لايزال وسم ” بغينا الطوبيسات بفاس” يلقى تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ساكنة مدينة فاس والنواحي، احتجاجا على الوضع المزري الذي يعرفه أسطول شركة النقل العمومي ” سيتي باص”، المكلفة بتدبير قطاع المدينة بالمدينة ، في ظل اتهامها بتعميق معاناة ساكنة فاس وتسببها في تحويل الحياة اليومية للطلبة والتلاميذ والعمال إلى كابوس يومي ومعاناة لا حصر لها بسبب نذرة الحافلات فضلا عن الوضيعة الميكانيكية المهترئة لجل الأسطول .
وفي هذا الصدد قال عبد اللطيف، طالب وباحث جامعي، لـ”شفاف” في اتصال هاتفي، أن الشركة المسؤولة على تدبير قطاع النقل العمومي بمدينة فاس، تسببت في أزمات كبيرة لشريحة واسعة من سكان فاس المستعملين للوسيلة السالفة الذكر، نظرا لكون من يستقلونها هم من الطبقة المتوسطة أو الضعيفة ولا يمكنهم التوجه إلى أي وسيلة أخرى نظرا لضيق الحال واليد.
وشجب الطالب الجامعي الواقع الغير السليم الذي يعرفه قطاع النقل في فاس وكيفية تدبيره، كون أن الشركة المكلفة بالنقل لاتتوفر أولا على أسطول يغطي المدينة ونواحيها، بالإضافة إلى اهتراء الحافلات المتوفرة ، الأمر الذي يتسبب في تأخر الطلبة عن الدراسة والموظفين عن مقرات عملهم .
ويتابع المتحدث “هذا الوقع أعانيه منذ 10 سنوات مع الشركة السالفة الذكر التي تسببت في العديد من المرات في تأخري على وقت الامتحانات، الأمر الذي خلق لي أزمة مع المشرفين وووضعني تحت رحمة الأساتذة ، وهو الأمر الذي ماكان ليحدث لولا اهتراء الحالة الميكانيكية للحافة التي أقلتني إلى الجامعة .
وفي السياق ذاته، أدانت نادية، عاملة في قطاع النسيج، الوضع الكارثي لحافلات “سيتي باص” المكلفة بتسيير النقل العمومي بفاس، موضحة أن الحالة الميكانيكية المتردية للحافلات تتسبب إما بتأخرها عن مكان وصولها في الوقت المحدد أو تتعطل في منتصف الطرق، ما يجعلها تعتمد على وسيلة أخرى في التنقل رغم ضيق الحال لتفادي التأخر عن العمل والاقتطاع في أجرتها التي هي في أمس حاجة إليها لإعالة أسرتها.
وأضافت نادية، أن معاناتها مع نقل “سيتي باص”، ليست وليدة اليوم بل هو مسلسل مستمر من المعاناة ، إذ كانت تستبشر خيرا في مسيري المدينة الحاليين للتخلص من هذه الشركة وجلب مستثمر آخر يستطيع أن يغطي مدينة فاس ونواحيها ، وأن يتوفر على أسطول جيد بمعايير وجودة عالية وهو الأمر الذي لم يتحقق بحسب المتحدثة .
وفي الإطار ذاته، قال الفاعل الجمعوي، رضوان لعروسي، في اتصال هاتفي مع “شفاف”، أن مشكل التنقل في المدينة السالفة الذكر يزداد حدة مع بداية الدخول المدرسي في كل سنة، نظرا لما يعانيه التلاميذ والطلبة من مشاكل جراء استعمال الحافلات التابعة للشركة السالفة الذكر، أذ أن المتمدرسين يتعرضون لضغوطات شديدة بسبب تأخر وسيلة لنقل المعتمدة في المدينة من عن موعدها، بالإضافة إلى هياكلها المتضرر والتي لا تسمح باستعمالها خصوصا وأنها تتعرض لأعطاب متكررة وإشتعال النيران فيها، وفضلا عن التعامل غير المسؤول من طرف الشركة وممثليها مع المتضررين من هذا الوضع.
وحمل المتحدث ذاته، فشل تدبير ملف النقل الحضري بفاس للمجلس الجماعي في ظل رضوخه لشركة “سيتي باص”، التي فرضت الأمر الواقع على الجماعة واستمرت في تسيير هذا المرفق العمومي بأسطول مهترئ، لافتا في السياق ذاته إلى أن المجلس الجماعي لم يكن عند حسن انتظارات المواطنين ولم يفي بوعده قبيل الانتخابات، خصوصا وأن العمدة ونائبه وعدا في وقت سابق بسحب ملف النقل من الشركة ورحيلها عن المدينة ، لكن الأخيرين تراجعا عن تصريحاتهما، وقبلا التحكيم الذي أصدرته وزارة الداخلية.
وحمل الفاعل الجمعوي، في معرض حديثه عن مشكل النقل بالمدينة العمدة ونائبه المسؤولية ، وطالبهما بالبحث عن حل توافقي مع الشركة عوض رفع شعارات عنترية كشفت الأيام زيفها، وأضاف أن هذه الحملة الحالية جاءت كرد فعل على سوء خدمات شركة “سيتي باص”، في ظل تخوف المواطنين على حياتهم بسبب الحالة الميكانيكية المهترئة الحافلات حيث بات التنقل عبرها بمثابة مغامرة غير محسوبة النتائج.
وأمام نهج المسؤولين المنتخبين والترابيين سياسة الآذان الصماء والأعين العمياء اتجاه المعاناة اليومية للساكنة، يقول المتحدث ذاته، أن الفاعليين الجمعويين والساكنة سيخرجون إلى الشارع بشكل سلمي للاحتجاج، إذ أن الأمر لن يبقى مقتصرا على فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي في حالة لم يتدخل المجلس الجماعي ويقوم إما بمطالبة الشركة بتجديد أسطولها، أو سحب الملف منها وإعطائه لمن يستطيع تدبير النقل العمومي في فاس بالشكل المطلوب .