تعتبر سجلماسة (الريصاني) بوابة الصحراء نحو إفريقيا، وهي من أوائل المدن الإسلامية بالمغرب، ومحطة رئيسية للقوافل التجارة العابرة للصحراء الكبرى.
كانت سجلماسة في أوج تألقها محطة لا محيص عنها في طريق قوافل التجارة العابرة للصحراء. وكانت تضم الكثير من القصبات والقصور، لعلى أبرزها تلك التي كانت تؤوي قصر الأمير، والجامع الكبير، وسوق تجار كبيرة، ومعامل سك النقود.
واليوم، لم يبقَ من سجلماسة إلا بعض الأطلال الشاهدة على عظمتها الغابرة، بعد أن غمرها التراب.
وفي هذا الصدد قال احميداني عبد الرحمن ، مكلف بإدارة مركز الدراسات والبحوث العلوية بمدينة الريصاني، في تصريح لجريدة “شفاف”، أن مدينة سيجلماسة أنشأت في العصر الوسيط سنة 757 ميلادية على يد إمارت بني مدرار ، وهم أشخاص جاؤا من المشرق نتيجة الخلافات التي كانت قائمة آنذاك في مناطق نفوذ الدولة العباسية، ليستقروا ويؤسسوا إمارتهم فيها.
وإمارة بني مدرار،كانت حسب المكلف بإدارة مركز الدراسات والبحوث العلوية بمدينة الريصاني، في منطقة محدودة لم تشمل المغرب كله ، إلى أن جاء الأدارسة بعدهم وأسسوا الدولة المغربية المركزية.
وأبان المتحدث، أن مفهوم سجلماسة كان يستعمل في العصر الوسيط ، وفي العصر الحديث عوضه مفهوم تافيلالت، إذ توجد فيها تافيلالت الصغرى المتمثلة في مدينة الريصاني والنواحي، وتافيلالت الكبرى المنطقة التي تفوق مدينة الريش.
أما عن القصور المتواجدة في مدينة سيجلماسة، أوضح احميداني عبد الرحمن، أنها تتجاوز 300 قصر ، في حين أن القصور التي بنيت في عهدمولاي اسماعيل تفوق 105 قصرا، وعلى رأسهم القصور التي كانت متواجدة في المشيخة، إذ عقدت فيها مراسيم البيعة للسلطان الشريف ابن علي سنة 1640.
والقصور التي تبدأ تسميتها بـ”ولاد” من قبل “ولاد عيشة” “ولاد عبد الحليم”، وهذا القصر كان تابعا للمرينيين في السابق وأصبح نشيطا في عهد الدولة العلوية، بالإضافة إلى قصر السلطان الذي شهد ولادة السلطان مولاي اسماعيل وغيرها من القصور الأخرى التي تعتبر تابعة لدولة العلوية.
تتميز القصور المخزنية عن القصور العادية حسب رئيس المركز بفخامة البناء، كون أن القصور العادية لا توجد فيها مشاوير في مداخلها وبعدها تتفرع إلي دروب أو باحة صغيرة، في حين القصور السلطانية نجد فيها باحة مربعة وكبيرة جدا وفي إحدى زوياها نجد مدخل معقوف ، وهذا له علاقةبالأمان كون أن من يكون خارج القصر لايمكنه أن يرى من بداخل القصر.
أما بخصوص المدخل الذي يوصل لباب القصر تكون أبعاده في العلو والعرض مزركشة باللوحات والزخرفات التي يتم إنشائها بالقرميد والخشب وكذل النقوش، وداخلها يظهر فضاء ” الدار لكبيرة” أو محل إقامة السلطان أو المكان الذي يمارس فيه وظيفته المتعلقة بالقضاء واستقبال الأشخاص.
وأشار المتحدث، إلى أن هناك قصور تم بنائها قبل الأسرة العلوية مثل قصر ولاد عبد الحليم وهو امير من الدولة المرينية ، وتواجدت في القرن 13 و 14، وكان هو ممثل السلطة المركزية ، التي كانت في تلك الفترة كانت متواجدة في مدينة فاس وعلى اسمه سمي هذا القصر ، لكن بعد مجيء العلويين يقال أنه تم شرائه من المالكين الأصليين خاصتهم وحولوه إلى مقر الحكم وسكن للأمراء.
وأردف المتحدث، أن أغلب القصور التي لازالت في حالة جيدة ترجع للقصور التي بنيت أو تم إعادة ترميميها في عهد العلويين .