أعاد الزلزال الذي ضرب عددا من مدن المملكة أمس مساء الجمعة، ووصفته “هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأنه “أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من 120 عاماً”، إلى الأذهان ذكريات مؤلمة عاشتها البلاد مع الزلازل خلال العقود الماضية .
وتتوزع أهم هذه الهزات بين شمال المغرب في مدينة الحسيمة ، ثم الجنوب في مدينة أكادير المطلة على المحيط الأطلسي.
•زلزال أكادير1960
وقع هذا الزلزال في العام 1960، وكان الأكثر فتكا وتدميرا في تاريخ المغرب، حيث دمر مدينة أكادير ، وبلغت قوته 5.7 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل حوالي 15 ألف نسمة (حوالي ثلث سكان المدينة في ذلك الوقت) وجرح 12 ألفا آخرين، فيما ترك ما لا يقل عن 35 ألف شخص دون مأوى.
•زلزال الحسيمة 1994
شهدت الحسيمة ونواحيها عددا من الزلازل، من بينها زلزال عام 1994، وقد بلغت قوته ست درجات على مقياس ريختر، ووقع قرب الحسيمة، وأسفر عن مقتل شخصين وجرح العشرات.
•زلزال الحسيمة 2004
يعتبر هذا الزلزال من أقوى وأعنف الزلازل التي شهدها المغرب، ووقع في الحسيمة يوم 24 فبراير 2004، وأدى إلى مقتل نحو 600 شخص وجرح مئات آخرين وتشريد أكثر من 15 ألفا، وخلف خسائر مادية كبيرة، واعتبر إحدى أقوى الكوارث الطبيعية التي شهدتها المملكة.
•زلزال الحوز .. … هل كان ممكنا التنبؤ بالزلزال قبل وقوعه ؟
الزلزال الذي وقع في وقت متأخر أمس الجمعة، وأدى إلى مقتل وجرح المئات وفق حصيلة أولية أثار تساؤلات عدة حول مدى إمكانية التنبؤ بحدوثه .
الدكتور محمد بهناسي، خبير مبرز في البيئة بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يرى أن وجود المغرب في بؤرة جيولوجية مفصلية لصفيحتين هما الأفريقية والأورو آسيوية يجعله بالضرورة في مركز الاهتزازات الناجمة عن تقارب هذه الصفائح المتحركة.
وأكد الخبير البيئي في تصريح لجريدة “شفاف” عن وجود أي علاقة بين التغيرات المناخية والزلازل، لافتا إلى أن الزلازل هي حركة طبقات الأرض، وليس هناك علاقة تربط بين المناخ وبين هذه الحركة.
وبخصوص القدرة على التنبؤ بموعد الزلزال أكد المتحدث على أنه ورغم التطور العلمي في مجال الرصد الزلزالي فإن العلماء لازالوا عاجزين عن تحديد موعد حدوث الاهتزازات الأرضية بشكل مسبق، كما أنهم لا يستطيعون تحديد وقت وصول الزلزال إلى ذروته بشكل دقيق، وذلك لأنهم ببساطة غير قادرين على التنبؤ بالطريقة التي ستستجيب بها الصخور للحرارة والضغط الهائل في باطن الأرض وهذا ماحدث بالضبط في زلزال الحوز .
وأكد بهناسي أنه ما زال هناك الكثير من العمل الذى يتوجب على البشرية القيام به في مجال رصد الزلازل ، لأن أدوات القياس الحالية ليست حساسة بعد بما فيه الكفاية.
وشدد المتحدث على أن المغاربة يفتقدون لثقافة التعامل مع الزلازل وهو ما ظهر جليا بالأمس في مشاهد الفرار الجماعي للشارع لحظة وقوع الهزة وهو امر كان بالإمكان أن يتسبب في كارثة لا قدر الله .
وأكد الخبير البيئي على أن زلزال الحوز كشف عن مجموعة من الاختلالات لعل أبرزها غياب التواصل والافتقاد للمعلومة الرسمية حيث ظل المغاربة ينتظرون لساعات لمعرفة حيثيات ما وقع بالضبط فضلا عن جهل المواطنين بالإجراءات الواجب اتباعها في مثل هذه المواقف .
بالمقابل أكد بهناسي أن تشدد وزارة التعمير في المعايير الخاصة بالبناء جنب المغرب كارثة حقيقية مشددا على أن البنية التحتية بالبلاد أظهرت قدرتها على الصمود في وجه الزلزال وهذا ما يفسر أن أغلبية البنايات المهدمة سجلت في المناطق النائية .

