ولو رقيق يقود لحل لهذا المشكل الذي عمّر طويلا، والذي يبدو أن نهايته لن تكون قريبة في حال استمرار وزارتي التعليم العالي والصحة على نفس التوجه الذي يغيب عليه بشكل مطلق الحوار البناء والإنصات لمن يهمهم الأمر (الطلبة)، ومن خلال ذلك الوصول لنقط التقاء بين الجميع تنهي الأزمة القائمة.
طلبة الطب والصيدلة يعلقون إضرابهم ويبدون استعدادهم لأي حوار بناء ومسؤول
وشددت على ضرورة تدخل المسؤولين والمدبرين لهذا الملف بشكل عاجل من أجل إنقاذ الموسم الدراسي من شبح السنة البيضاء، وبتحكيم العقل في أي نقاشات سيتم عقدها في المستقبل القريب، والتجاوب مع المطالب المشروعة للطلبة.
ولفتت إلى أن دعم آبائهم وأمهاتهم لهم في مجموعة من الخطوات النضالية خلال الأشهر الماضية، يؤكد أن هؤلاء الطلبة على حق فيما تقدموا به من مطالب، مشيرة إلى أن مساندتهم لهم جاءت بعدما لامسوا عن قرب التضييق والظلم الذي تعرضت له فلذات أكبادهم.
تجدر الإشارة إلى أن آباء وأمهات طلبة الطب والصيدلة شرعوا في جمع التوقيعات قصد رفع عريضة إلى رئيس الحكومة للمطالبة بفتح حوار وطني مسؤول بشكل عاجل، والعدول عن إجراءات التوقيف في حق عدد من الطلبة، عوض التصعيد بالعقوبات والتوقيفات التي طالت بعضهم، وذلك بعد تحذيرات ودعوات الوزير ميراوي للعودة إلى المدرجات الجامعية والالتحاق بالتداريب الميدانية والالتزام بمواعيد الامتحانات.